جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ليضبط انفعالاته ثم أخرجه ببطء مرسلا لها نظرات حانقة قبل أن يحذرها من بين أسنانه ممكن تبطلي اسلوبك المستفز دا مش كل مرة اجي اتفاهم معاكي اخرج محر وق دمي
أردف أسعد بصوت عال نسبيا مشيرا إلى رأسه انتي عارفة اني اذا حطيت الموضوع في دماغي هاخد عمر منك يا ريهام انا سيبه ليكي بمزاجي
تظاهرت ريهام بالبرود على عكس العاصفة التي تشتد بداخلها فلن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يكلمها فيها بنبرة تهد يد لتميل بجسدها إلى الأمام وهي تلوح بيدها لتقول بعدم اهتمام مصطنع عايز تاخده خده ماحدش منعك..

رفعت ريهام حاجبها الأيسر بمكر وكرا هية لم يغفل عنها وسألته بنبرة ساخرة ذات مغزى بس هو انت فاضي له اصلا يا اسعد .. ايه عايزو يعيش معاك في بيت واحد وتسيبه للمربيات تربيه .. زي ما كنت بتعمل معايا !!
تقلصت ملامحها فى حالة استياء وتحولت نبرة صوتها من ناعمة إلى حادة مكللة بح قد دفين لسنوات عديدة ناسي انك كنت بتسيبني لوحدي بالايام حتي وانت معايا في نفس البيت .. لأن طبعا دكتور الجامعة الاستاذ اسعد اهم حاجة عنده شغله وبس
أنهت ريهام كلامها بصوت عال وصدرها يرتفع ويهبط في إنفعال ليحدق أسعد في وجهها بعيون ضيقة مستاءا ليبرر بعدها بأخف نبرة هادئة يمتلكها ايه الجر يمة في اني بشتغل يعني .. مش عشان احافظ من مستوانا الاجتماعي اللي كنتي عايزة تفضلي عايشة فيه !
ردعت ريهام بصعوبة ضحكة صاخبة كادت أن تغادر حلقها فالأيام لن تغيره دائما يفكر بعملية مطلقة لا يفهم شيئا عن أهمية المشاعر الدافئة التي تتوق كل أنثى للحصول عليها من شريك حياتها بينما هو يجوب ببصره فى المكان بنظرات سريعة وشاملة ليتابع مذكرا إياها بنبرة باردة مستف زة ناسية ان الاتيليه دا كله من فلوسي وشغلي!
نظرت ريهام إليه بذهول لبضع ثوان ثم حركت شفتيها بابتسامة مزيفة لم تصل إلى عينيها وهي تهز كتفيها لتصحح له باستياء ساخر قصدك الاتيليه اللي كتبته بإسمي .. هو دا انت معتبره حاجة .. دا جزء بسيط اوي من للي ع قلبك .. ومش هيعوضني شبابي اللي راح مع واحد اكبر مني ب سنة .. مش هيعوضني وحدتي وانا في بلد غريبة اربع سنين والاسم متجوزة .. ممنوعة من الخروج والسهر مع جوزي وكل حاجة .. كنت بكلم نفسي زي المجنو نة من قعدتي لوحدي .. لحد ما خلفت عمر ولولاه مكنتش كملت معاك وفضلت ع ذمتك 10 سنين بحالهم
واصلت كلماتها بثقة زادت فى لهجتها وهى ترى الڠضب في عينيه البنيتين مطبطبا على الأرض تحته بتوتر وبمناسبة اللف والدوران .. تنكر انك بتعمل دا كله عشان لسه متعشم نرجع لبعض يا اسعد .. بس لما لاقيتني رافضة نفتح الموضوع .. بدأت تضايقني تاني برسايلك ومجيك وطلبك انك تشوف عمر اللي انا عارفة انه مش فارقلك كتير
حمحم أسعد بخشونة ثم سألها بنبرة هادئة ورجولية متجاهلا كل كلماتها السابقة الممتعضة وفيها ايه لما اكون عايز ارجع عيلتنا تتجمع من تاني .. بطلي بقي الاتها ماټ اللي بترميها دي انا بحب ابني و تهمني مصلحته
جزت ريهام على أسنانها مغتاظة من رده لتتأهب حواسها بانفعال وهمت بالرد عليه لكن صمتا كلاهما عندما سمعا صوت باب الغرفة ينفتح ليهب أسعد واقفا من مكانه استعدادا للمغادرة فسارعت ليلي قائلة بتهذيب القهوة يا استاذ اسعد
لاحت شبه ابتسامة على فمه ثم نطق بجديته المعهودة مثبتا نظراته فى زرقاوتيها خليها مرة تانية .. هسيبك تفكري في كلامي و عايز اسمع الرد عليه في اقرب وقت و اتمني يكون الرد يرضيني
أنهى كلمته الأخيرة تاركا المكان كله بينما وضعت ليلى القهوة على المكتب فلوحت لها ريهام لتغادر دون أن تنبس بكلمة غا فلة عن التى تغلي من شدة السخط والڠضب فهذه ليست المحاولة الأخيرة فقد تكررت هذه الكلمات في أذنيها منذ أكثر من عام عندما حصلت على الطلاق بعد خلعها له متنازلة عن جميع حقوقها من أجل ان تفر من برا ثنه وهذا ما يجعله مستهجنا ويريد أن يستعيد كرامته بأي شكل من الأشكال لذلك ظل يحاول أن يقنعها بالعودة إليه بكل طرق اللين الممكنة ولكن الآن نبرة الإصرار الغريبة في كلماته الحادة جعلتها ترتاب منه لكنها بالطبع تفضل الم على عودة للعيش معه تحت سقف واحد مرة أخرى مهما كان الثمن.
أسعد 45 عام روتيني وممل يتمتع برزانة واضحة لبق في تصرفاته مؤدب في حواراته يعشق الطعام الدسم لذلك هو بدين الجسم إلى حدا ما منظم بشكل هستير ي ولا يفعل شيء بشكل عشوائي وكل شيء عنده بحساب لا يثق في أحد بسهولة وربما لا يثق في أحد نهائيا.
بقلم نورهان محسن
فى المساء نفس اليوم بعدما حل الظلام ليعم الأجواء.
داخل غرفة ابريل
تجلس ابريل على
 

تم نسخ الرابط