رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
دلوقتى بس لو سمحتى الجواب ده مهم جدا من فضلك تحاولى توصليه ليه بأى طريقه عن أذنك
حاولت أن توقفه ولكنه لم يعطيها الفرصة وهبط درجات السلم سريعا أغلقت الباب وهى تقلب الخطاب بين يديها بدهشة متسائلة
ياترى من مين الجواب ده
نهضت مهرة وتوجهت إليها وهى تنظر إلى الخطاب بين يدها وقالت
من مين الجواب ده يا ماما
قالت كلمتها وهى تفتحه وتقول
لما نشوف فى أيه ده كمان
حاولت أن تدقق النظر فيه ولكن الخط كان صغيرا فلم تستطع أن تقرأه بوضوح فدفعته لمهرة وهى تقول
خدى أقريهولى يا مهرة لحسن الخط صغير أوى
أخذته مهرة من يدها ونظرت فيه وبدأت فى القراءة بصوت مسموع
لم تستطع مهرة القراءة شهقت وهى تضع يدها على فمها .. حثتها أم فارس على المتابعة وهى تمسكها من
ذراعها وتقول بجدية
كملى يا مهرة سكتى ليه
تلعثمت مهرة وهى لا تعرف ماذا تفعل فقالت
ماما الجواب ده مش لازم يوصل لفارس أبدا
شدت أم
فارس على ذراعها وقالت بتصميم
هتكملى ولا أنده حد تانى يكملهولى
أعادت مهرة قراءة الخطاب فى تردد وبصوت مضطرب ... بينما أخذ وجه أم فارس يمتقع وهى تحدق فى الفراغ حتى أنهت مهرة قراءته فرفعت وجهها إلى أم فارس وربتت على كتفها قائلة
لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول
يا حبيبى يابنى .. وكنت كاتم فى نفسك كل ده وساكت.. طب ليه يا فارس سكت ليه
نظرت لها مهرة بعدم فهم وقالت متسائلة
يعنى أيه الكلام ده هو فارس كان عارف
عقدت حاجبيها وهى تقول غير مصدقة
كل تصرفاته بعد ما رجعوا من اسكندرية كانت بتقول أنهم مش كويسين مع بعض .. مع أنهم مكانش لسه بقالهم أسبوع متجوزين جديد .. وهو شكله كان كأنه شايل هم كبير أوى ومش عارف يا حبيب امه يتكلم مع حد ..
أتاريه مكنش عاوز ېفضحها .. تقوم فى الآخر تعمل فيه كده ! .. بقى يسترها ويخبى سرها وفى الآخر تبهدله الپهدلة دى وكل ده علشان كانت طمعانة فى القضية وفلوسها .
وضعت مهرة الخطاب بجوارها ولفت ذراعيها حول ذراع أم فارس وأسندت رأسها على كتفها وقد انزلقت دمعتين من عينيها فى صمت .. ثم قالت
قالت كلمتها ومدت يدها للخطاب وقبضت عليه فى راحتها بقوة ونهضت لتلقى به فى القمامة ولكن أم فارس أوقفتها وجذبت الخطاب منها وقالت بتصميم
مش هنسترها تانى.. لا انا ولا ابنى.. خلاص .. لازم يشوف الجواب ولازم تاخد جزائها علشان نارى تبرد شوية.. وانا عارفة انه مش هيأذى نفسه.. بس كفاية انه يبرد ناره شوية ويعرف اللى حواليه عملوا فيه كده ليه .
مسحت مهرة دموعها براحتيها عندما سمعت رنين هاتف المنزل وتوجهت لتجيب المتصل وهى تقول
السلام عليكم
أتاها صوتا محملا بالفرحة واللهفة .. صوتا كان ولا يزال محملا بالحنان الجارف دائما ..سقطت السماعة من يدها المرتعشة على أثر المفاجأة الغير متوقعة عندما سمعته يقول بشوق
مهرة
ألتقطت السماعة سريعا ووضعتها على أذنها غير مصدقة وأم فارس تنظر إليها متعجبة منها ولكن دهشتها زالت وقفزت فرحا من مكانها عندما سمعتها تقول بأنفاس متقطعة
فارس
أخذت أم فارس سماعة الهاتف من يدها ووضعتها على أذنها تمسكها بيدها الاثنتين فى شوق ولهفة وهى تقول
فارس ..أبنى.. أنت بتتكلم منين
وضعت مهرة يدها على صدرها وهى تشعر أن قلبها سيقفز من مكانه فرحا واحتقن وجهها بشدة وهى تستمع لأم فارس تقول من بين دموعها
يعنى انت طلعت يا فارس .. بجد يابنى طلعت.. طب انت فين
ثم أخذت تقبل السماعة وهى تبكى قائلة
تعالى بسرعة يا فارس.. تعالى بسرعة.. نفسى اخدك فى حضنى يابنى وحشتنى أوى
أنهى فارس المكالمة وهو يمسح دموعه ويد الدكتور حمدى تربط على كتفه قائلا بمرح
أيه ده.. هو انت لسه شوفت حاجة ..أومال لما تروح بقى هتعمل أيه
ثم مد يده بالهاتف إلى بلال قائلا
يالا خد انت كمان التليفون وكلم والدتك وبلغها أنك خرجت
أبتسم بلال واستنشق الهواء النقى خارج جدران المعټقل حتى أمتلا صدره به ثم زفر بهدوء وقال
لا يا دكتور معلش ..أنا عاوز اعملهم مفاجأة
ضحك الدكتور حمدى وهو يقول
حرام عليك يلاقوك قدامهم كده فجأة
ضحك فارس ثم قال
طول عمره بتاع مقالب يا دكتور.. هو كده من زمان
ضحك ثلاثتهم وهم يستقلون سيارة الدكتور حمدى فى طريقهم إلى منازلهم كان الدكتور حمدى يقود السيارة وهو ينظر إلى فارس الجالس بجواره
متابعة القراءة