جوازة ابريل بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


وعايزين مصلحتها وهي متهورة ومابيهمهاش حد .. واذا مصطفي او مامته خدو خبر باللي حصل امبارح هيحصل مشاكل كتير
رد فهمي بنوع من الإقتضاب وهو يرتدي ساعته الفاخرة في معصمه الأيسر ماتدفعيش عنه عشان قريبك .. لولا كدا ماكنتش وافقت علي طلبه
هتفت سلمي رغما عمها في انفعال انا مابدفعش عن حد يا فهمي .. مصطفي راجل قد كلمته وكان ناوي علي اللي وعدنا بيه قبل مايتجوز بنتك ومفيش حاجة قصر فيها معاها

ارتفع حاجبيه في سخط وهو يدير جسده إليها ليواجها بعضهما البعض ويكرر بصوت غير راض بنتي!! انتي بلسانك اهو بتقوليها .. عشان هي بنتي وافقتي علي اللي بيحصل واقنعتيني بيه .. بس لو كانت ريهام هي اللي في نفس الموقف .. لا انتي كنتي هتقبلي ولا هي من الاساس كانت هتوافق
زاغت نظراتها مزدردة لعابها لتقول بتوتر مخفى ياريت مصطفي ينفع ريهام .. بس لا هو في دماغها ولا هي في دماغه..
أنهت سلمي كلامها لتفتح أحد أدراج منضدة الزينة وأخرجت هاتف أبريل منها وفتحته أمامه ثم أعطته إياه مضيفة بازدراء ممزوج بالڠضب واتفضل شوف بنفسك اللي حسبته لاقيته .. ابن خالتها اللي اسمه احمد متصل عليها من رقمه في مصر من يومين وهي ردت عليه يعني رجع من سفره ..
أردفت بخبث داخلى وهى تراه ينظر إلى الشاشة عاقدا حاجبيه وشكله كدا رجع يلعب في عقلها وعشان كدا عايزة تسيب مصطفي من غير حتي ماتتفاهم معاه وانا متأكدة انها كانت عايزة تسافر عند ستها عشان تقابله هناك
حك فهمي ذقنه وواضح أنه اقتنع بما قالته مؤكدا برفض خير ما فعلتي .. ابن خالتها دا لو كان اخر راجل مستحيل اخليها ترجعلو بعد اللي عملوا فيها من سنين حتي لو هي موافقة عليه ..
_انا كل اللي مزعلني ان بعد تعبي معاكو واني عايزاها تعيش مع انسان هيريحها .. يبقي دا جزائي
ربت علي ذراعها وأخذ يتمتم معتذرا في رقة خلاص انا اسف يا حبيبتي .. انتي عارفة اعصابي متوترة .. دي اول مرة اشد عليها كدا وهي مش متحملة وقلقان يحصلها حاجة وذنبها يبقي في رقبتي
لتغمغم بمعارضة حانية بلاش تكون حنين معاها طول الوقت .. لازم تشد شوية عشان لو سيبناها لمخها مش هتشوف الجواز خالص بطريقتها دي .. سيبني انا اتصرف ماتشغلش دماغك انت
أكملت سلمي بهدوء وهى تأخذ منه الهاتف لتغلقه تماما والتليفون دا هيتقفل خالص واذا مصطفي اتصل يسأل عليها هقوله ان تليفونها اتكسر ولا باظ وهتبقي تجيب واحد جديد
هتف فهمي بالموافقة وهو يتجه إلى السرير ليأخذ سترته ليرتديها طيب .. انا اتأخرت يدوب اتحرك
_مش هتفطر
_لا عندي شغل مهم
ذكرته سلمي بإصرار ماتتأخرش عشان نروح مع بعض الخطوبة
قال بإبتسامة قبل أن يغادر الغرفة اوك يلا سلام
أجابت سلمي بابتسامة منتصرة وهي تضع هاتف أبريل في نفس المكان مرة أخرى مع السلامة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة زمنية قصيرة
في المنصورة
عند نادية
نهضت نادية من السرير وهي تشعر بعدة وخزات متفرقة في جميع أنحاء جسدها ثم عادت لتنظر إليه بنظرة جوفاء معاكسة تماما لنظرتها المفعمة بالحب له في الصباح وهو نائم بشكل فوضوي ومسترخي تماما على بطنه وغير مبال بشيء فشعرت بوخز قوي في قلبها ومرارة في فمها وهي تمشي على أطراف أصابعها خارج الغرفة تنوي الذهاب إلى المرحاض.
أغلقت الباب خلفها وأسندت ظهرها عليه تهبط تدريجيا حتى جلست على أرضية السيراميك الباردة ضد حرارة جسدها بالڠضب والغيرة وخيبة الأمل.
رفعت نادية يديها لتمسك بخصلات شعرها وتسحبها للوراء ببقوة وهي تضغط على فمها وبدأت دموعها تنهمر على خديها في اڼهيار ومن سوف تلقى اللوم عليه وهي التي أوصلت نفسها إلى ما هي عليه الآن إلى متى ستستمر في الهروب من كونها بديلا لشبح أنثى أخرى في حياة زوجها الذي لن يتوقف عن حبها أبدا
هي التي خدعت نفسها منذ أول يوم لها في هذا المنزل أو بالأحرى منذ أن تقدم لخطبتها علما أنه سبق أن كان خطيب صديقتها المفضلة التي لم تمر على فسخ خطوبتها منه إلا أشهر قليلة لتتفاجأ بوالدته تدق على باب بيتها معه ليتزوجها.
هي التي أقنعت نفسها بأنها ستجعله يحبها ولا يرى أحدا سواها وعمي الحب عينيها عن الواقع المرير لتحلق مع الأحلام الوردية فوق سحابة في سماء حبه حتى جاء يوم زفافها منه وبدلا من أن ترى الكثير من الحب والحنان والرغبة من زوجها لها تفاجأت بالعكس إذ تركها في غرفة نومهما ليخرج إلى غرفة المعيشة بينما كان يحاول الاتصال بأبريل لتسمع كلماته الممزوجة بالدموع والڠضب يقول لها إنه لا يحب زوجته لا يستطع أن يحب غيرها لا يريد غيرها ليس لديه رغبة في المرأة التي تنتظره في غرفة نومه فهو يريدها فقط لا سواها.
استمعت إلى تلك الكلمات وهي تضع يديها على فمها تكتم شهقات بكاء والعبرات تتدفق
 

تم نسخ الرابط