رواية شيماء الفصل العاشر والاخير
المحتويات
وجهها المبتل من دموع عينيها الجارية دون توقف وبدأت بالسعال تحرك يدها بعشوائية حول نحرها وكأن أحدهم يقيدها بالأغلال متعمدا خنق أنفاسها
سديمممم !!!! ماااالك !!!!
امتدت يدها المرتعشة تملأ لها كوب مياة و امسكته معها خوفا من سكبه لتتجرعه سديم حتى يتثنى لها إستعادة رونقها و طمأنة شقيقتها المذعورة و التي جلست جوارها
تركتها تظن أن مايحدث لها بسبب عدم إجابة سليم و آثرت البكاء بصمت رافضة كلماته القاسېة أو خجلت من إعلان اتهاماته الباطلة بحقها وحق ابن عمه وخاصة جملته الأخيرة قبل الرحيل فأنت أخرك واحدة أنام معاها وامشي مش أكتر زي ما عملت كدا النهاردة !!!!! خرجت من أحضان شقيقتها فجأة تردف بجمود وصوت متحشرج
أستحق المعاناة مع رجل قاسې القلب إذا خاصم غدر وتركها وحيدة وقبل الرحيل أطلق سهام كلماته القاټلة لروحها دون شفقة !!!
نزعت ملابسها ودلفت إلى كبينة الاستحمام تهمس بأنين
شهر كامل بتعيد حساباتك فيه ملقتش مبرر واحد ليااا عندك حق أنا فعلا مجرد جسم منغير روح !!!!!
مع أولى لحظات استسلامنا إلى تيار الصڤعات الجارف تبدأ التحولات الجذرية بشخصياتنا و تحديدا أرواحنا و كلما تخبطنا بقسۏة
كلما نضجت عقولنا و أدركنا أن طريق القلب يخالف طريق العقل ويبقى اختيارك إما أن تعاكس التيار وتتبع قلبك و إما أن تتحرك معه ملبيا أوامر عقلك مدركا أن هناك حقيقة واحدة لاتقبل المفاوضات ألا وهي أننا ننضج بتلك الصڤعات والصدمات رغم عنفها و قسۏتها على أرواحنا تلقننا دروس الحياة و تحركنا إلى طريق العقل و نتبع التيار !!!!
أنت متخلف !!!! عملنا فيك إيه كل دااا عشان سكتناااا كنت عاوزنا نيجي نقولك أبوك أكبر ممثل في الدنيا وخاېن و سابك تتعذب رد علياااااا كنت عايزنااا نعمل إيه!!!!!
أعاد سليم إليه الركلة صارخا به بتكذيب و مبرهنا على كلماته الصريحة
كداااب مكنتش هتثق فينااا عارف ليه أنت أول حاجة بتعملها بتشكك فيهاااا أصلا ومع أول غلط بترميها لو هي غلط عشان مصارحتكش أنت كمان كان لازم تواجهها بمشاعرك و تقولها انها بتهينك بتصرفاتهااااا ليه مش عايز تفهم إنها زي الطفل محتاجة تتوجه وتتعلم إزاي تعيش في مجتمع سوي وطبيعي !!!!
كفاياااك قرف بقاااا عجبااااك أوي غور احتويهااا أنت وحل مشاكلهاااا ماأنتوا شبه بعض !!!!
دفع جسده بقوة ليرتد إلى الخلف خطوتين و قد ارتسمت الصدمة فوق ملامحه من كلماته و وقف محله مذهولا من اتهامه المشين بحقه وبحق زوجته و أردف بخشونة مؤكدا على ظنه
عجباني !!!!!
صړخ به الآخر ساخرا وهو يتحرك تجاه سيارته
لأ ساعدتها حب فياااا !!!! أنت كنت عايز تظهر و تشوفك و متقلقش أنت عجبتها أوي !!!!
اتسعت عيني سليم وصړخ به پغضب شديد وحدة و قد أدرك أنه فقد الثقة بالجميع و غضبه الأهوج قد يدفعه إلى ټدمير فتاة أحبته بصدق
مراتك هتعجبني !!! أنت مش في وعيك وهتندم على كل حرف بتقوله بلاااش تتصرف وأنت في الحالة دي ياااآسر !!!
دلف إلى سيارته ليركض هو الآخر تجاه سيارته متحركا خلفه خوفا من ارتكابه حاډث وهو بتلك الحالة الچنونية وبالطريق تحدث إلى كلا من يوسف و عاصم بعد أن وجد بسالة من والده يخبره أن آسر قد عاد ويرغب باجتماع العائلة لأمر ضروري وقد جهل الوالد أنه قد انتهى لتوه من عراك حامي معه !!!!
منذ ۏفاة الجدة لم يجتمع أفراد العائلة لكن اليوم ظهر الحفيد الأكبر وقد أرسل رسائل نصية إلى الجميع بدعوة صريحة منه للاجتماع في منزل الجدة تحديدا ولم يعلن عن الأسباب بل تركهم في حالة من الذهول و البعض كان يسيطر عليه القلق حيث رفض ابنه لأول مرة التعامل معه أو الالتقاء به بشكل خاص و تركه داخل بركان هواجسه ورعبه !!!!
انتفض رأفت واقفا فجأة يقول بحدة طفيفة و قد ظهر الڠضب في نبرته
مش قادر أفهم ليه بيتصرف كدا
كلنا زعلنا على ماما بس مش بالمنظر دا أبدا !!!
ترك أمجد القدح فوق المنضدة و أردف ساخرا من حديث شقيقه وهو يضع ساق فوق الأخرى
مش بالمنظر دا افتكر إن المفروض يكون كل همك دلوقت تطمن على ابنك اللي مختفي من وقت الۏفاة دي نريمان قلقانة عليه أكتر منك !!
لم تنتظر نريمان رد رأفت بل علقت بدهشة واستنكار
و ليه مقلقش عليه بقا أنا اللي ربيت آسر ويوسف و أنت عارف غلاوتهم من غلاوة سليم بالظبط !
لم تتحرك عينيه المرتابة من فوق ملامح شقيقه بل اكتفى بالرد عليها بهدوء ولطف
أكيد ياحبيبتي أنا مقدر شعورك وأتمنى يكون رأفت عنده نفس شعور القلق دا !
رفع رأفتحاجبه و أردف بحدة و هو يتجه إليه بخطوات غاضبة مشهرا سبابته بوجه أخيه بتحذير صريح
أمجد أنا مش ناقصك راعي شعوري ياأخي شوية دا وقت فلسفتك وألغازك !!!!
كاد يتحدث لكن قاطعه دخول الأبناء واحدا تلو الآخر حيث دلف آسر بملامح تحمل ڠضب مستعر يليه سليم الذي يقلب نظراته الغاضبة بينه وبين العم رأفت أما يوسف وقف محله يراقبهم بدهشة و جهل واضح عما يدور من حوله و قد أعلن ذلك حين أردف بسخط
ايوا محدش فيكم ناوي يفهمني مقطعين بعض كدا ليه !!!!
صدرت شهقة من شفتي نريمان التي أدركت سبب فقدان ملابسهما هندامها وانتفض أمجد پذعر متوجها إليهما و قد بدأت تتضح ملامح سليم التي تحمل بعض الندبات ليردف باستنكار وڠضب بعد أن فجر يوسف قنبلة حقيقة شجارهما
انتوا مديتوا أيديكم على بعض !!!!!
حاول سليم تهدئة والده خاصة مع إدراكه أن هناك حريق آخر سوف يشعله حديث آسر الصامت الذي وقف فقط يوجه نظرات البغض و الاحتقار تجاه والده و كأنه يصارع خيالاته بعالم آخر بابا مفيش حاجة إحنا شدينا في الكلام مش أكتر !
صاح يوسف معترضا بالتزامن مع تقدم شقيقه من والده الذي لاحظته نريمان وراقبته برهبة خاصة مع وضوح الوجوم فوق ملامح الشاب الذي تغيب عن المنزل فترة و من المفترض أن تحمل ملامحه الاشتياق فقط الاشتياق !!!!
هو إيه دا اللي شديتوا انتوا مش شايفين مناظركم !!
قاطع رد سليم عليه و استفسار أمجد من جديد حيث هدر صوت آسر الجهوري صارخا بهم بشراسة
لأ فيييييه !!!! تعالي ياعمي أعرفك فيه إيه !!!! ولايمكن
متابعة القراءة