رواية شيماء الفصل الرابع
نسخة واحدة كلامهم غلس زيهم بس طيبين أوي و مش بيظلموا حد قوليلي حصل ايه بينك وبين الخبيثة دي
قصت عليها تفاصيل ما حدث و ختمت حديثها قائلة بحزن مدافعة عن أفكارها _
سليم قال لآسر إني عملت كدا عشان الكاميرات اللي عندي بس أنا محبتش تقعد معاكم فعلا ومفكرتش للحظة بالشكل دا
ابتسمت الجدة و سألتها بعبث _ و أنت اللي مزعلك كلام سليم و لا خاېفة آسر يصدقه
أفاقتها الجدة حين وضعت يدها فوق ذراعها و رفعته تنظر إلى أثر أظافر تلك اللعېنة تسألها پغضب _
حركت سديم عينيها حيث أشارت الجدة ثم أمسكت يدها تربت عليها تقول بلطف _
متقلقيش أنا مسيبتش حقي رقبتها فيها أسوأ من العلامات دي
وواصلت بتوتر وعينيها تتحرك فوق ملامح الجدة بترقب _
أنا شايفة إن خلاص لازم ابن حضرتك يعرف كل حاجه ظهورها دلوقت ممكن يخلى الأوضاع تسوء أكتر
عقدت الجدة حاجبيها و سألتها بدهشة _
تنهدت سديم و أردفت بحزن _
أنا وعدتك لما جيت صارحتك إني مش هتسبب في ضرر حد من عيلتك متقلقيش هعرف اتصرف منغير ما أضره
نظرت لها الجدة بارتياح و شردت تتذكر لحظة مصارحة تلك الفتاة لها ..
Flash back ...
كان يود الحديث معها لكنها وقفت فجأة تقول بهدوء _
تصبحوا على خير
أجابها بعجب وعفوية _
هتنامي دلوقت
هزت رأسها بالايجاب وقالت بدهشة _
أيوا
عقد حاجبيه و وقف هو الآخر يقبل رأس الجدة التي كانت تراقب ما يحدث بصمت ثم انصرف لتتنهد الجدة و تنظر إلى المعاونة الخاصة بها تطلب منها أن تذهب تخبر سديم أنها تود رؤيتها في غرفتها
استمعت الجدة إلى طرقاتها فوق باب الغرفة و أذنت لها بالدخول تقول باقتضاب _
اقفلي الباب وراك ياسديم وتعالي
أغلقت الباب بإحكام و توجهت إليها لتقول الجدة و هي تنظر إلى الزجاج المؤدي إلى الحديقة _
و اقفلي دا كمان
أذعنت سديم إلى مطلبها و قد بدأ الشك يساورها لكنها عادت إليها بصمت تنتظر حديثها وبالفعل ابتسمت لها الجدة وقالت بهدوء _
بتعاملي آسر كدا ليه يا سديم
عقدت حاجبيها و سألتها بدهشة _
كدا إزاي
تنهدت الجدة و أشارت إلى المقعد أمامها تدعوها إلى الجلوس وهي تقول بلطف _
أنا مبحبش اللف والدوران وأوعدك أي حرف هتقوليه هنا هيروح معايا قبري محدش هيعرفه إلا برغبتك معاملتك لآسر مش زي معاملتك لسليم ويوسف و كنت بقول إنه ممكن من الشغل أو بيضغط عليك لكن واضح إنك بتتعمدي دا و بصراحة أكبر أنا بدأت اقلق و عقلي ترجم حاجة اتمنى تكون غلط لما هند المساعدة بتاعتي لقيت دي في أوضتك الصبح
رفعت يدها بتلك السلسلة الصغيرة التي تحمل خاتم أبيها الحبيب المنقوش فوقه اسمه ذكرى تخشى أن تدنسها حين تضعها حول عنقها واحتفظت بها داخل حقيبتها الخاصة هل سقطت منها دون قصد أم أن الجدة بدأت تعبث معها و تبحث في محتويات حقيبتها لماذا لا تحاول مصارحتها و يحدث ما يحدث في جميع الحالات لن تترك الصغيرة تعاني و لن تواصل خداعها إلى الأبد لتعلم الجدة و يحدث ما يحدث
سألتها سديم مباشرة _ أنتوا دورتوا في الأوضة بتاعتي على حاجة
اجابتها الجدة بصدق _ آه كنت بدور على ورق يثبت شخصيتك لأني بدأت أشك إنك بنت عاصم
تنهدت سديم و أردفت بتوتر طفيف _ هتقدري تسمعي الحقيقة ولو اتكلمت هتصدقيني
اهتزت نظرات الجدة الثابتة و أجابتها بترقب _ هحاول
ثبتت سديم نظراتها على الجدة و قالت برفض واضح _
أنا مسألتش عن محاولة حضرتك اللي هقوله محتاج حد يصدقه عشان ينقذ عيلتكم و الأهم من دا تساعديني آسر بيكره روزاليا لدرجة ممكن تعميه أي حاجة وممكن يعمل کاړثة يندم عليها عمره كله في وقت ڠضب
اتسعت عيني الجدة و قالت بنبرة ثابتة قوية _
لو عيلتي في خطړ و أنت جاية تساعدي أنا أول واحدة هتقف معاك بس أعرف حكايتك إيه وعرفتي عاصم منين و ليا نظرتي اللي أقدر احكم بيها على كدبك أو صدقك
بللت سديم شفتيها ومالت إلى الأمام تضع رأسها بين يديها لحظات ثم زفرت بصوت مسموع ورفعت رأسها تردف _
أنا مش بنت ابنك أنا ڼصابة كان مطلوب مني حاجة محددة اعملها وامشي بس عرفت حاجات عنكم ربطتني بالمكان وحلفت مش هتحرك منه قبل ما انقذ أضعفكم أنا عملت مصايب كتير و خدعت ناس أكتر لكن لا يمكن أشارك في أذية طفلة
انتبهت الجدة إلى حديثها وبدأت تنصت إليها بدهشة تلاشت و حل محلها الصدمة حين أكملت قائلة _
نورهان مش بنت ابنك برضه أنا عملت تحليل ليهم واتأكدت من دا أميرة بتتقابل مع مراته الأولى روزاليا و أنا هنا عشان أوهمه إني بنته و أقنعه يغير وصيته اللى كاتبها لسيلا على حسب كلام آسر طبعا
بدأت الصدمة تتبلور فوق ملامح الجدة و تابعت سديم الحديث تقول بأعين تلتمع داخلها الدموع ونبرة يشوبها الاختناق _
أنا كنت هسيبكم و امشي و أخلص من كل دا بس لما عرفت إن نورهان هتتورط مقدرتش اسيبها مهما كانت أمها بتعمل إيه هي ملهاش ذنب و أمها طماعة لدرجة كبيرة و ممكن تغامر بيها في أي وقت تصدقيني أو تكدبيني أنا أكتر واحدة عارفة يعني أي بنت ليها أم طماعة و معنديش أي استعداد أشوف طفلة بتعاني من دا العالم دا مش بيرحم محدش هيسيبلها مبرر واحد ولا يقول امها السبب الكل هيشاور عليها ويقول إنها أسوأ واحدة في الدنيا كأنها اتولدت شيطانة صغيرة الكل هياخد بالنتيجة و أنا هنا عشان احمي البنت دي من نتايج طمع أمها وغضبكم لما تعرفوا إنها مش بنته
سألتها الجدة بصوت مبحوح و أعين دامعة _ و سيلا بنت ابني مع روزاليا وعارفة كل دا
هزت رأسها بالسلب ونكست رأسها تقول بحزن _ سيلا مش بنت ابنك أصلا ابنك مش بيخلف و دا اللي لسه محدش منكم يعرفه واضح إن روزاليا خدعتكم من زمان و بتمارس عليكم نفس الخدعة دلوقت
سقطت دموعها و قالت بتكذيب _ لأ أنت بتكدبي
تنهدت سديم و بدأت تتأثر لحالة الجدة و لكنها أخرجت هاتفها و بدأت تعرض عليها التقارير واحدا تلو الآخر وهي تقول بحزن _
أنا طلبت من ابنك يعمل تحليل شامل عشان نتطمن على صحته بشكل عام و كريم قام باللازم وقتها و اتأكدنا إنه عقيم و عرفنا نوصل للدكتور بتاعه و اللي أكد كلامي و سجلنا كمان الكلام معاه وتقدري تروحي ليه وتتأكدي بنفسك أنا عارفه إن دي صدمة كبيرة بس صدقيني أنا كنت هسيب كل دا وامشي و مش هتشوفوني تاني و مقدرتش افرط في الصغيرة اللي هتروح وسط الموجة ولا افرط في اللي باقي من عيلتي
سقطت يدها الممسكة بالقلادة فوق الفراش و قد لاحظتها سديم لتقول پألم هي تستقيم واقفة ثم مدت يدها تلتقطها من بين أناملها بهدوء _
على فكرة الخاتم دا بتاع بابا كان دكتور جامعي أنا كان عندي عيلة زي نورهان كدا
نظرت إليها الجدة عاقدة حاجبيها ثم إلى القلادة و راقبت اختفائها من الغرفة بحزن بينما بدأ عقلها يترجم ما قالته و كانت ليلة قاسېة استرجعت بها جميع ذكرياتها و حاوطتها التخيلات و الكوابيس عن رد فعل ابنها سيئ الحظ و بين تساؤلات هل تصدق تلك الفتاة أم تكذبها و إن كانت سيئة ما فائدتها بكشف هذه الأسرار بل و إعلام ابنها أنها ليست ابنته إذا أين مكاسبها إن كانت سيئة كانت أكملت دور الابنة و سيطرت على الأموال وقضي الأمر و لن تغامر بحديث مع عجوز مثلها
لم يزورها النوم في تلك الليلة إلى أن أشرقت شمس الصباح الجديد و طرقت سديم الباب ثم دلفت تقول بهدوء _
قررتي إيه أكمل في اللي بعمله و لا اختفي نهائي
نظرت لها الجدة لحظات ثم قالت ببسمة ماكرة _
لا هتكملي بس لازم اعرف قصتك الأول عشان سرك يبقا قصاد ضرر عيلتي
رفعت سديم حاجبها و قالت بعبث حين وجدت داخل عينيها ثقة مهزوزة بعض الشيئ بها _
ما أنا ممكن أكدب عليك و ألف قصة من خيالي
ضحكت الجدة و قالت بمكر _ و أنا أبان هبلة وسهل يتضحك عليا متنسيش إن أنا الوحيدة اللي كشفتك قولي و زي ماقولتلك اللي هتقوليه هيتدفن معايا مجرد ما الموضوع دا يخلص و احكيلي آسر عرفك إزاي
تنهدت سديم جلست أمامها بصمت دام للحظات تنظر إليها بتردد
قبل أن تقص عليها ما حدث لها منذ أعوام و تخبرها سرها الأعظم وجدت داخل عيني هذه العجوز أمان غريب و رغم أنها تحاول مقايضتها إلا أنها لا يوجد لديها ما تخشاه لتخبر أحدهم أنها ليست بهذا السوء لعلها تجد راحة روحها ولو لمرة واحدة
Back ...
أفاقت على يد سديم تربت بهدوء فوقها و تستقيم واقفة تقول بلطف _
أنا هروح أنام
عقدت الجدة حاجبيها و سألتها بدهشة وقد لاحظت چرح أذنها حين رفعت خصلاتها بشكل عشوائي _
إيه دا ياسديم حصلك إيه
ابتسمت و أجابت بهدوء _ متقلقيش دا خدش صغير
وضعت الجدة يدها فوق يد سديم و قبضت عليها بحنو قائلة بلطف _
لأ أقلق طبعا خدي بالك من نفسك
ثم ابتسمت و سألتها بعبث وهي تمرر عينيها على ملابسها _
أنت لما عديتي عليا الصبح مكنتيش لابسة كدا صح ياسديم
أشارت برأسها إلى القطعة الجديدة التي ابتاعها لها آسر واتسعت عيني سديم حين نظرت إلى ملابسها ثم تذكرت أنها ألقت الملابس الملطخة بالډماء داخل سيارته و الآن فقط أدركت ذلك
وضعت يدها الحرة فوق شفتيها بخجل و قالت بتوتر _
أوبسس أنا إزاي نسيت
نظرت إلى الجدة التي حدقت بها عاقدة حاجبيها بدهشة واستنكار لحديثها الغير مفهوم فأكملت توضح مقصدها هامسة _
أصل النهاردة و إحنا رايحين لنيرة الچرح ڼزف و أنا مأخدتش بالي فطبعا هدومي اتبهدلت بس آسر نزل قال هيجيب حاجات و لقيته راجع بده عشان نيرة متتخضش لما تشوفني المهم بقا إني رميت اللي كنت لابساه في عربيته و نسيت خالص اخده وأنا نازلة حركة بايخة أوي بس أنا نسيت فعلا
رفعت الجدة حاجبها و علقت مبتسمة بمكر _ آه يعني آسر اشترى دا عشان نيرة متتخضش ماشي ياحبيبتي على العموم متقلقيش الصبح هبعت هدى معاك وأنت خارجة عشان تفكرك تاخديه مش مشكلة يعني روحي ارتاحي
ابتسمت لها و قد لاحظت نظراتها الغريبة و بسمتها الماكرة لكنها قررت تجاهل الأمر والتركيز على خطوتها القادمة في الصباح الباكر و بالطبع فور أن تحصل على ساعات نوم كافية لجسدها و عقلها كادت تفتح الباب لكنها استمعت إلى رجاء الجدة لها وهي تقول بتأكيد _
سديم مش هوصيك على عاصم و هستنى تطمنيني بكرة أنا بثق فيك وعارفة إنك مش هتخذليني
بسمة صغيرة ارتسمت فوق شفتيها و هزت رأسها بالإيجاب ثم انصرفت إلى غرفتها و داخلها قلق غريب من يومها القادم اتجهت إلى المرحاض تهمس لحالها بسخرية _
مكنتش بقلق وأنا بڼصب و بقيت أقلق و أزعل على واحد معرفوش كمان
وقفت أمام المرآة تنظر إلى انعكاسها و واصلت بحزن _
شكل سامح كان صح لما قال المشاعر بتضعف صاحبها أنا اتعاطفت معاهم زيادة عن اللزوم ولا إيه
و كأني عالق في منتصف درب المشاعر يخشى عقلي اختبار قسۏتها ويرغب قلبي تذوق لذتها أما عن روحي فهي زاهدة تتمنى فقط الخلاص من أغلال المشاعر
أعلن هاتفها عن مكالمة هاتفية من كريم عقدت حاجبيها و أجابت بهدوء و هي تتحرك تجاه الفراش _
في وقتك أنا كنت لسه بفكر أكلمك
استمعت إليه لحظات ثم ابتسمت وقالت بلطف _
لا متخافش على نيرة هي تمام وأنا اتطمنت عليها و غالبا هنسرع كل حاجة فاهمني
كادت تواصل حديثها لكنها تذكرت الحديث الذي دار بين آسر و سليم و أن غرفتها مراقبة من جهته لذلك أنهت مكالمتها معه و ختمتها قائلة برهبة داخلية _
خليك على تواصل معايا بكرة ضروري أنا مش ضامنة أي حاجة حواليا