سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


وعدها الأخير بأن لا شيء يمكن أن يأخذه منها ثم قال بنبرة محرورة 
دا ابتزاز صريح بس عشان التوت الحلو اللي نطقه دا . اوعدك ..
كان وعدا يستحق المكافأة ولم تبخل بها فقد اقتربت ترتشف هي الأخرى وعده الرائع فأثارت فعلتها جنونه و أخرجت شياطينه من چحيم رغبته العاتية بها فانهال عليها بعشقه الجارف ينهل من شهدها حتى أسكره نبيذ رمقها و عذوبته ولكن كان لخوار جسدها رأيا آخر فتركها على مضض بينما استندت هي على صدره هانئة القلب على الرغم من آلامها الهائلة ..

دلف سالم إلى المنزل تزامنا مع وصول فرح هي الأخرى و التي ما إن رأته حتى توقفت قائلة بلهفة
جيت امتى
سالم بخشونة
لسه دلوقتي .. عملتي ايه عند الدكتورة 
التفتت تنظر إلى مروان بعتب قابله الأخير بسخط قبل أن يتوجه للداخل و كذلك فعلت شيرين فاقترب منها مستفهما
قالتلك ايه
فرح برقة 
متقلقش طمنتني . ممكن نطلع فوق نتكلم شوية..
لأول مرة بحياته كان يود الهرب منها فقال بجفاء
ورايا شغل كتير و مبقاش فاضل على ميعاد الطيارة غير ساعتين بس ..
اقتربت منه واضعة يدها على موضع نبضه وهي تهمس قائلة
يتأجل . الشغل يتأجل و الساعتين دول يبقوا من نصيبي . هتوحشني اوي..
هل يمكنه مقاومة إغواء امرأة ملكت قلبه ذات يوم و الآن تملك كل ذرة من كيانه 
أطاعها بصمت حين أمسكت بيده و توجهت إلى الأعلى و حين دلفوا سويا إلى الغرفة تحدث ينوي بتر كل محاولاتها للحديث
فرح أنا معنديش طاقة للكلام..
فاجأته حين اقتربت تحتوي باقي حروفه في جوفها بشغف بعثر كيانه وأطاح بثباته الذي لا ينال منه سواها .. 
بادلها اختوائها الشغوف بأقوى منه حتى أنه أطلق العنان لعشقه الضاري بامتلاكها محررا جيوش شوقه العاتية لتتسيد لقائهم الذي كان يحوي من الشغف ما يجعل العظام تذوب و القلوب تحترق فكان هذا التشبيه الأمثل لما يحدث الاحتراق.. كان كلا منهما ينصهر بجانب الآخر يبثه كافة أنواع الشعور من بينها الألم الذي تقبلته بصدر رحب فقد كان و كأنه يشكو لها مرارة ما يشعر به فتمتصها بكل رحابة و تقبلها كأنها تسكب حلاوة ريقها في جوفه فتمحي كل ما يعلق به ولا يتبقى سوى شهدها الرائع فأخذ يسحب منها حتى أنفاسها يختزن ما يكفيه حتى يعود ولكنه كان يخشى عليها من الألم فهمس من بين لهاث محموم
لو قسيت عليك نبهيني . مش عايز أتعبك .
تساقط العسل فوق قلبه من شفاهها حين قالت
تعبك راحة . و قسوتك على قلبي سكر ..
لثمت بكلماتها جراحه الدامية فأخذ نفسا قويا معبأ برائحتها العذبة قبل أن يهمس بصوت أجش 
أنت راحتي في الدنيا دي . قربك دا هو المكان الوحيد اللي بحس إني مطمن فيه ..
استرد أنفاسه الهاربة قبل أن يضيف بنبرة مشجبة
اوعي تخذليني يافرح أنا مملكش في الدنيا غيرك ..
اقتربت تلثم جبهته بحنو

 

اتبعتها بأخرى فوق ثغره وهي تقول بهمس صادق 
قلب فرح اللي مبيدقش غير ليك . اخذلك ! دا انت روح قلبي يا سالم و عمري كله فداك . 
زمجر بخشونة
أنت لو قاصدة تجننيني مش هتقولي كدا. أكلك دلوقتي ولا اعمل فيك ايه 
همست بدلال 

أنا من إيدك دي لإيدك دي اعمل اللي أنت عايزه ..
كلماتها أوقدت نيرانه الملتهبة و أذهبت بحسنها عقله فاجتاحها كطوفان أغرقها وغرق معها في لجة العشق الملتهبة التي توازيها آناتها المستمتعة و أنفاسه المتحشرجة فلم يدع مكان حولهم إلا و جعله شاهدا على تلك الملحمة الرائعة التي لن تكفي الحروف لوصفها..
سليم..
الټفت سليم إلى جنة التي كانت تقف خلفه أمام باب غرفة الملابس فاقترب منها قائلا بحنو
صحيتي امتا 
جنة بخفوت
أول ما حسيت بيك دخلت الأوضة ..
احتواها بحنان تجلى في نبرته حين قال 
صح النوم يا حبيبي.
لونت ثغرها ابتسامة هادئة قبل أن تقول باهتمام 
عامل ايه دلوقتي 
سليم بخشونة
لما شفتك بقيت أحسن ..
اومأت برأسها قبل أن تقول بلوعة
احنا مش مكتوبلنا نرتاح بقى 
زفر بقوة قبل أن يقترب ناثرا اعتذاره صامت فوق خدها برقة تجلت في نبرته حين قال 
بالنسبالي وجودك هو راحتي ..
همست بلوعة 
خاېفه بعد كدا ميبقاش كافي يا سليم 
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال
ليه بتقولي كدا 
جنة پألم 
هتخسر أخوك عشاني
أنا خسرته من زمان و دا مالوش علاقة بيك ..
هكذا تحدث بجفاء فصاحت مټألمة 
غلط . أنت عيطت النهاردة عشانه . دا أخوك و أنت عمرك ما تخسره يا سليم . هيفضل جواك معزة ليه مهما حصل ..
تمالك نفسه بصعوبة و قال بقسۏة
ايوا يعني أنت عايزة ايه دلوقتي 
تزاحمت العبرات بمقلتيها قبل أن تقول بشفاه مرتجفة 
خاېفة اخسرك .. 
غرسها بين جنبات صدره بكل ما أوتي من قوة تجلت في نبرته حين قال
مفيش حاجة في الدنيا دي هتخليني اخسرك . حتى لو أنت نفسك حاولتي تبعديني مش هتعرفي . 
همست بلوعة
سليم ..
قاطعها قائلا بنبرة محرورة 
عارفة سليم عايز يعمل ايه دلوقتي 
استفهمت قائلة 
ايه 
سليم بوقاحة
عايز يعضك ..
شهقت مستنكرة 
ايه 
اه والله . عايز يعض لسانك اللي بيقول حاجات ملهاش أساس من الصحة دا ..
اغتاظت من وقاحته و قالت بتذمر 
أنت قليل الأدب ..
مارس فنون العبث على ظهرها وهو يقول بعبث
حلو إنك فكرتيني بقلة الأدب . تعالي بقي أقولك ..
قال جملته وهو يقترب منها ليهوي على ضفتي التوت خاصتها يمتص حلاوة نبيذها مع أفكارها السوداء و يؤكد عشقه بالأفعال أكثر حتى ينقي قلبها من كل مخاوفه و بينما كان منغمسا في بحور الهوى معها كانت يديه تحنو على خصلاتها تارة و تقسو تارة و كذلك فعلت شفا التي تركت بصماتها بكل إنش منها فتناست كل شيء حولها فقط ذلك الرجل الذي كان قربه دواء لكل هواجسها و ندوبها فنحت خجلها جانبا و بادلته جموحه فأصابته لعڼة الهوس بها فلم يسلم أي شيء حولهم من تلك المعركة الحامية و التي ختمها قائلا بنبرة مدججة بلهيب الصبوة
خاېفة تخسريني . دا أنا أموت ولا أبعد عنك لحظة واحدة ..
هتفت بلهفة و بصدر يعلو و يهبط من فرط التأثر 
بعد الشړ عنك ..
انساب عشقه من بين زئير قوي لامس أوتار صدرها
أنت حقي من الدنيا دي و أنا مش بسيب حقي ولا بفرط فيه.
شاركته شغفه قائلة بجرأة 
ولا أنا هسمحلك تبعد عني خطوة واحدة أبدا ..
إن كان العشق ېقتل فقد كانت هي أول شهدائه و إن كانت لجدران الغرفة صوت لصړخت تعزف سيمفونية رائعة عن ثنائي العشق الرائع الذي لا يصمد أي شيء أمامه و لا يجرؤ عائق على التصدي له
كان يعمل علي حاسوبه فإذا به يجد رسالة تصل إلي أيميله الشخصي فحين فتحها توقفت الأنفاس بصدره و برقت عينيه من شدة زهولها حين رأى .
يتبع

تم نسخ الرابط