رواية كاملة بقلم ايمي نور

موقع أيام نيوز

راغب الى شاب عشرينى يقف امامه بتلك الكلمات بحزم ليهتف به الشاب قائلا بتأكيد

طبعا متقلقيش يا باشا دى شغلانة سهلة ومش هتاخد منى يوم

ابتسم راغب فرحا وهو يهز راسه استحسانا ثم يقول

عاوز فى كل حتة فى البيت كاميرا حتى لو فى المطبخ مش عاوز شبر مايكنش فيه

الشاب هازا راسه قائلا بحزم

سهلة ياباشا متقلقش

وضع راغب بيده داخل جيب سترته يسحب منه عدة الوف من الجنيهات دفع بها ناحية الشاب والتى التمعت عينيه بجشع وغبطة قائلا

ودى دفعة من الحساب ولو ظبطت الشغل ليك ادهم كمان

اندفع الشاب يختطف المال حتى كاد ان يسقط ارضا وهو يهتف بفرحة 

عيونى يا باشا دانت هتشوف منى احلى شغل

هنا تحدث نسيم بعد وقوفه الصامت طوال المقابلة هاتفا بالشاب 

طب يلا انت يا عماد اسبقنى على العربية وانا هحصلك

اومأ الشاب موافقا يغادرا فورا وعينيه تكاد تخرج من محجرهما وهو يتطلع الى المال القابض عليه بين يديه ليتحدث نسيم فور خروجه يسأل راغب بحيرة ونفاذ صبر

ادينا خلصنا من موضوع الكاميرات تقدر تقولى بقى هتجيبها لهنا ازاى بعد اللى انت عملته وازى جوزها هيوافق يجبها تانى

راغب بابتسامة واثقة وعيون تلتمع كعيون ذئب جائع وقائلا بغموض

اللى جابها فى المرة الاولى يجيبها فى المرة التانية وصدقنى ليله بنفسها اللى هتخليه يجبها هنا تانى

الفصل التاسع عشر

كانت تجلس فى حجرة الجدة لتؤنسها وترعاها بطلب من جلال حتى يستطيع ان يكون مطمئنا عليها فى غيابه والذى دام حتى الان ليومين فقد اضطرته الاعمال للمغادرة خارج البلدة فى عمل طال تأجيله له طول فترة مرض الجدة حتى اطمن اخيرا عليها

ليسافر بعدها فورا وهو وزوج حبيبة بعد حديث مبهم معها عن حاجتهم للحديث بعد عودته فورا قائلا عن حاجته لتوضيح بعد الامور بينهم لكنها تستطيع الانتظار حتى عودته وثم قيامه بتوصيتها بالاهتمام بالجدة فى غيابه مع وعد ان يحدثها كل ليلة 

وهاهى تجلس معها منذ غيابه لا تغيب عنها حتى فى ساعات النوم تنفيذا لطلبه واستغلالا لفرصة الابتعاد عن توتر تحفز اهل الدار فى التعامل فيما بينهم بعد ان تم تأجيل خطبة سلمى لاسبوع اخر نظرا لظروف مرض الجدة لتعود سلمى مرة اخرى لكلماتها المسمۏمة لكن هذه المرة لم تكون موجهة اليها بل الى اميرة والتى لم تتهاون فى الرد عليها ليكون الجو داخل المنزل كساحة للمعركة لجأت هى خلالها لغرفة الجدة هربا منها تجلس فى انتظار عودته اليها وهى تتلهف شوقا اليه والى محادثتهم الهاتفية برغم انها تعتبر مختصرة نسبيا لكنها كانت تكفيها حتى موعد المكالمة الجديدة

ليله هو جلال متصلش بيكى النهاردة

خرجت من شرودها تلتفت الى الجدة تجيبها بهدوء 

لا يا حبيبتى لسه متكلمش

تنهدت الجدة قائلة بقلق 

غريبة مع انه متعود يكلمنا كل يوم قبل كده بكتير

نهضت ليله من فوق الاريكة تتجه اليها فى الفراش تمسك بكفها قائلة بحنان

متقلقيش شوية وهيكلمنا بس نامى انتى وانا اول ما يتكلم هصحيكى على طول

هزت الجدة رأسها بالموافقة تغمض عينيها لتتطلع اليها ليله بحنان لعدة لحظات ثم تعود الى مكانها مرة اخرى

تمر دقائق بصمت تتطلع هى خلالهم الى ساعتها بقلق وقد تجاوزت بالفعل موعد مكالمته بوقت كثير ترتجف خوفا من الا يقوم بمحادثتهم اليوم فقد اصبح سماع صوته كالادمان بالنسبة لها لا تتخيل ان يمر يومها دون ان تحدثه وتستمع الى نبراته القوية لكنها تحمل من الرقة 

زفرت بخيبة امل عندما مرت ساعة اخرى فعلمت انه لن يقوم بفعلها اليوم وهى تلقى بالهاتف جوارها باحباط لكن ما ان مرت دقيقة حتى تصاعد صوته بنغمة الرسائل

لتسرع باختطاف الهاتف بلهفة ظنا منها انها رسالة منه يطمئنها عليه فتتطلع عينيها الى فحوى الرسالة لتتسع بذهول وصدمة وهى ترى تلك الصورة امامها ومعها رسالة نصية ماان قرأتها حتى شحب وجهها بشدة يحاكى وجوه المۏتى تصدر عنها صړخة قوية مړتعبة

فزعت الحاجة راجية من نومها على صوت تلك الصړخة تهتف بليلة بقلق وهى تراها تمسك بهاتفها تتطلع اليه بعيون مصډومة تترقرق الدموع بداخلها 

لتهتف بها 

فى ايه ياليله فى ايه يا حبيبتى جلال فيه حاجة

نظرت ليله اليها بعيون لا ترى شيئ وترتجف بقوة لتهتف بها راجية لكن بحدة تلك المرة 

فى ايه يا بنتى انطقى مالك وشك مخطۏف كده ليه

فتحت ليله فمها تحاول الحديث عدة مرات لكنها كانت تفشل فى كل مرة تشعر بالغصة فى حلقها تكاد تزهق انفاسها امام عيون الحاجة راجية المړتعبة حتى استطاعت اخيرا ان تخرج حروف متلعثمة غير مترابطة قائلة 

ما ماما ت تع بانة وانا لا زم اشوف ها حا لا

راجية بصوت حاولت بث الاطمئنان والهدوء اليها فيه

طيب ياحبيبتى اهدى بس كده وخير ان شاء الله

لم تستمع ليله لحرف مما تقول وهى تتحرك باتجاه الباب كالعاصفة هاتفة پخوف وهلع 

انا لازم اروح عندنا حالا مش هستنى دقيقة واحدة

خرجت

تم نسخ الرابط