رواية شيماء الفصل الثالث
المحتويات
الآخر متقلقش !
بدا عدم الاقتناع على ملامحه لذلك أكملت مبتسمة رغبة في زيادة جشعه تجاه الثروة
يبقا معاك ثروة عاصم بس و لا ثروة أكبر من كدا !! أنا جوا العيلة وعارفة تفاصيلهم كلها دلوقت و نقط ضعفهم يبقا تسيبني أكمل و لا اۏلع الدنيا
كانت قد أدركت منذ فترة مدى رهبته من نفوذ هذا الشاب و ها هي تستغل جميع نقاط ضعفه و تصل إلى آخر نقطة ! الآن عليها إغلاق الدائرة بإحكام و استغلال نفسها حيث أكملت بهدوء
اشتغل لصالحي وأنت عارف كويس إني اقدر أكمل لوحدي !
عقد حاجبيه حين ذكرته أنها يمكنها الإستغناء عنه و هذا ما يحاول تجاهله دوما لماذا التسرع إذا هي على حق لينتظر قليلا و يرى ما الذي سوف تفعله هي من الواضح أن آسر اغضبها أو اخرجها عن طورها و لأول يشعر انها تفكر مثله و بدأت تسير على نهجه كما أنها حادة الذكاء و طالما ابهرته في بداية عملها معه و قبل ۏفاة والدها بأفكار رائعة هل تعود إليه حقا !!!!
اعتبر دا وعد منك إننا هنرجع زي زمان ياسديم !!
ابتسمت له و قالت بجدية و نبرة عابثة
أوعدك ياسامح هرجع زي زمان !!!
ثم استقامت واقفة و هي ترى السرور والبهجة يتراقصان فوق ملامحه و كأنه ظفر في مباراة نهائية معها و سارت خطوات قليلة لكنها توقفت تقول
هز رأسه بالموافقة و قال بلطف حين وجدها حقا تخطط إلى العودة و بقوة هكذا !
رسمت بسمة فوق شفتيها و أخفتها فور أن أدارت جسدها ثم خرجت على الفور و لم تحاول العرج إلى والدتها بل أسرعت من المكان و كأنها هاربة !!!!
وصلت إلى طريق هادئ و أوقفت السيارة ثم وضعت رأسها فوق المقود يإنهاك و سقطت دموعها أخيرا لكنها لا تعلم هل تلك دموع الخذلان من الأقرب لها أم دموع ندمها على ما فعلت حين رأت إنهيار شقيقتها اليوم أم دموع وحدتها داخل طريقها المليئ بالضباب أم دموع ألمها من وحدتها بين هؤلاء القوم !! ما تمنت سوى حياة هادئة دافئة بين أسرتها الصغيرة ما رغبت
ضحكت بين بكائها حين أتى ذكر المشاعر والدتها كانت تعلم !!!! أين مشاعر أمومتها إذا ! لقد تركتها داخل طريق مظلم مليئ بالذئاب و فرت هاربة ! كيف فعلت هذا بها !!! كيف استطاعت أن تتخلى عنها هكذا ! أجهشت بالبكاء و انتفض جسدها بقوة و تشتت عقلها تماما لكنها لن تتخلى عن الصغيرة وتتركها بين أنياب خالها السامة ! ما ذنب تلك البريئة و ماذنب شقيقتها هو ذنبها لقد تركت حالها داخل الظلام الحالك و استسلمت لرغبة سامح منذ أعوام سواء هي أو أمها لن تترك غيرها يدفع ثمن خطأ لم يرتكبه !
قولي أعمل إيه بدل ماتلوم عليا اتصرف من دماغي واخبي عليه و اكمل مع سامح و لا كفاية كدا وألحق نيرة وابعد عن كل دا !!!
أدهشها تفكيرها الغريب ومخاوفها التي تسيطر عليها لازالت تتجسد أمامها نظراته التائهة بالصباح و كأنها أعلنت مسؤليتها الكاملة عنه و عن عائلته دون شعور منها لن تخفي اعجابها بمحبته تجاه عائلته ودفاعه عنها لكنها أيضا شبه تتورط بمرور الأيام معه ومع أسرار عائلته الغريبة !!!
رفعت يديها ووضعتها فوق وجهها و أخذت تتنفس ببطء إلى أن هدأت تماما و قررت مواصلة ما بدأته منذ قليل مع سامح و لن تتركه تلك المرة إلا بالقضاء على أثره قادت السيارة إلى شركة آل الجندي و اتجهت إلى مكتب سليم مباشرة !!!!
طرقت الباب ثم دلفت فور أن أذن لها و ابتسمت بهدوء تقول فور أن دلفت
ممكن آخد من وقتك ش .آآ
قطعت كلماتها حين وجدته يجلس فوق المقعد المقابل له فوق منضدة الاجتماعات الصغيرة بينما وقف سليم و اتجه إليها يقول ببهجة واضحة
دا الوقت كله ملكك ! إيه النور دا !!!
ابتسمت له بهدوء و رفعت خصلاتها خلف أذنها بتوتر طفيف ثم أردفت
أنا كنت جاية أقولك إني فاضية النهاردة لو حابين تنزلوا !
كان وجهها واضح عليه الإرهاق بشكل ملحوظ و عينيها التي تحاول تهريبها منه تكاد تتحدث و تقول أنها لم تكف عن البكاء منذ الصباح مما دفعه إلى التساؤل بدهشة
أنت بخير كنت معيطة ياسديم !!
هزت رأسها بالسلب و قالت بهدوء متعمدة تجاهل عينيه الثابتة فوقها بالرغم أنها تتحدث إلى سليم إلا أنها تشعر بعينيه وكأنها تخترق عظامها و ما زاد الأمر سوء حين وقف و اتجه إليهما فور سماعه تعليق ابن عمه عن حالتها
لا أنا بس منمتش حلو امبارح عشان كدا قولت اعدي عليك دلوقت واروح بعدها !
أجابها برفض قاطع
لا طبعا مننزلش و أنت مجهدة أوي كدا تعالي اروحك و النزول يوم تاني عادي يكون كمان يوسف رجع من بورسعيد !
تنهدت و أردفت مبتسمة
زي ما تشوف أنا همشي !
استدارت و تركته تتحرك إلى الخارج وكاد يتجه خلفها لكن قال آسر رابتا فوق كتفه
استنى أنت أنا هشوفها !
حدق به سليم بارتياب لكنه تجاهل نظراته واتجه خلفها بخطوات مسرعة و دلف خلفها إلى المصعد قبل أن يغلق بابه عليها !
عقدت حاجبيها و رفعت وجهها الذابل تنظر إليه بدهشة خاصة حين قال بهدوء
مالك
وكأنها تنتظر حديثه لتفر دمعة خائڼة من عينيها و لكنها نكست رأسها و رفعت يدها تجفف دموعها و تقول بصوت متحشرج
مفيش !
بټعيطي ليه
أجابت على الفور وصوتها يحارب البكاء و قد أزاحت يده عن وجهها
مش بعيط ! و أنت بالذات لو آخر واحد في الدنيا مش هحكيلك أي حاجه عني !
عقد حاجبيه ينظر إليها بدهشة و سألها مباشرة
ليه
رفعت يديها تجمع خصلاتها و تهندم حالها ثم وضعت نظاراتها الشمسية فوق رأسها و أجابت
عشان أنا معاك للشغل بس !
أوقف المصعد وقال پغضب
أنت بتعامليني كدا عشان اللي حصل الصبح أنا معنديش أي مشكلة تمشي لو هتكملي معايا
بالاسلوب دا !!!
صاحت به و بدأت دموعها تسقط پألم
أنا مش عايزة اكمل مع أي حد !!!!! أنا تعبتتت وقرفت !
حاولت الحركة و الضغط على المصعد والهروب من أمامه لكنه أمسك ذراعها بيده و قال بنبرة متوترة
متمشيش بټعيطي كدا ! أنت مش بالضعف دا !!
فاض الكيل و دفعته و هي تبكي پألم وتهبط أرضا فوق ركبتيها تصرخ به
لا أنااا ضعيفة عاااادي و بشړ زيكممم على فكرة !!!!!
هبط يجاورها بالرغم أنها دفعته بذراعه المصاپ لكنه لأول مرة يراها هكذا و ظن أن هذه الحالة بسبب شقيقتها رفع يده يربت فوق خصلاتها و يهمس لها
خلاص إهدي شوفي عايزة إيه و هعمله !
لم تتحدث رفعت يديها تغطي وجهها و تجهش بالبكاء و كأن
ألمها اخترق صدره هيئتها تلك مؤلمة للغاية شاحبة الوجه جسدها يرتعش و عينيها متورمة لا يعلم قصتها لكنه حقا أشفق اليوم عليها حين وجد شقيقتها تتشبث بها إن كانت بهذا السوء لماذا تتحمل مسؤلية فتاة مراهقة في عمر شقيقتها !!
لم يشعر
خرجي طاقتك كلها و أوعدك محدش هيعرف حاجة !
تبكي على حالها ووالدها و شقيقتها و والدتها التي طعنتها اليوم من جديد و كأن الجراح تتجدد و كأن والدها ټوفي منذ قليل و كأن العالم توقف في هذه اللحظات !
ظل يربت فوق خصلاتها إلى أن هدأت و أدركت فعلتها !!!
ابتسم حين وجدها بدأت تهدأ و تحاول تنظيم تنفسها رفعت رأسها و من حظها الجيد هبطت خصلاتها تغطي وجهها لكنه استقام واقفا و ضغط فوق زر الإنطلاق و مد يده إليها وبالفعل أمسكتها و وقفت تنظر إلى الأرض و تجفف دموعها بيديها متجاهلة النظر إليه لكن ما ادهشها حقا حين قال بهدوء
أنا هروح دلوقت طريقنا واحد تعالى معايا و مش هتكلم معاك لحد ما نوصل أحلي أي حاجة بينا لحد بليل !
خرج من المصعد و وقف ينتظرها بصمت تام ! قررت الذهاب معه و بالفعل لم يتحدث مطلقا بل أنه أصر على إحضار طعام فطور من نوع خاص و من اختيارها وأخبرها أن ميعاد دواء خاص به اقترب و لن يتناول الطعام دونها بالفعل وافقت و جلب طعامهما إلى السيارة و الذي كان عبارة عن بيتزا من اختيارها و قال بعبث
أنا باكل أكل صحي بس على فكرة بس وعدتك هفطر على ذوقك !
ابتسمت و بدأت تتناول الطعام بشهية واضحة وهي تقول بثقة
هيعجبك ذوقي جدا أنا كمان بقالي فترة مش باكل كل دا !! هو مش فطار أوي يعني بس هيعجبك ! وبعدين دوا إيه اللي بتاخد دلوقت مفيش أدوية معادها
دلوقت ليك !
رفع حاجبه و قال بمكر
و أنت مركزة مع مواعيد أدويتي
رفعت حاجبها مثله و قالت بعبث
التركيز دا طبيعة فيا مش حاجة خاصة يعني !
ابتسم لها و باغتها قائلا
أنت معايا أنا بس كدا !
عقدت حاجبيها و إلتقطت المحارم الورقية تسأله بدهشة
كدا إزاي يعني عشان ردودي عليك
أجابها بصدق يعني اسلوبك و كلامك بصراحة النهاردة اټصدمت بمعاملتك مع أختك كان واضح إنها عكسك خالص حتى الملامح و اټصدمت إن عندك أخت أصلا !
رفعت حاجبها الأيسر و قالت ضاحكة
اااه أنت أصلا فاكرني ڼصابة مليش أهل وكدا ! أنا كان عندي عيلة أجمل من عيلتك !
ثم أكملت بنبرة مټألمة بس مفيش حاجه بتفضل على حالها !
نكست رأسها تخفي لمعة عينيها بالدموع و أكملت حين وجدته صامت يستمع إلى حديثها بهدوء نيرة عكسي فعلا و معنديش أي استعداد تبقى شبهي !!!
اعتدلت بجلستها و حمحمت تقول بتوتر و
متابعة القراءة