الجزء الثاني والاخير الورد
من اجل حياتنا معا سمعت هاتفى يرن مره أخرى فانقبض قلبى وارتعدت أوصالى خشيت ان يكون عاود الكره ولكن اخبرتنى ابنه اخى انه صفي أمسكت الهاتف وركضت الى غرفتى ولم ألبث ان بدئت حديثى حتى انهرت فى البكاء لا أدرى لماذا سمع صفي صوتى فارتعش صوته وسئلنى بأنفاس متهدجه
فيه ايه ياحبيبتى مالك حصل ايه
لم استطيع تجميع الكلمات ولا السيطره على بكائي المستمر فانفعل صفي وارتفع صوته مكررا حديثه
نطقت كلماتى بين دموعى وانا اشهق لألتقط أنفاسي المضطربه
عمر اتصل بيا
عمر ! وعاوز ايه دا
عاودت البكاء وانا اتحدث بصوت خاڤت
مش عارفه فى الاول كان بيقول انه مش قادر يستحمل فكره انى هتجوز ولما لقى مفيش فايده هددنى بتميم
عمر دا لازمله واقفه انا مكنتش اقدر اتصدر له قبل كدا علشان كنتى عاوزاه لكن دلوقتى ملوش مكان بينا ومش من حقه يتدخل فى حياتنا ولا من حقه حتى انه يتصل بيكى انا هروح له واتكلم معاه
وانتى مصدقاه
صدقنى انا قولتله كلام عمرى ماتخيلت فى يوم انه يطلع منى واكيد مش هيعرض نفسه للاحراج مره تانيه عمر مهما كان انانى وعايز يملك كل حاجه بس كرامته عنده غاليه اوى
طيب ياميراس اهدى انتى دلوقتى واغسلى وشك وانسى كل اللى حصل وانا هاجيلك كمان شويه
اغلقت اتصالى معه وتوجهت لصنبور المياه احمل من مياهه بين يداى وألقيها على وجهى لعلى استفيق من تلك الحاله وأعود لحالتى السابقه التى لم يدعنى اهنئ بها حاولت ان انغمس معهم مره اخرى بعدما تعجبوا من غيابى الطويل بغرفتى ولكن روحى لم تعد متفتحه كما كانت فكنت اتصنع الابتسامه والسعاده وعيناى لا تغفل عن تميم مرت الساعات طويله وبطيئه لم يعد هناك ما يسعدنى فيها حتى أتى الليل وانصرف اغلب الموجودين ولم يتبقى سوى الأقارب المقربون وحضر صفي حامله بين يديه باقه من الزهور النضره التى تبعث الراحه فى النفوس وعلى وجهه ابتسامه صافيه مثله يحسدنى عليها كل الموجودين طلب ان نجلس بعيدا عن الازدحام الضوضاء وبالفعل اتجهنا ناحيه غرفه الضيوف وجلسنا نتحدث بهدوء
لا وحياتك ياصفي خلاص موقف وعدى
طيب عينى فى عينك كدا
لم استطع النظر إليه ولم استطع تخبئه حزنى وألمى الدفين فبادرنى هوا بجملته
انا لسه جاى من عند عمر
انتفضت من مجلسى حتى شعرت ان من بالخارج انتبهوا لحركتى ونظرت له غير مصدقه ومضطربه
بجد
تفتكرى ياقمر هكدب عليكى
وليه روحت له
يعنى ايه
يعنى مضمنش انه يسيبنا فى حالنا ومش هستحمل ان اى حاجه تزعلك ولا تنزل دموعك دى مره تانيه
ووافق يقابلك
طبعا انا روحتله لحد بيته عيب كبير لو مقابلنيش
وحصل ايه طمنى
ولا حاجه اتكملت معاه بكل هدوء عرفته انى بحبك وانك بتحبينى وان جوازكم انتهى ومفيش امل واحد فى المليون انكم تكونوا لبعض تانى وطمنته على تميم انه هيبقى اعز عندى من ابنى ولو فى يوم اخدنا تميم منهم او منعناهم يشوفوه يبقى من حقه ساعتها ياخد موقف لكن لحد الوقت دا ملوش انه يكلمك لأنك فى عصمة راجل وقولتله انه بعد مكالمته معاكى احنا كتبنا الكتاب علشان اقطع عليه اى فكره او خط رجوع بيفكر فيه وأقسملى انه مش هيتعرض لك تانى وانه كان بيتأكد انه واخدانى بمزاجك مش ڠصب عنك اكون واخدك تخليص حق يابنت خالتى
مبسوطه ياست البنات
نظرت له بعشق متأجج يثور بركانه من عيناى الهائمه والمتيمه بحبه وانا اربت على يديه الدافئتين استمد منها قوتى الان عرفت كيف لى ان حصلت على كل تلك القوه فلابد انها من انبعاث روحه وصموده ورجولته التى تفيض أمانا على من حوله فتدعهم يستوطنون أسفل ذراعيه بسلام نفسي جياش وجسد انهكه التعب
ازاى مبقاش مبسوطه وانت معايا ياصفي بنا يخليك ليا
انا اتفقت مع عمى بكره هنكتب الكتاب من غير اى اعتراض
ومين قالك انى معترضه انا موافقه جدا
خرجت من طيات قلبى صريحه واضحه لا غبار عليها وشك
ريحتى قلبى يلا بقى جهزى نفسك ياعروسه وهمشى انا علشان معطلكيش وبقولك للمره المليون ياميراس طول مانتى معايا مفيش كائن على وجه الأرض هيقدر يزعلك ولا يستحق دمعه واحده من عيونك انتى غاليه ودموعك دى زى الماس مينفعش تنزل على حد ميستاهلش
عدت أطير بجناحين من لؤلؤ وزمرد أحلق بهما عاليا وألامس عنان السماء كيف لإناس بتلك القلوب الطاهره ان يكونوا بيننا مندسين بين من لا قلوب لهم ولا نشعر بهم ولا بحهم ولا بجاذبيه روحهم الصادقه الطاهره فنتغافل عنهم ونلقى بأنفسنا بين ايادى لا تعرف الرحمه فهنيئا لمن عرف تلك القلوب يوما وطوبى للمحرومين ...