ترويض ملوك العشق بقلم لادو غنيم
المحتويات
والوجه الأسمر لكن عيناها الخضراء كانت تجعلها جذابة
مش واخد بالك يا عمران باشا أننا لابسين زي بعض يصراحة صدفة غريبه أوي كاننا ثنائي
مخدتش بالي وياريت نركز في الشغل قوليلي جبران باشا وصل الشركة والا لسه
أحرجها فقالت
أحم لاء يافندم لسه موصلش هو حضرتك زعلت من كلامي أنا مكنتش أقصد أزعلك
تجاهله لها كان بمثابة تحطيم أنوثتها وأثار غيظها لكنها لم تمل من المحاولات لتوقعه بشباكها
فامسكت بالملفات وذهبت لكن قبل أن تصل إلي الباب اوقعت الأوراق من يدها وأدعت الألم وجلست علي الأرض تمسك بجنبها الايمن متألمه بادعاء
ذهب إليها بقلق ومال إليها سائلها
مالك فيكي ايه
تعبانه كل كام يوم ليه بيحصلي كده وايه سببه ياربي أرحمني بقي منه
لمساتها له كانت تجعل جسده يشعر بالقشعريرهلكنه حاول تجاهل الامر وقال
اتحركي معايا وتعالي أوصلك لمكتبك وهبعت لدكتور الشركة يفحصك
خير جأت في وقت غلط والا ايه
حاول عمران تمرضهاوبعدين مالها لزقه فيك كده أبعدي عنه بلاش وقاحة
ذهبتهلال بغيره عامره وابعدتها عن حضڼ عمران وأكملت بقول
بعد كده لما تبقي تتعبي أبقي روحي أترمي في حضڼ حد من البنات والا حضڼ عمران مغري أوي كده
تصنعة البكاء بذكاء
حضرتيك بتقولي ايه يا هلال هانم أنا مسمحش بالأهانة دية وعالعموم أنا هستقيل لأني مقدرش أشتغل في مكان أتهانة فيه
عقدت ذراعيها بغيره سيطرة علي كيانها لكن كلماتها أضاقة صدر عمران الذي قال پحده
بس كفاية كلام الحد كدهسهر روحي علي مكتبك مفيش أستقاله والكلام اللي قالته هلال هانم هتسحبه وتعتذر عنه
حدقة هلال عيناها بدهشة قائلة
نعم أعتذر
ليها
قابلها برسمية
أيوة لأنك غلطانه يا هلال هانم وواجب عليكي الأعتذار
مش هعتذر يا أستاذ عمران لأنها تستاهل كل اللي قولته عن أذنك
هلال بقولك أعتذري
أسفه مش هعتذر مش هلال العطار اللي تعتذر لوحده مفهاش حاجة من الأنسانية زي المخلوقة ديه
ذهبت هلال والڠضب مرافقها اما عمران فتركته في حالة من الضيق وقبض علي اصابعة كأنه يخرج غضبه بتلك الحركه اما سهر فستغلت الأمر وشهقت باكية بقول
هرجع أشوف شغلي
غادرت سهر بعدما أصارت غضبه أكثر تاركه أياه ېحترق صدره من الضيق وهو ينوي أن يلقن هلال درسا حينما يعود للمنزل في المساء
يتبع
تطايرت دقائق النهار وغابت الشمس وطل القمر بسكونه المظلم في الأرجاء وداخل حجرة عمران الذي عاد للتو من العمل وجدا هلال تجلس علي الأريكة وبيدها بعض الاوراق تتابع عملها ويبدو عليها الضيق لكنه لم يهتم
بانزعاجها وقال وهو ينزع سترته ويقذفها بزمجرة فوق الفراش
أنتي أزي تقللي مني قدام سهر وترفضي أنك تعتذري
وضعت الاوراق ونهضت امامه بزمجرة أشد
حضرتك اللي قللت من نفسك لما طلبت مني طلب زي ده أنت أزي تطلب مني كده ازي عايز تهني قدام واحده زي ديه
نفخ الهواء بحنق من فمه قائلا
يادي زي ديه هي ديه أيه مش بنت زيها زيك والا
أنا غلطان
تجحظت عيناها باندهاش
أنت بتشبهني بسهر يا عمران بقي أنا زي سهر اللي متعرفش حاجه عن الأخلاق والأحترام
نفسي أفهم بتبني كلامك علي أساس أيه البت شغاله عندنا بقالها شهر ومصدرش منها أي تصرف يسئ ليها
أنت بدافع عنها يا عمران
سألته بعين أمتزجت بالدموع التي عبرت عن حزنها الممزوج بالغيرة وأكملت بصوت اصبح هادي لكن ذو بحة صلبة
تمام واضح أن الأستاذة سهر مسيطرة علي رؤيتك عشان كده هسيبك علي حريتك بس من هنا الحد لما تشوف حقيقتها مش عايزه أسمع أسمها والا المحها عندك في مكتبك ولو أنت مخلتهاش تسيب السكريترية عندك وتروح قسم الأرشيف فانا هكلم جبران وأخلية يمشيها من الشركة كلها!
قالت مالدية وهمت بالذهاب من أمامه لكنه أمسكها من يدها وجذبها إليه لتقابل عيناه المتجحظة بحنق
أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني يا هلال هانم وسهر مش هتسيب السكرترية عندي وحتي لو جبران طلع قرار برفدها هقف ضدد القرار ده ومش هسمح لها أنها تسيب شغلها معايا
ذبح قلبها بدافعه عن غيرهاوسقطط دمعتاها الحائرة مثل نبرتها التي أخرجتها ببحة البكاء
أنت شايف نفسك بتقول ايه يا عمران أنت بتكسرني بكلامك عنها للدرجادي مش قادر تستغني عنها علي كده
لو قولتلك يانا ياهي في الشركة هتختارها هي
رغم شعوره بالحزن علي حالها إلا أن كرامته كرجل كانت في المقام الأول وقال
يوم ماتعملي مقارنة زي
ديه وتحطي نفسك معاها في نفس الكفة فا متزعليش بقي من الأختيار
ادركت جواب سؤالها ومعناه التخلي عنها من أجل غيرها مما جعلها تسحب يدها من بين أصابعه الغليظة وهي تحاول
متابعة القراءة