الجزء الاخير بقلم علياء عبدالصبور

موقع أيام نيوز


مع نفسها.. السبب الأقوى اللي عايزة تروح عشانه هو مروان.
صلت استخارة.. وفكرت كتير ومش عارفة توصل لقرار.
وفي يوم الجروب جابت ورقة وقلم واتكلمت مع نفسها كأنها بتكلم واحدة صاحبتها.. طريقة اتعلمتها بتساعدها تاخد قرار.. اتكسفت تاخد رأي باباها أو مامتها.. ما هو مش هينفع تروح تقولهم إن اللي مخليها مترددة انها شايفة انها عايزة تروح علشانه.. الحل في الورقة والقلم.. سؤال وجواب لحد ما توصل لقرار.. تسأل نفسها وتجاوب 

_ ليه يا مريم عايزة تروحي الجروب 
بصراحة عايزة أشوفه
_ تشوفيه ليه 
مش عارفة
_ مشدوداله 
حاسة انه محتاجلي
_ ومين قالك انه محتاجلك
قلبي
_ من أمتي بنمشي ورا قلبنا 
مصدقاه المرادي
_ حتى لو مصدقاه.. عقلك هو الأساس
بس عايزة أشوفه
_ وبعد ما تشوفيه 
مش عارفة... هسيبها على الله
_ طيب ما نسيبها على الله من الأول.. ولو مكتوبلك تشوفيه تاني هتشوفيه
مش هخسر حاجة لو روحت الجروب 
_ لا هتخسري.. هتعلقي نفسك بواحد ما تعرفيش عنه حاجة. 
مش هعلق نفسي بيه
_ هتفتحي على نفسك باب فتنة انتي في غنى عنها صدقيني.. الشيطان عمره ما بيقولنا أغلطوا.. الشيطان بيدخلنا من مداخل يوهمنا فيها إننا جامدين وبعاد أوي عن الخطأ.. لحد ما يوصل للي هو عاوزه.
وقفت عند الكلمة دي أوي وردت
_ عندك حق.. خلاص مش هروح .. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
خلص الجروب وهو عنده أمل إنه يسمع صوتها بتحكي.. بس للأسف صوتها ما ظهرش.. ورغم انتظاره ليها وتفكيره فيها إلا أنه عمل جروب جميل بفضل ربنا وبفضل حكايات الموجودين.
وفي فقرة الامتنان قال 
_ أنا ممتن لللسكينة اللي ربنا نزلها على قلبي بفضل حكاياتكم.. وممتن لكل لحظة غمرتوني فيها بحبكم.
خرج من المستشفى مع والدته اللي كانت متأثرة جدا انها ما جتش
_ ما تزعلش نفسك يا حبيبي.. لعله خير
مش زعلان يا ماما.. أنا برضوا غلطت إني عشمت نفسي.
_ لا يا حبيبي انت ما غلطتش.. تلاقيها بس هي ما كنتش فاضية علشان كدة ماجتش
_ والله انا مش زعلان يا ماما.. ربنا ما بيعملش حاجة وحشة.. أنا برضوا كانت الحماسة وخداني من غير ما احسبها صح. 
لا تحسبها صح ولا تحسبها غلط.. أنا هحلهالك
_ خلاص يا ماما بقى.. انسي الموضوع ده
فضل طول الطريق مش بيتكلم.. بيفكر ليه ما جتش.. هل ده معناه انها مش عايزة تشوفه ولا ما تحمستش لفكرة الجروب فأكيد مش هتيجي علشانه.. ولا مش فاضية فعلا
وصلوا البيت.. قعدت مامته معاه وقالتله
_ عارف يا مروان زمان الجوازات كانت بتبقى ازاي
ازاي يا ماما
_ لو واحد شاف واحدة وعاجبته.. ما ينفعش ابدا يهوب ناحيتها ولا يكلمها.. كان يجري يطلبها من ابوها ولا اخوها
وبعدين
_ ولا قبلين.. هو ده اصلا الشرع.. احنا مش هنستني اما هي تيجي.. اصلا جايز ما جتش علشان ما تفتكرش انها جاية علشانك.. احنا اللي هنروحلها
نروحلها فين
_ بيتها.. البيوت بتدخل من أبوابها.. وهي ساكنة في العمارة اللي في أخر العمارة.. ما ظنش العمارة فيها مېت مريم يعني.. هنسأل عليها ولو لقيناها كويسة نتقدم رسمي.. وتعرفوا بعض في النور.. طلعتوا متاسبين لبعض كان بها.. مش مناسبين يبقى أتبعنا الأصول.
سكت شوية وقالها
لا يا ماما.. أنا أصلا اتسرعت في قراري.. أنا مش هتجوز
_ والله لتتجوز.. سبلي انا الموضوع ده
وفعلا طلبت من أخوه يسأل عليها في الأول وعلى عيلتها... عرف انها عندها حوالي ٣٢ سنة.. مدرسة أبتدائي.. وحيدة باباها ومامتها.. ملتزمة جدا دينيا.. وأخلاقها كويسة.. وعيلتها طيبة.
ترددت لما عرفت سنها.. خاڤت تكون فرصة في الإنجاب قليلة... بس رجعت وقالت كله بأيد ربنا.. احنا نتقدم ولو فيها خير ربنا هيكملها.
قالت لمروان كل التفاصيل اللي عرفتها.. فطلب من أخوه يجيب رقم والدها علشان يكلمه.
كلم والدها وطلب منه يزوره في البيت علشان موضوع مهم.. كان مړعوپ إن والدها يرفض.. خصوصا إنه ما مهدلوش في التليفون عن أي حاجة.. بس سابها على الله.
كل ده وهي ما تعرفش اي حاجة.. كانت خلاص فاكرة انها مش هتشوفه تاني.. ورضيت بالنصيب.
عرفت من باباها إن فيه واحد من جيرانهم عايزه علشان موضوع.. مامتها خمنت إنه عريس.. بس هي ما توقعتش كدة..
 

تم نسخ الرابط