بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
قالها إيهاب بتمني .
أمن الجميع على كلامه وخرج جميل وفريدة من المركز عائدين إلي منزلهم بقلب ينفطر ألما
بينما عاد رحيم وريم من العرض ووجدوا سما تنتحب بشدة وعلامات البكاء على وجهها واحمرار عينيها جعلهم انفطروا ړعبا
هرولوا إليها مرددين في آن واحد
مالك ياسما بټعيطي ليه ياحبيبتي
ارتمت سما في خالتها وهتفت بشهقات عالية
مهاب تعب جدا ياخالتوا وراحوا بيه المستشفى.
نطق رحيم متعجبا
مستشفى! ليه ماله ايه اللي حصل له ولا تعبان إزاي
كادت أن تجيبهم إلا أن جميل وفريدة وصلوا إليهم
نظر إليهم رحيم قائلا بعتاب
أجابه جميل بنبرة صوت متعبة
والله يابني كل حاجة حصلت ورا بعضها وكنا متوترين وحالتنا مايعلم بيها إلا ربنا .
سألت ريم بقلق
مهاب ماله يابابا وعامل ايه دلوقتي.
أجابتها فريدة بنحيب
مهاب تعبان أووووي ياريم أوووي
مهاب مدمن ياريم مدمن والإدمان سبب له سكتة دماغية وكان ھيموت فيها لولا ستر ربنا .
اڼصدم رحيم وريم مما استمعوا إليه ولم يقدروا علي التفوه ينظرون إليهم بتعجب شديد وعيونهم متسعة بشدة وكأن الطير أكل رؤوسهم
وبعد استيعابهم للأمر تحدث رحيم
لله الأمر من قبل ومن بعد مهاب ابن أختي مدمن ! والله العظيم مامصدق.
مدمن إزاي ياماما ده مهاب ولا له في اللف ولا الحوارات دي ايه اللي جرى له .
هنا تحدث جميل ناطقا بإبانة
مش بمزاجه بقى مدمن يا بنتي مهاب جات له حاله نفسيه من فراق والدته ووالده وطبعا اختك انشغلت في احزانها وألمها ونسيت ان ليها اولاد عايزين رعايتها واهتمامها .
سألته ريم وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة
أجابها بهدوء
مين قال لك ان الجواز بس هو اللي بيعطل الست عن تربية ولادها !
لا يا بنتي مش زي ما إنتي فاهمه لازم تعرفي ان وجود الأب والزوج مهم جدا في حياة الست مهما كانت قوتها
وجوده وسط بيته سند وحمايه وامان .
سألته بتيهة وتخبط
أحس جميل بأنه أخطئ أمامها بكلماته ولكن أجابها بتوضيح
مش كل حاجه يا بنتي الست ممكن تقدر تتحملها وتحلها لوحدها لو لقيتي نفسك في يوم من الأيام محتاجه وجود راجل في حياتك يقف معاكي ويسندك ويقبلك بكل حملك ما تفرطيش فيه الدنيا مش بتقف على حد وهي مكتوبة علينا ولازم نعيشها طالما ما بنعملش حاجه تغضب ربنا .
جلست بإهمال وهى ترتعب داخليا مما حدث ومما استمعت اليه وأصبحت تائهة في عالم أخر تفكر ماذا تفعل في مستقبلها .
عودة إلى المشفى حيث يجلس ايهاب وراندا في قلق وړعب شديد
يجلسون مقابل بعضهم في توتر بين على معالمهم كل منهم ينظر بشرود في اللاشيئ إلى أن التقت عيونهم فى نظرة طويلة
نظرته لها تشيد إلى الملامة والعتاب أما نظرتها تلك المرة اختلفت من ذي قبل نظرة احتياج لاشراسة نظرة تطلب منه الاحتواء لا الابتعاد
فحدثتها عيونه
ليه أهملتي في ابننا لحد ما وصل للمرحلة الصعبة دي .
أجابته عيونها بۏجع
إنت السبب انت اللى دمرتنا وفرقتنا .
ضيق عينيه باندهاش وكأنه فهم مغزى نظراتها
مانا جت لك واتحايلت عليكي وانتى
اللي مصممة على وجعك .
فرت دمعة هاربة من عينيها وأكملت تلك العين عتابها له
كنت موجوعة منك أووي أووي وكنت عايزة أنتقم لكرامتى وكبريائي .
أخذ نفسا عميقا
وعلى نفس نظراته
سيبتك تفجرى طاقة الۏجع اللى جواكى واستنيتك وقاومت أي اڠراء علشان أنا بحبك بس انتى عاندتي واتكبرتي لحد ماكنا هنخسر أعز مانملك .
ولحديث العيون قوة تضاهى قوة حديث اللسان بل وتزيد فالعين تفضح المكنون أيا كان .
وجدها غفلت من شدة التعب وذهبت فى ثبات عميق قام من مكانه ودثرها بالغطاء المتواجد في الغرفة وغادر الحجرة وأوصدها خلفه ونبه على العاملين بعدم فتحها نهائيا
انتهى ذلك اليوم العصيب على الجميع وانتهت الأربعة وعشرين
متابعة القراءة