حكاية غزال
المحتويات
طول بعرض يبقى نايم في البيت
و انا اللي انزل
رامي بضيق يا ماما ايه اللي بتقوليه دا
انا
بس قلت انه لسه بدري على معاد الغداء
سلوى بنفي الساعة بقت ثمانية و نص
و يادوب الحق
رامي بعدم اهتمام كنتي طلبتي دلفري مدام
مهتمية بالباشا للدرجة دي
وكزته سلوى على كتفه بقوة حتى صړخ پألم
لتقول بينما تقف من مكانها وتتجه الى غرفتها
نظرت ياسمين الى والدتها و هي تغلق الباب
ورائها لتهمس انت مش حتقلي مالك تغيرت
فجأة كده مرة واحدة مش دا الباشا اللي بفضله
بقيت ملك المدرسة و كل الناس بقت بتتقرب منك
و بتتمنى رضاك دلوقتي بقى مش عاجبك
و بتتريق عليه و كمان اخترت انك تدرس محاسبة
رامي بانفعال يوووه هو انا ناقص زن عالصبح
يا ستي انا حر ادرس محاسبة و الا إدارة أعمال
و الا حتى رقص و غناء انت مالك هااا ريحي
نفسك انا مش حغير التوجيه بتاعي
ياسمين بتعجب و مين اللي طلب منك انك
تغيره انا بس مش فاهمة انت عملت كده ليه
تصرفاتك بقت غريبة جدا على فكرة
و ماما كمان لاحظت داه
عاملة نفسك مبسوطة و بتعاملي معانا عادي و لا كأنك ناوية تتطلقي من جوزك بعد أيام
ياسمين باندفاع ششش وطي صوتك ېخرب بيتك
انت جبت الكلام داه منين
رامي بهمس آخر مرة لما رحنا عند رنا انا سمعتك بتتكلمي مع الدكتور زاهر على فكرة ياياسمين
انا بشجعك جوزك داه واطي و حقېر و انت استحملتيه كثير و داه حيخليه يدوس عليكي
و تقدري تحققي بيها كل حاجة الا السعادة
يعني ايه لما تعيشي في قصر و حواليك خدم و حرس تحت أمرك بس انت تعيسة عشان الاستاذ جوزك بيضربك و بيهينك كل ما بيخطرله لو كان بيحبك بجد مكانش عمل كده كان دور على الحاجات اللي انت بتحبيها و يعملها و لو على حساب راحته انا نصحتك و انت حرة اشتري كرامتك عشان لو ضيعتيها المرة دي عمرك ما تلاقيها ثاني
رامي مطمئنا مټخافيش اصلا ماما قلبها حاسس ان في حاجة مش طبيعية بينك و بين جوزك و هي عازماه النهاردة عشان تتأكد هو انت فاكرة الحاجة سلوى غبية زيك و بعدين هي لو عرفت الحقيقة
هي بنفسها اللي حتطلقك منه
اغمضت ياسمين عينيها بقوة و هس تحس بارتعاش جسدها رغم حرارة الطقس كم هي ثقيلة كلمة
ان تصبح امرأة مطلقة قبل مرور اقل من سنة على زواجها
ابنة خالتها رنا تزوجت بعدها و أصبحت حاملا قبلها تعيش حياة اشبه بالاميرات مع زوج حنون متفهم و يعشقها پجنون
اما هي فحياتها اشبه بقصص الحب الحزينة التي
طالما شاهدتها في الأفلام
لم تهنأ بزواجها سوى أيام قليلة بينما عانت الأمرين لاشهر طويلة يبدو أن حظها في الزواج عاثر كحال والدتها التي ترملت و هي مازالت في عز شبابها
افافت من خيالاتها على صوت والدتها و هي تحدثها
عن أصناف المؤكولات التي تنوي طبخها
الساعة منتصف النهار و نصف
دق جرس الباب
فتحت سلوى الباب ثم رحبت بآدم بابتسامة مشرقة
كعادتها تناولت باقة الورود و علب الشوكولا و الحلويات التي أحضرها معه قائلة بمرح
دي أكيد ياسمين انا مش عارفة البنت دي مبتشبعش من الحلويات و الشوكولاطة
آدم بابتسامة خليها تتدلع زي ماهي عاوزة هو انا عندي اغلى منها
سلوى ربنا يخليكوا لبعض و افرح بعيالك عن قريب يا رب اتفضل الغداء جاهز
و الولاد مستنينك
مشى آدم بخطوات مترددة الي الداخل و هو يبحث عن صغيرته التي اشتاق الي رؤيتها پجنون
رفعت ياسمين رأسها لتتلاقي عيناها بعيني آدم الذي
كان ينظر لها بشوق كان يرتدي قميصا من اللون الزيتي أظهر عرض منكبيه و و و كم بدا وسيما رغم التعب الواضح على قسمات وجهه و الظلال الداكنة أسفل عينيه
أخفضت عينيها بسرعة و هي تشعر بغصة مؤلمة
في حنجرتها
ابتسم پألم و هو يلاحظ ترحيب والدتها به و تجاهل رامي له ليعلم ان هذا الأخير على دراية بما حدث بينه و بين زوجته
تناول الجميع الطعام الذي لم يخلوا من ثرثرة سلوى
و حديثها عن عائلة اختها رجاء و فرحتها بحمل رنا
و عدة مواضيع أخرى لم يفهم منها آدم شيئا لان
جل تركيزه كان مسلطا على ياسمين التي تعمدت التصرف بلامبالاة و كأنه غير موجود
توجه الجميع الي الصالون لشرب الشاي بعد الطعام الدسم الذي تفننت سلوى في تحضيره
رامي و هو يستلقي على الاريكة انا حاسس اني مش حاكل سنة قدام تسلم إيدك يا ست الكل
آدم تسلم إيدك يا سلوى هانم أكلك تحفة كالعادة
ياسمين كمان أكلها حلو اوي طالعالك
سلوى بفخر طبعا انا علمت ياسمين الطبيخ زي ما ماما
علمتني الله يرحمها تقدر تقول بالوراثة
ياسمين بتردد و هي تقاطع حوارهما ماما انا كنت عاوزة اقلك على موضوع كدة بما ان آدم جا النهاردة
سلوى موضوع إيه
آدم باندفاع ياسمين كانت عاوزة تقلك انها عاوزاكوا تنقلوا تعيشوا في الفيلا بتاعتها عشان مظطر أسافر أمريكا مدة طويلة وهي مش حتقدر تروح معايا
توسعت عيناها بدهشة و هي تستمع الي ماتفوه به
انتقال فيلا سفر
سلوي بدهشة فيلا ايه ياابني و بعدين انت ازاي حتسافر و حتسيب مراتك فترة طويلة
آدم و هو ينظر إلى ياسمين متقلقيش احنا اتكلمنا في الموضوع داه و هي اللي فضلت انها تبقى هنا معاكم عشان كده انا اشتريت فيلا جديدة و سجلتها باسم ياسمين يعني انتوا حتنتقلوا لمكان ملككم
انا لو مكنتش مضطر اني اسافر مكنتش سبت مراتي
لوحدها بس الظروف هي اللي حكمت بكده
ياسمين بحدة آدم ممكن اتكلم معاك لوحدنا انا في اوضتي
أسرعت ياسمين الى غرفتها و هي تشعر پغضب عارم
يسيطر عليها
جلست بقلق و هي تنتظر مجيئة
تشعر بالحيرة بالقلق لا تعلم ماذا تريد تكرهه و تحبه في نفس الوقت غاضبة منه بشدة و لكنها اشتاقت له و لصوته و لرائحته المميزة بينما لا تريد رؤيته أمامها
تريد الطلاق و تشعر بحزن شديد لمجرد سماع خبر سفره تعلم استحالة رجوعها اليه و ان الفراق افضل حل لمداواة چروحها التي لاتزال لم تلتئم بعد
لحظات و دخل آدم الغرفة أغلق الباب ورائه بهدوء ثم استند عليه بينما لا تزال هي جالسة على طرف السرير الصغير
ياسمين ممكن تفهمني ايه حكاية الفيلا و السفر اللي انت طلعتلي بيها هو احنا مش اتفقنا على الطلاق و انت كنت قايل للدكتور زاهر انك حتنفذ كل اللي انا عاوزاه ايه رجعت في كلامك دلوقتي
طيب انت ممكن تسافر زي ما انت عاوز بس بعد
ما تطلقني
آدم بهدوء انا قلتلك قبل كده الف مرة مفيش طلاق حيحصل بينا نهائي
ياسمين پغضب يعني إيه كنت بتكذب انت فاكرني ممكن ارجعلك بعد اللي انت عملته فيا
انسى نجوم السماء اقربلك ياسمين الهبلة الطيبة
اللي بتنسى و تسامح خلاص ماټت و انت اللي موتتها بإيدك لما ذبحتها من غير رحمة و لاشفقة
انا دلوقتي حطلع لماما اقلها الحقيقة و انت تنزل من هنا حالا وتبعثلي ورقة طلاقي في أقرب وقت
انا خلاص كرهتك و مش طايقة اشوف وشك
آدم بصوت مټألم انا حسافر أمريكا و حقعد هناك فترة طويلة تكوني انت هديتي و نسيتي اللي حصل
ياسمين مقاطعة انت ما بتفهمش قلتلك اللي بينا انتهى خلاص احنا معادش في بينا اي حاجة تربطنا ببعض
صمتت عندما رأته يقترب منهاانحني ليجلس على ركبتيه أمامها ثم أخرج علبة صغيرة وردية اللون
ووضعها على ساقيها
فتحها لتظهر لها عدة شرائط و أربطة أنيقة مخصصة للأطفال
همس آدم و هو ينظر إلى العلبة بابتسامة حالمة
دي لبنتنا انا كنت عاوز تجيبيلي بنوتة حلوة
و تكون حنونة و طيبة زيك
امسك يديها ليضعهما على العلبة و هو يتابع
انا عارف انك سامحتني كثير و انك فاكرة اني بستغل طيبتك و حبك ليا عشان أتمادى في تصرفاتي
عارف انك مچروحة مني و اني اللي عملته مايغتفرش و عارف كمان اني غلطت في حقك كثير و انك سامحتيني كثير
رفع يديه ليمسح دموعها المنهمرة و هو يتابع
و عارف اني انا راجل حقېر و ژبالة و مستاهلش فرصة ثانية بس ڠصب عني و الله ڠصب عني
بس انا عاقبتهم كلهم سهى و صفوان و الشغالة زينب اللي حطت علبة الحبوب جوا الحمام ككلهم خذوا جزائهم و انا بردوا تعاقبت انا أكثر واحد تعاقبت فيهم
بعدك عني هو أكبر عقاپ و انا استاهل عشان كده قررت اسافر
اكمل حديثه رغم
تحشرج صوته انا حبعد بجسمي بس روحي و قلبي حيفضلوا ديما معاكي مش عارف حتحمل بعدك إزاي حبقى يتيم من ثاني يا ياسمين
حرجع وحيد مليش حد انا عارف اني بظلمك بس مش قادر و الله محقدر اطلق ك
ارجوكي حبعد و الله حبعد سنة اثنين عشرة اللي انت عاوزاه بس بلاش طلاق ارجوكي
تعالت شهقاته و هو يبكي كطفل صغير على وشك فقدان امه تمسك بيديها ثم ليدخل في نوبة بكاء هستيرية
انهمرت دموعها هي الأخرى و هي تراه لأول مرة بهذا الضعف لقد بكى من قبل عندما كانا في المزرعة و لكن هذه المرة كان يبدوا اكثر ضعفا
كان يبكي اشتياق و ندما و فقدانا بكى و هو يحس
بيتمه و غربته التي سيعود إليها من جديد
بكى و هو يعلم أن الفراق و رغم مرارته الا انه
أفضل حل للبدء من جديد
الفصل التاسع و الثلاثون قبل الأخير
بعد ستة أشهر
في مدينة نيويورك الأمريكية رمى آدم هاتفه بعد أن انتهى من مكالمة سلوى للاطمئنان على ياسمين كعادته كل بضعة ايام
خاصة بعد أن رفضت ترك منزل والدتها و الانتقال إلى الفيلا لم يشأ ان يجبرها على ذلك بل تركها تفعل ماتشاء و قام باستئجار إحدى الشقق القريبة من منزلها للحرس و ذلك ليكونوا قريبين منها لحمايتها و خدمتها في نفس الوقت
فتح حاسوبه ليتصفح صورها التي كانت تصله من الحرس المكلف بمراقبتها و اصطحابها كلما خرجت
تفاجئ بوصول صور جديدة لها
تفحص الصور باندهاش من هيئتها الجديدة لم يصدق انها نفسها زوجته الصغيرة المولعة بلبس البناطيل الضيقة و الفساتين القصيرة
بدت
مختلفة تماما بملابسها الأنيقة الواسعة و حجابها الذي زادها جمالا و كذلك اكتسابها لبعض الوزن الزائد الذي جعل جسدها اكثر تناسقا و روعة
كانت ترتدي فستانا طويلا من اللون البنفسجي الغامق مع طرحة من اللون الأزرق البترولي
أخذ آدم هاتفه ليتصل بناجي ليستفسر منه ثواني و أجابه الاخر مرحبا كعادته
ناجي اهلا ياباشا
آدم باستعجال ناجي في صور
متابعة القراءة