رواية اقدار بلا رحمه بقلم ميار خالد

موقع أيام نيوز

عايز يشوف حد
قالت براء و كأنها لم تسمع كلماته تلك
هو وعدني أنه مش هيتخلي عني و مش هيسبني .. أنا وثقت فيه و قولتله إني مليش غيره .. معقول كل ده ملهوش قيمه عنده حتى مش قادر يجي يبص في عيني .. أختار أنه يهرب 
بلاش تظلميه يا براء متعرفيش إيه اللي جواه و هو حاسس بأيه
و أنا إيه أنا مين يحس بيا و يحس بقلبي اللي اتكسر و كرامتي اللي اداس عليها بس علشان من ملجأ .. ذنبي إيه أن اهلي يتخلوا عني و الشخص الوحيد اللي وثقت فيه و حبيته برضو يتخلي عني .. أنا بريئة من كل الظلم ده 
صمتت للحظات ثم أكملت بدموع
أنا
كنت عارفه أن ده هيحصل .. بس كان عندي أمل أنه ميسبنيش
أنا مش عايزك تفقدي الأمل .. أوعدك إني هجمعك بيه في يوم من الايام صدقيني 
كفاية وعود بقى .. أنا مش عايزه حاجه 
مهما تقولي هفضل عند وعدي و أنتوا الاتنين هتتجمعوا في يوم بسببي!
نظرت له براء بدموع ثم التفتت لتعود إلى الملجأ و لكنه وقف أمامها فمنعها من السير
هتخرجي بكره الساعة كام
فكرت براء للحظات ثم قالت 
الساعة ٣ العصر 
تمام أنا هكون موجود قدام الملجأ هنا .. أنا مش هسمح أنك تفضلي في الشارع لحد ما نلاقي حل تاني .. هتعيشي مع الداده بتاعتي في بيتها الفتره دي هي عايشة لوحدها لحد ما تنتقلي لمكان تاني 
ماشي يا كريم .. شكرا على كل اللي بتعمله معايا 
إحنا اخوات .. بلاش الكلام ده 
نظرت له براء بابتسامة حزينه ثم دخلت الى الملجأ وذهب كريم الي بيته كان يامن في غرفته يطالع الفراغ بعدم اهتمام و قد وعد نفسه أنه إذا خرج من هذا البيت لن يعود له مرة أخرى و قال بصوت مسموع
سامحيني يا براء .. أنا مكنتش قد الوعد اللي وعدتهولك .. أنا مكنتش قد ثقتك بيا .. بس كل اللي عايزك تعرفيه أنك لو مكنتيش ليا محدش هيقدر ياخد مكانك .. أنا شوفت نفسي زي عيون الناس عيل صغير بس لما مقدرتش احافظ عليكي .. سامحيني
في اليوم التالي ..
الساعة الثالثة عصرا 
ذهب كريم الي الملجأ و أنتظر براء حتي تخرج و لكنها تأخرت كثيرا حتي اتجهت إليه مديرة الملجأ
خير يا ابني 
مستني براء .. مش المفروض كانت تخرج الساعه تلاته
براء خرجت من الساعه ١ 
نعم! أزاي يعني دي قالتلي هتخرج الساعه ٣ 
زي ما بقولك كده هي خرجت الساعه ١ 
هتكون راحت فين دي ملهاش حد!!
نظر حوله بعدم تركيز و قلق ثم نظر إلي السماء وقال
أنت فين يا براء ..
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الرابع
بعد مرور سبعة أعوام ..
تململت في سريرها بإنزعاج بسبب ذلك الصوت الذي يعكر مزاجها كل صباح نهضت من مكانها و أنهت رنين هذا المنبه المزعج تنهدت بتعب ثم اتجهت الى الحمام و غسلت
وجهها و رتبت شعرها ثم خرجت و اتجهت الي المطبخ لتعد لها بعض القهوة و جلست علي إحدى المقاعد به لتحتسي قهوتها الساخنه وهي تقرأ إحدى الجرائد وبعد لحظات فابتسمت بهدوء والتفتت لها أردفت
ماما فاطمة .. صباح الخير
صباح النور يا حبيبتي .. صاحيه بدري ليه ده أنت نايمه متأخر
أعمل إيه ما انت عارفه أن عندي شغل كتير 
ربنا يقويكي يا حبيبتي .. هو فين بابا جمال صحيت الصبح ملقتهوش جمبي
خرج يتمشي شوية .. انت عارفه أنه بيحب يخرج بدري كده يستمتع بأول النهار
ضحكت المرأة المسنه بحب وقالت
طول الاربعين سنه اللي عيشتهم معاه وهو متعود يعمل كده .. بس ولا مره قالي تعالي اتمشي معايا الصبح بدري
يمكن عشان مش عايز يزعجك في عز نومك 
اقنعتيني يا ستي 
ضحكت براء ثم نهضت من مكانها وقالت
تحبي احضرلك إيه على الفطار النهاردة 
نظرت لها فاطمه بحب و قد تكونت بعض الدموع في عيونها لتلاحظها براء منها بسرعه ومسحت دموعها وقالت بقلق
مالك في ايه! ليه الدموع دي
دي دموع الفرحه يا بنتي .. مكنتش أعرف أن ربنا بيحبنا اوي كده علشان بعتك لينا .. من سبع سنين للنهارده و أنا بحمد ربنا كل ما أبص في وشك كل يوم الصبح .. بحس أد إيه ربنا عوضني بيكي عن كل حاجه في الدنيا .. أنا مكنش مكتوبلي إني أخلف بس برضو ربنا رزقني بإحساس الامومه و كمان أداني زوج عظيم و..
قاطعتها براء لتقول
و أب عظيم كمان .. عمري ما هنسي اليوم اللي اتجمعت معاكم فيه 
حبيبتي ربنا ما يحرمنا منك .. سيبيني بقى أنا اللي أحضر الفطار النهاردة .. ارتاحي 
أبتسمت لها براء و جلست على إحدى الكراسي في المطبخ وسرحت بذاكرتها قبل سبع سنوات لتعود الى اليوم التي تركت فيه الملجأ 
قبل سبع سنوات ..
خرجت براء من الملجأ بعد أن ودعت جميع أخواتها وسط دموعهم الغزيرة وقبل أن تخرج من باب الدار ركضت حنين نحوها لترتمي في پبكاء وقالت
بالله عليكي ما تمشي .. خليكي معايا 
ڠصب عني .. لو عليا مش عايزه اسيبك ابدأ .. خلي بالك من نفسك و مهما حصل في الدنيا مصيرنا نتجمع تاني .. خليكي فاكره ده 
نظرت لها حنين بدموع ثم أبتعدت عنها براء وخرجت إلى الشارع و ظلت تجوله بعدم تركيز وقالت في نفسها
أنا أسفه إني كدبت عليك يا كريم .. بس أنا قررت إني أبعد و أقلب صفحة يامن
من حياتي لأني مش هستحمل ۏجع تاني .. يارب أنا عارفه أنك مش هتسيبني لوحدي أنا مليش غيرك 
ترقرقت الدموع في عيونها مع اخر جملة لتتساقط علي وجنتيها الشاحبه مسحت دموعها بسرعه حتي لا يلاحظها أحد و نظرت أمامها لتجد أنها قد وصلت إلى محطة القطار دلفت إلى المحطة و أخرجت كل ما تمتلكه من نقود من حقيبتها الصغيرة المصنوعة من الصوف و التي قد صنعتها بيدها و وجدت أنها تمتلك بعض النقود فقط و التي تكفي لشراء تذكرة إلي مدينة الإسكندرية وبعض اللقيمات حتي تتناولها فكرت للحظات ثم عزمت أمرها واشترت التذكرة وصعدت إلى القطار مودعه تلك المدينه بذكرياتها المؤلمھ ..
وبعد ساعات قد حل المساء ووصل القطار إلى مدينتها الجديده ترجلت منه وقالت بصوت خفيض
اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه المدينه وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشړ أهلها وشړ ما فيها.
خرجت من المحطة لتسير بين شوارع المدينة بلا هدف حتي تعبت و أحست ببعض الجوع فأخرجت ما تبقي من مالها و اشترت بعض البسكويت عله يسكت معدتها الجائعة و جلست علي إحدى الأرصفة لتتناوله و قد شردت مرة أخرى كعادتها لتفيق تلك المره على ذلك الشاب الذي يطالعها بجراءة انتفضت من مكانها ونهضت من مكانها وسارت بخطوات سريعه حتي شعرت به خلفها تماما وقال هذا الشاب
أستني بس أنت شكلك مش من هنا صح 
نظرت له
براء پخوف وقالت 
ملكش دعوة امشي و سيبني في حالي 
لا أمشي إيه
.. معقول أمشي و
اسيبك في الشارع في
تم نسخ الرابط