رواية قطة في عرين الاسد بقلم سمرة

موقع أيام نيوز


أم ماجد الموجودة حاليا فى دار المسنين أم تخبره بالسر الأكبر والذى لم تطلع عليه أحد حتى الآن .. ترى لماذا أخفوا عليه أمر أخوه .. لماذا أخبروه بأنه ماټ وهو صغير .. لماذا تجاهلوا وجوده وكأنه لم يولد أصلا .. ألهذا الأمر علاقة بوالدها .. قالت فى نفسها لا لن أخبره بأننى أعرف مكان أم ماجد ولن أخبره عن سرى الذى أحتفظ به لنفسى الى أن أفهم جيدا ما يدور حولى .. أخشى أن أخبره بكل ما أعرف فتنقلب الطاولة ضدى وأنا لا أفهم شيئا مما يحدث .. لماذا كل هذه الأسرار .. لابد من وجود سبب .. سبب جعل عمته تشدد عليها ألا تخبر مراد بنفسها عن أمر أخيه .. يجب أن أسبر أغوار الحقيقة وأصل اليها .. يجب أن أكشف كل تلك الأسرار التى تحيط ب مراد و عائلته .. قالت بتوتر وهى تتحاشى النظر الى عينيه 

معرفش كان عايش مع مين وهو صغير .. بس لما عرفته كان عايش لوحده
أومأ مراد برأسه وأشاح بوجهه عنها .. بدا وكأنه لا يستطيع النظر اليها .. غادر الغرفة .. وغادر المنزل كله .. ركب سيارته وهو يشعر بالإختناق .. يشعر بشئ ثقيل يجثم على صدره .. الفتاة التى تزوجها هى زوجة أخيه الراحل .. أخيه الذى ظن أنه ماټ وهو صغير .. لماذا أخفوا عنه أنه مازال على قيد الحياة .. لماذا يشعر بأن مريم مازالت تخفى عنه الكثير .. لماذا شعر وهو ينظر فى عينيها بأن هناك سر خطېر تخفيه .. سر أكبر من أمر أخوه الذى لم يعلم عنه شيئا طول تلك السنوات التى ظن فيها أنه مېت .. يجب أن يكتشف الحقيقة .. يجب أن يرغم مريم على اخباره بكل ما تعرفه .
أوقف مراد سيارته أمام النيل ولم يشعر بنفسه الا وآذان الفجر يصل الى مسامعه .. صلى الفجر وتوجه الى البيت .. كان الجميع نيام .. هم بالصعود الى غرفته لكنه أحجم عن ذلك توجه الى غرفة المكتب وافترش الأريكة ونام فوقها .. فى الصباح التف الجميع حول طاولة الطعام .. كان مراد يتحاشى النظر الى مريم الجالسه بجواره ويبدو على وجهه علامات الضيق .. أخذت مريم تختلس النظر اليه الى أن قام فجأة وقال 
أنا ماشى
فى المكتب شعر الجميع بتوتر مراد وعصبيته فى القاء الأوامر على الموظفين .. حتى طارق لم يسلم من تلك العصبية .. صاح مراد 
يعي ايه الشحنة تتأخر فى الجمارك .. أمال بس فالح سافر يا مراد وأنا فى الشركة بدايلك يا مراد
قال طارق بهدوء 
انا مليش ذنب يا مراد وبعدين راجلنا اللى فى الجمارك بيقول ان التأخير

على الكل
صاح مراد پغضب وهو يلقى بأحد الملفات على المكتب بعصبيه 
وراجلنا ده مش قادر يتصرف .. وهى دى أول مرة نشحن فيها .. عمرنا ما اتأخرنا كده .. هو لو مش عارف يعمل شغله يقول واحنا نشوف حد غيره يعرف يمشى الشغل
نظر اليه طارق قائلا 
مراد انت مالك فى ايه بتشاكل دبان وشك ليه .. الراجل مغلطش وقولتلك التأخير على الكل
صمت مراد قليلا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وغادر المكتب فى عصبيه .. توجه الى سيارته ومشى بها على غير هدى .. كان يسير بسرعة عالية وهو يشق طريقه بين السيارات .. كان يشعر پغضب وضيق كبير بداخله .. شعر بأنه ناقم على مريم بشدة .. لأنها لم تخبره بأمر زواجها من أخيه .. وتركته ي .....! حرك رأسه لينفض تلك الأفكار منه .. ظل يردد لنفسه .. هى كغيرها لا تساوى عندى شيئا .. لا فرق عندى بينها وبين أى فتاة أخرى .. لم ولن اشعر باى شئ تجاهها .. قلبي كما هو لم يمسسه أحد .. ولن يستطيع أحد اقټحام أسواره
مرت عدة أيام كان يتحاشى فيها مراد ملاقاة مريم أو الحديث معها أو حتى النظر اليها .. وذات مساء عاد مراد الى البيت ودخل غرفة المكتب وأغلق الباب خلفه .. قالت ناهد بدهشة 
مش عارفه ماله بقاله كام يوم عصبي جدا ومش طايق حد
قالت نرمين 
أنا كمان لاحظت كده
قالت سارة 
أكيد مشاكل فى الشغل .. انتوا عارفين مراد أى حاجه تهمه بياخدها على أعصابه
شردت مريم وهى تشعر بالضيق .. ترى لماذا هو غاضب .. أغاضب لأنه لم يكن يعلم بأمر أخيه وبأنه مازال على قيد الحياة .. أم غاضب لأن مريم كانت زوجة أخيه الراحل .. ثم ما شأنه ان كانت زوجة أخيه أم لا .. فزواجها ب مراد مؤقت وليس زواجا حقيقيا .. نهضت مريم وأحضرت حاسوبها كانت تؤجل تلك المحادثة لكن الوقت قد حان ويجب أن تنهى عملها الذى طلبه منها .. طرقت باب غرفة المكتب فظنها والدته فقال 
اتفضلى يا ماما
ظهرت الحدة فى نظراته عندما رفع رأسه
 

تم نسخ الرابط