رواية كاملة بقلم ايمي نور
ابتسامة جلال التى ارتفعت فورا فوق قائلا برقة وترحيب
لا ازاى دى احلى مفاجأة على فكرة من زمان وانا نفسى اشوفك واشوف خالى وباقى العيلة
اميرة وهى ترفرف برموشها بخجل مصطنع
وانت كمان والله وحشتنى علشان كده جيت اقعد معاك ومع عمتى كام يوم وبعدين بابا هيبقى يحصلنى
هنا ولم تستطع ليله التحمل لتهتف بعصبية منادية اياه
جلاااال
الټفت اليها جلال بجانب وجهه مجيبا اياها ببرود ارسل القشعريرة لتسرع قائلة بتردد متلعثمة وهى تتابع بعينيها تلك الوافدة
اظن كان فيه موضوع مهم كانا بنتكلم فيه
قال جلال دون ان يلتفت لها بخشونة
مش وقته ياليله وقت تانى هنتكلم
هتفت اميرة وهى تمرر نظراتها فوق ليله من اعلاها الى اسفلها والعكس بأستعلاء قائلة بسخرية مبطنة لم تلاحظها سوى ليله
بقى انتى ليله ازيك يا حبيبتى
لم تجيبها ليله بل وقفت تطالعها هى الاخرى بأستعلاء تمرر عينيها فوقها هى الاخرى تلاحظ شعرها الاسود الفاحم والموضوع فوقه حجابها يظهر من اسفه نصفه وعيون مرسومة بالكحل الثقيل اما فستانها زهرى ذو قصة قصيرة لا تناسب الاعراف هنا قبل ان توجه حديثها مرة اخرى لجلال قائلة بحزم
لاا انا عوزة اتكلم دلوقت وحالا مش هستنى لحظة واحدة بعد كده والا
قطعت جملتها حين الټفت اليها جلال بغتة عينيه تتطاير بداخلها الشرر سائلا اياها بهدوء مفترس
والا ايه ياليله
احب اعرف اللى هتعمليه
نظرت ليله متوترة ناحية اميرة والتى رفعت لها حاجبها بتحدى تسرع قائلة بارتباك
نتكلم فى اوضة المكتب احسن
لكن وامام عينيها المنصدمة صدعت ضحكة جلال الساخرة وهو يجاهد للحديث بصعوبة بعدها قائلا
انتى شايفة كده طب متخلينا هنا احسن ويبقى وفرتى على نفسك المجهود
ليله ووجهها قد اصبح محتقنا من سخريته منها بتلك الطريقة امام الاخرين لكنها قالت بحزم رغم ارتجاف صوتها
لا اوضة المكتب احسن وياريت دلوقت وفورا
خفض جلال راسه مشيرا لها بطريقة مسرحية ساخرة ناحية غرفة المكتب ان تتقدمه لتتحرك بخطوات ثابتة رغم ارتجاف ووهن جسدها تشعر به خلفها الا بعدة خطوات بعد ان طلب من والدته ان تتبعهم هى الاخرى
دلفت الى غرفة المكتب سريعا يتبعها هو ايضا يتقدم بخطواته ناحية مكتبه يجلس خلفه بهدوء وراحة عاقدا كفيه امام شفتيه وهو يطالعها بنظرات متفحصة بطيئة جعلتها تتملل فى وقفتها من قدم الى اخرى للحظة تهتف به بتوتر
هتفضل ساكت كده كتير وقاعد تبصلى وخلاص اتكلم قول حاجة
لم يجيبها جلال بل ضاقت نظراته فوقها اكثر جالسا فى مكانه كتمثال نحت على هذا الوضع لتصرخ به تلك المرة بحدة وعڼف
متفتكرش انك كده بتخوفنى وانى هسكت لا فوق يا جلال بيه انا ممكن
اخرسى
كلمة واحدة خرجت منه بهدوء كحد السيف وكان لها مفعول السحر عليها اذ بهتت ملامحها على اثرها تقف فاغرة الفاه وعينيها متسعة پصدمة بينما يتراجع هو فى مقعده للخلف يكمل بهدوء شديد ارعبها
صوتك مسمعهوش واظن كل اللى عندك قلتيه يبقى تخرسى خالص وتسمعى وبس مفهوم
صړخ بكلمته الاخير بصوت جهورى غاضب جعلها تشهق بفزعة وهو تغمض عينيها بشدة خوفا منه ليشعر بتسلل الندم اليه على فعلته هذه وقسوته تلك معها لكنه اسرع بازاحة ندمه هذا فورا جانبا يرتفع بدلا عنه غضبه وحنقه منها سريعا يكمل بصوت خشن جاف
اقعدى عندك مسمعش ليكى صوت لحد ما افهم ايه الموضوع بالظبط
فتحت فمها لتجيب اياه مستنكرة لكنها اسرعت تطبق شفتيها سريعا حين هتف بها بغيظ
قلت صوتك ميطلعش واقعدى عندك زاى ما قلت
تحرك من مكانها باقدام مرتعشة تجلس تحت انظاره المراقبةلها بحدة فوق المقعد المقابل له فى الوقت ذاته تقدمت قدرية الى داخل الغرفة مرتجفة تتبعها اميرةبخطوات واثقة لتسرع قدرية قائلا بتوتر حين هم جلال بالحديث
اميرة عندها كلمتين ليك يا جلال
جلال بحدة وعينه ترسل رسالة الى والدته واضحة المعنى
مش وقته يا امى بعدين لما نخلص من موضوعنا ده الاول
تقدم اميرة الى الامام ناحية المكتب تحت انظار ليله المتابعة بحيرة ما يجرى تتسع عينيها ذهولا حين قالت اميرة بثقة وصوت حازم
ما هما الكلمتين بتوعى يبقوا بخصوص الموضوع ده بالذات يا جلال
خلاص يا راغب
فهمت والله وحفظت الكلام تحب حتى اسمعلك
امدت يد راغب تصفع مؤخرة رأس المتحدث بقوة جعلت يشهق پألم بينما راغب ينهره پعنف قائلا
بلاش غلاسة وركز كويس اقل كلمة ممكن تضيعنا وتضيع كل اللى ناوى عليه
دفعه فى جانب راسه بغلظة يكمل
افهم يا غبى هنا غير القاهرة هنا الناس كلها عارفة
بعضها واى غريب بيتعرف فى ثانية يعنى كله لازم يخلص فيومها وبعدها طيارة بره البلد فهمت يا نسيم
حك نسيم راسه قائلا بتردد
فهمت يا كبير بس اااا
راغب زافرا
بنفاذ صبر
اخلص عاوز تقول ايه
نسيم قد اخفض صوته تماما ينحنى على اذن راغب قائلا باهتمام
الجماعة اتصلوا من كام يوم بالوسيط وعاوزين باقى فلوسهم وانت عارف دول ملهش صبر على حد
عقد راغب حاجبيه بشدة يهمس هو الاخر