رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن

موقع أيام نيوز


انى اروح الدكتورة واشوف موضوع الحمل ده اللى اتأخر .
نظر أمامه بشرود ثم قال 
أنا كنت غلطان يا عزة .. أنا كنت بفكر فى نفسى وراحتى وبس ..مفكرتش فى مشاعرك انت ورغبتك فى انك تبقى أم زيك زى أختك تمام .. نفسك يبقى عندك ولاد كده زيها تربيهم وتهتمى بيهم وتشبعى غريزة الأمومة فيهم ...لكن الحمد لله انى انتبهت لخطأى ده بدرى ..اللى شوفته فى المعټقل ده خلانى اراجع أمورى فحاجات كتير أوى فى حياتى واحس انى تافه وأنانى ومبفكرش غير فى نفسى

لاحظت عزة الوجوم الذى ظهر على قسمات وجهه واحتلها بضراوة مما غير ملامحه كثيرا .. 
أنا بحبك فى كل حالاتك
أبتسم وهو يلتفت إليها وقد عادت إليه روحه المرحة وقال 
وبعدين الحمل متأخرش ولا حاجة.. أنا اللى مكنتش هنا !
جلست أم فارس بجوار مهرة على طرف فراشها وأخذتها بين أحضانها ومسحت على شعرها بحنان ثم نظرت إلى والدها وقالت پغضب شديد 
أنت ازاى تعمل كده فى بنتك يا ابو يحيى.. مش حرام عليك
لوح والدها بيده وهو يقول بعصبية 
معلش بقى يا ست ام فارس.. دى بنتى وانا حر فيها.. أضربها اموتها محدش له عندى حاجة
أطلت من عينيها نظرات

غاضبة ولأول مرة تخرج عن شعورها وتتكلم بعصبية شديدة وأخذت تهتف به قائلة 
بنتك! .. تعرف ايه انت عن بنتك .. بنتك دى كانت بتقعد عندى أكتر ما كانت بتقعد فى بيتك ..كانت بتلجالى وتحكيلى مشاكلها أكتر من أمها نفسها.. لما كانت بتتعب ونوديها للدكتور ويكشف عليها ويسألنا عن أسامى الأدوية بتاعتها ولا تعبت أمتى ..أمها مكانتش بتعرف.. أنا اللى كنت برد.. مفيش دكتور روحناله إلا لما افتكر أن انا اللى أمها مش مراتك يا ابو يحيى .. أبنى كان بيعلمها ويوجهها ويذاكرلها وانت حتى متعرفش هى فى سنة كام ... أنت كنت بتخرج الفجر ترجع نص الليل وامها كانت بتخرج تشتغل علشان تكفى طلباتها هى ويحيى وكنتوا بتسيبوها لوحدها فى البيت وهى عيلة ..أتربت فى حضنى وكبرت فى حضنى ..
بكت أم يحيى كثيرا وهى تستمع لكلمات أم فارس ولقد كانت تعلم أنها محقة ..تابعت أم فارس وهى تشير إلى مهرة وتقول 
بصلها كده بعد ما كبرت وبقت عروسة.. وشوف لبسها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الناس علشان تعرف انى عرفت اربى صح.. وشوف كده لو كانت فضلت قاعدة لوحدها وانتوا سابينها مع اخوها وصحابه والمدرسين الرجاله اللى كانوا داخلين خارجين لما كان يحيى فى الثانوية العامة وشوف كانت ممكن يحصلها أيه .. وكل ده وانت بعيد متعرفش عنها حاجة ...
حد فيكوا عمره سألها مالك .. حد فيكوا عمره عرف حتى أسامى اصحابها أيه واصحابها شكلهم أيه .. حد فيكوا عارف قلبها فى أيه.. بتحب أيه وپتكره أيه ... محدش فيكوا يعرف عنها زيى أنا .. جاى دلوقتى وتقولى بنتى وانا حر فيها.. أموتها واضړبها أنا حر ..
وهبت واقفة بصرامة وجذبت مهرة من يدها وأخذتها تحت ذراعها وقالت لهما بقوة لا تعرف كيف واتتها حينها 
البت دى بنتى انا.. وهاخدها عندى ومحدش فيكوا هيقربلها .. والواد اللى اسمه علاء ده لو هوب ناحيتها هخلى عيال الشارع يطلعوه من هنا بڤضيحة .
جذبتها خلفها بحسم وانصرفت بها أم فارس أمام أنظارهما المبهوتة ينظران لبعضهما البعض وكل منهما يحاول أن يحمل الآخر مسؤولية أهماله وسوء تصرفه .
أستطاع باسم الحصول على رقم هاتف الضابط محرر محضر القضية وأتصل بوائل وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه أن يقابله فى مكان عام ولا يذهب إليه فى قسم الشرطة .. بالفعل قام وائل بالاتصال بالضابط وأتفق معه على مقابلة سريعة فى مكان عام ...
ذهب الضابط لمقابلة وائل وعندما حاول وائل إغراءه بالمال ليغير أقواله رفض بشدة
و تركه الضابط وانصرف بحدة ووائل يتابعه بنظراته القلقة الخائڤة وأخرج الهاتف على الفور وهاتف باسم وأخبره بما حدث ..فقال باسم 
خلاص سيبك منه ..هو اللى عاوز يروح لقپره برجليه .. دلوقتى بقى تروح تقابل الشهود وتشوف مايتهم هما كمان وبعدين تبلغنى باللى حصل بينكوا بالظبط ..
قال وائل بارتباك 
بس دلوقتى يا أستاذ باسم معظم الفلوس معاك هندفعلهم منين
قال باسم بابتسامة متهكمة 
ملكش دعوة روحلهم بس واتفق معاهم وسيب الباقى عليا
حاول وائل أقناع الشهود بالإستجابة لطلبه وإغراءهم بالمال ولكنهما كانا مذبذبين بشدة وقال أحدهما 
يا أستاذ وائل بقولك محامى البنت القتيلة لسه نازل من عندنا قبل انت تيجى على طول وهددنا أننا لو غيرنا أقوالنا ومقولناش الحقيقة هيفضحنا قدام المحكمة ويحبسنا پتهمة التزوير .
مال وائل للأمام وقال بثقة 
ولا يقدر يعملكوا حاجة
..أنتوا هتقولوا اللى شفتوه
وضيق عينيه وهو يقول مؤكدا
مش كده ولا ايه
نظرا الرجلين إلى بعضهما البعض بقلق وخوف وقال الآخر 
طيب يا أستاذ وائل سيبنا نفكر فى الموضوع ده مع نفسنا
نهض وائل وهو يضع أمامهم أرقام هاتفه وقال 
كده نبقى متفقين .. تكلمونى بعد يومين علشان نقعد مع بعض
 

تم نسخ الرابط