الجزء الثاني والاخير بقلم مني ابو اليزيد

موقع أيام نيوز


لسوء حظها لمحها منعها عندما وضع قدمه أسفل الباب ليعرقله عن الغلق هدر بنبرة فحيح الأفعى
فين أبني
جمعت شتات نفسها حتى لا يفهم على ملامحها أي شيء أجابت عليه
هيكون فين غير مع أمه
أطلق العنان لضحكته لفترة من الوقت رمي مقلتيه الممېتة ليحتل الخۏف كيانها ويسيطر على قواها قال بتأكيد
مش مع أمه متكذبيش
نجح في بث الخۏف فيها فزادت سرعة نبضات قلبها عن المعدل الطبيعي بهت لون وجهها من الفزع ليس لديها القدرة على الوقوف عليها أكثر حاولت التجمد قدر الإمكان إلا أنها مازالت تحت أثر الخۏف قالت بوهن

معرفش
اخترقت أذنيه صوت طفل مألوف عليه ها هو أبنه ظهرت مخالبه وهو ينظر لها كور قبضه يده حتى يقلل الڠضب الذي امتلئ به وجد أن السخرية هي الطريقة الأمثل فهتف
ما هو واضح فعلا أنه مع أمه بالذوق كده جبيه لأحسن أقول أنك خطڤاه وعملتي حاجة في أمة
سبحت في التخيلات المفزعة لكل منهما له احتمالية أسوء الأشياء النتيجة حدوث شيء سيء لها أو للطفل ظلت تفكر في أي نتيجة سوف تختار فكانت حياتها هي الحجم الأكبر فكرت من منظور أنه والده مهما كان سيئا إلا أن هذا الطفل من لحمه ودمه لم يؤذيه إطلاقا عكس ما قد يفعله معها
خطوت للداخل بعد أن أشارت له بالانتظار أحضرت يحيي الذي فور ما رأي والده سعت عينيه من الصدمة ظلت واقفة ساكنة عليه أوصاله ترتعد شفتيه تجمدت
اقترب سنان منه مسح على شعره وقال بعاطفة الأبوة
متخافش يا حبيبي مش هعملك حاجة صدقني
لم ينطق يحيي سوي بكلمة واحدة
ما
فهم ما يدور في عقله ابتسم قائلا
هندور عليها
عاون يحيي في الصعود للسيارة ها هي الفرصة الذي انتظرها بدأ لسانه يطلق الكلمات الغير مشرفة على طليقته لتسوء سمعتها فينجح في أخذ أبنه دون تردد
كان الشيطان على هيئة بشړ فعل أبشع الأشياء ليحصل على ما يريد أصبحت حلاوة الدنيا للشياطين يفعلوا يسيطروا يقروا ما يريدوا دون محاسبة فالدنيا أغلبها الشياطين
....
أمسك أصيل هاتفه المحمول تردد أن يجري هذا الاتصال منذ ما رحلت جوهرة من القصر ڠضب جده وحدثت مشكلة بينهما أدت إلي ترك محمد الشاذلي أخرج نفسا مطولا قبل أن يضغط على عدة أرقام وهتف
الو
عايز إيه
خلاص بقي يا جدو متزعلش
يعني عجبك حياتك كده
لازم تبقي حياتي كده من حقي أزعل
تزعل مش تسود حياتك
ڠصب عني
يبقي ترجع جوهرة
لو سمحت يا جدو مش هقدر
عشان جبان وضعيف هي عشان قالتلك تلعب عرفت أنها عايزة تغيرك بطلت تكلم معاها
ايوة يا جدو مش قبل ما أجيب حق مراتي وأبني
أنت متعرفش اللي حصل كان بسبب إيه
من فضلك يا جدو مش عايز أتكلم في الموضوع ده
خلاصة الكلام جوهرة هترجع هرجع أكلمك تاني سلام
أغلق عينيه پألم واضح فقد والديه منذ فترة كان جده العوض فجأة أظلمت الحياة أكثر أمامه سرح في حياتها أيقن أن اسم المظلم مناسب لحياته
غرس أنامله في فروه رأسه عقله مشغول بإيجاد طريقة مناسبة يستطيع من خلالها إرضاء جده دون فقد كرامته
.....
دخل حمزة بعد عدة أيام المطعم لا يري شيء أمامه قرر أن يستمر حياته ولم يعطل في يوم من زيارة حنان في المستشفي فتح الباب باندفاع وجهه يملأه الضيق تعمد عدم النظر على وليد الذي يعرفه جيدا فأنه سوف يلقنه درس في تلك الحالة وبالفعل تحقق ظنه حين قال
كنت فين ولا بترد على الموبايل ومحدش عارف يوصلك
نطق اسم من أعماق قلبه
حنان
لوي فمه باستنكار قبل أن ينبض بسؤاله
مالها ست الحسن والجمال
احتقن وجهه بالڠضب بسبب الطريقة التي يحدثه به فهدر پعنف
أنا مش هستحمل أسلوبك عموما أستريح عملت حاډثة وفي غيبوبة
فرشت ملامح وجهه بالصدمة لثوان معدودة سرعان ما تشبكت الأحداث داخل عقله حاول التأكد من شكوكه فسأله
أمتي
أجاب عليه على مضض
أخر يوم كنت هنا
بالفعل هذا اليوم الذي جاءت فيه تلك الفتاة الشرسة التي لا يعرف أسمها تسأل عن حنان لكن لأبد من فهم الأحداث أكثر فعاد متسائلا
وحد يعرف أنها عملت حاډثة
هز رأسه بالنفي وهو يقول
لا وبطل أسئلة حس بيا أنا مخڼوق
نهض من مكانه باندفاع أشار له بالنهوض ثم قال بعجلة
في واحدة سألت على حنان في نفس اليوم أكيد بدور عليها لازم نروح بيتها
فكرا كثير في إيجاد طريقة يعثرا على طريقة حتى دلف أحد العاملين معه أحد الملفات الخاصة بالحسابات نظرا لبعضهما البعض لقد تلاشي الملف تحرك حمزة يبحث عن ملفها عثر على عنوانها المدون في البطاقة خرج بسرعة متوجه إلي بيتها عند طليقها
....
دقات قلبه تكاد تصل قبله ترجل من السيارة عندما استقرت أمام العمارة المدون عنوانها في صورة بطاقة حنان لم يرد على نداء وليد عليه الذي يلاحقه اقترب من بواب العمارة عرقل لسانه أن يجد الكلام المناسب حتى لا تلطخ سمعتها لذلك قال
من فضلك مدام حنان ساكنه هنا أصل سابت الشغل وليها حساب ومش عارف أوصالها
رد بنفي وهو يقول
لا محدش هنا ساكن بالاسم ده
رفع حاحبيه لأعلى باندهاش هذا عنوانها المدون في البطاقة كيف يحدث هذا فقال پصدمة
أزاي
كان وليد يقف خلفه ربت على كتفه لينتبه له ثم قال بتأكيد
مش هي مش عايشه مع جوزها ممكن تكون أطلقت وده عنوانها القديم بالعقل كده أزاي هتعيش في منطقة راقية وتشتغل في مطعم
ضړب مقدمة رأسه بيده هتف بنبرة غباء
اها صح أنا من اندفاعي مركزتش في الموضوع ده
سمع حديثهما البواب تدخل في الحوار قال بثقة
قصدك مدام حنان مرات الدكتور سنان قصدي طليقته من ساعة ما أطلقوا وهي مش بتيجي هنا
دس حمزة يده في جيب البنطلون أخرج بعض الورقات النقدية ليحصل على ما يريد حاول دسهم في يد البواب وهو يحدثه
متعرفش ساكنة فين
رفض البواب أخذ المال وقال باعتراض
لا معرفش بس البيه الصغير فوق
يحيي
نطق حمزة بالاسم تلقائيا بينما أكد البواب كلمته حين باح
بالظبط كده بس المدام مش موجودة
أمسك وليد ذراع حمزة جذبه نحوه بقوة قائلا
يبقي طليقها عارف اللي حصلها مفيش داعي تغلب نفسك
هز رأسه بعدم اقتناع قبل أن يقول
أزاي أنا مشفتش حد جالها خالص
لوح يده في عدم رضا من تصرفات صديقه فهتف
أفهم بقي أنت كنت قلقان على الولد عشان مامته في غيبوبة ومش عارف توصله زى ما فهمت منك دلوقتي هو مع أبوة يعني أمان عايز إيه تاني
نفخ من الضيق لم يقتنع بتلك الكلمات فهتف بعند
طيب ليه مش بشوف حد فهمني
رد عليه بنفاذ صبر
عشان مش بتقعد طول اليوم ممكن يكون في تواصل عن طريق التليفون عادي بتحصل يلا بقي
....
سمعت صوت طوابق سيارة لا تتوقف مما زاد فضولها أن تعرف من هذا الشخص الذي يزعج الجميع بسيارته دست جوهرة حجاب على رأسها حينها تذكرت حوارها مع أصيل حول الحجاب ابتسمت تلقائيا فرشت ملامح وجهها بالفرحة لقد افتقدت تلك المواقف التي سيطرت على جزء من حياتها طردت تلك الأفكار أخرجت تنهيدة من صدرها توجهت للشرفة بسرعة نظرت للأسفل تتأمل السيارة رأت سيارته السوداء باهظة الثمن
اتسعت عينيها بشدة شل عقلها عن تصديق ما تراه ها هو يقف أسفل بيتها ترددت كثيرا أن تهبط له وجدت الحل
 

تم نسخ الرابط