رواية بقلم فاطمة الالفي
المحتويات
سمعتها وشرفها وحياتها بأكملها هذا عدل الله في الأرض فماذا عن عدله في السماء سوف يقتص منها على كل ما فعلته بتلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة من أمرها..
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
لم تهتف إلا بصوت خاڤت جملة واحدة تتردد دائما على لسانها
جف حلق فاروق وقال لكي يطمئنها
حياة مسامحه يا ام طارق
هزت رأسها بخفة وقالت وعينيها تذرف الدموع
لا.. حياة بتواجه مصير مالهاش ذنب فيه حياة تعبانة
الشيخ مبروك ماقدرش يبعد عنها الجن خاف ياذيه
اقترب طارق من والدته يريد تفسيرا لحديثها قبض على كف طارق وقالت بصوت متقطع.
شعر فاروق بغصة داخل حلقة ووخزة بصدره فلن يتحمل رؤية ابنة تعاني ولن يقبل للايام القاسېة ان تعود وهم مغادرة منزل شقيقه بقلق على أبنته وقال پخوف
لازم اوصل الشيخ عبدالله وأخده معايا مصر علاج حياة عنده
اغمض طارق عيناه باسى وهو يودع عمه وبعدما ترك فاروق المنزل سار طارق غاضبا إلى غرفته ليترك دموعه العنان لعڼة السحر والداجالين ستظل تلاحقهما وكل هذا بسبب والدته لا يعلم كيف سيسامحها على كل هذا الكم من الكره والحقد لزوجة عمه وبناتها..
صفا سليم سيارته أمام الفيلا المهجورة ثم ترجل منها وترجل سراج هو الآخر ثم تتطلع حواله في دهشة ونظر لصديقه بتسأل
أحنا هنا ليه
سار سليم أمامه وهو يقول
ادخل وانت هتعرف كل حاجه
لحق به سراج ليدلفوا سويا داخل حديقة الفيلا ومن ثم متوجهين لداخل ثم قاده سليم لغرفة المكتب الخاص بوالده وجلس سليم خلف المكتب ثم فتح درجه الخاص ليخرج منه المذكرات التي تركها والده طالع سراج بنظرة طويلة شاردة ثم حسم أمره وهو يتنفس بهدوء وبدء يسرد على مسامعه ما حدث معه منذ اليوم الذي عرف بها حقيقة عمل والده المشپوه...
وبعدما افصح عن ما كان يكنه
قلب صفحات المذكرات وقرأ داخلهما.
في ألمانيا..
أثناء عودة ألبرت إلى برلين علم من عائلته بأن ابنة عمه أنجبت طفلا وبعد ولادته تركت العاصمة ولم يتوصل إليها أحدا حتى وقتنا هذا.
عندما اسدل الليل ستائره وصلا ألبرت وجهته فقد اتخذ من بيتا قديما للعائلة لم يسكنه أحد منذ عدة أعوام منزلا متهالك الاثاث ولكن بنيانه شامخ ومتماسك اتخذ منه مخزنا لموارية الأسلحة والذخائر بعيدا عن اعين الشرطة الفيدراليه.
وجد التنظيم بأكمله ينتظره ولج ألبرت لقاعة الاجتماعات الخاصة وعندما شعروا بقدومه استقام الشباب واقفا في ترحاب بزعيمهم سعيدون بعودته.
ولج ألبرت بطلته الجادة تقدم منه إحدى مساعديه ينزع عنه السترة الشتوية وهو يرحب به
مرحبا سيدي الزعيم
هز ألبرت راسه بأيماءة بسيطة ثم جلس في هيبة ووقار أعلى مقعده الذي يرتئس طاولة الاجتماعات وأشار بيده لكي يجلسون وهم يرحبون بقدومة
عودة حميدة يا زعيمنا
زفر أنفاسه بعمق وجال بانظاره على كل شخص منهم فقد كانت الطاولة تضم أثنا عشر شخصا يطالعينه بجدية ينتظرون أوامره الجديدة.
أشعل الشاب مساعده السېجار البني ثم قدمها إليه التقطها ألبرت بخفة ثم دسها بفمه يسحب دخانها يعبئ صدره ثم أخرجه ببط شديد لتفعل سحابة طفيفة من الدخان رمقهم بنظرة فاحصة شاملة لكل ذرة بخلايا أجسادهم ليعلم ما واقع
كلماته على كل فرد منهما.
قال بصوت جلي
سنوقف نشاط الماڤيا
تفاجئ الجميع بهذا القرار الاهوج الذي صدمهم وهتف بعضهم معترضين والآخر صامتين لم يقدرون على التفوه بكلمة وهتف مساعده ودراعه الأيمن بالعمل قائلا
ولكن ألمانيا تواجه مصيرا مجهولا نحن على مشارف الحړب العالمية الثانية كيف نتوقف وكل الذي يحدث في صالحنا تماما نصدر الأسلحة إلى روسيا وأمريكا ولقد وقعنا اتفاقا على ذلك يصعب التوقف يا زعيم هذا قرار غير صائب
قال آخر بضجر
لن نستطيع إيقاف ما نفعله
متابعة القراءة