بقلم اية السيد
المحتويات
الحاله وهو يحدثها برسمية وجمود وفي هذا اليوم بعدما صلت فريضة العصر قررت التنازل عن كبريائها لتمزح معه بحثت عنه فوجدته يجلس على الأريكة يحدق بشاشة اللابتوب فاتجهت نحوه ووقفت أمامه قائله بمرح
اض...ربني بسرعه عايزه أعيط
لم يرفع عينه عن الجهاز وقال بجديه
إمشي يا فرح أنا مش فايق لهبلك
بس أنا مش هبله علفكره!
وهي دي تصرفات واحده عاقله!
أنزلت يدها لتستقر جوار جسدها وقالت بجديه
هو إنت مش عاجبك تصرفاتي
رد بنفس الجديه
الصراحه لأ... أعقلي شويه يا فرح إنت مش صغيره
صمتت ووقفت تحدق به فنظر لها وسألها
سكتي ليه!
ردت بعبوس
بفكر في كلامك
اومأ رأسه قائلا بجديه
أيوه ياريت تفكري كويس جدا دا لو بتعرفي تفكري يعني
هو حضرتك بتستهزأ بيا!
عقب بجمود
فرح أنا مشغول وإنت معطلاني!
تقوس فمها لأسفل كانت على وشك البكاء لكن قررت أن تنصرف مع ما تبقى من كرامتها فهتفت
ماشي أنا أسفه لحضرتك
استدارت لتغادر لكن تعرقلت قدمها في طرف السجاده ووقعت فابتسم بسخريه قائلا
اهو ده من ضمن الهبل برده! ركزي شويه يا فرح
علفكره أنا مش هبله...
شهقت ورفعت كتفها لأعلى قائله باستنكار
أنا بس متوتره من كل حاجه بتحصل حوليا
أغلق الابتوب فهو ضعيف تجاه تلك الدموع وذلك الحزن الذي يطعن قلبه قبل قلبها أما هي فملئ قلبها حزن العالم تتسائل لم أصبح باردا لتلك الدرجه هل قل حبها في قلبه أم أنه لم يحبها من الأساس ويريد إشباع رغبته منها لا أكثر! اقترب منها وحاول ضمھا فانفلتت منه قائله پبكاء
ابتسمت پألم من خلف دموعها قائله
هي المسؤوليه كدا بتخدعك وتكون خفيفه أوي لحد ما تشيلها وتفضل تزيد على كتفك لحد ما تنحني
جلست على المقعد خلفها قائله بحزن
إنت بتضغط عليا طول الوقت مبتفكرش إلا في حاجه واحده وعايز توصلها... مش
مهم بقا أحبك محبكش هو كدا وخلاص... إجبار
يعني إنت معندكيش أي مشاعر من ناحيتي يا فرح!
حاولت أن ترد له صڤعته بتركه لها اسبوعين بلا كلام فردت بكل غباء
انا مش قادره اتقبل وجودك في حياتي
تجهمت ملامحه ووقف قائلا بتحدي
بس إنت مجبره تتقبلي وجودي وتحبيني يا فرح ومتحلميش إني ممكن أسيبك
قال جملته وغادر تاركا الشقه بأكملها فمسحت دموعها وهي تبتسم على جملته الأخيره فهي تحبه وتعشق وجوده نظرت لاثره بحب وقالت بهيام
مر الوقت وأذنت العشاء ولم يعود للبيت أو هكذا ظنت! خرجت من غرفتها لتعد كوبا من القهوه يدفئها فقد بدأت ليالي الشتاء الكئيبه التي تنشر سلبياتها بقلبها زفرت بقوه وجلست على أرضية المطبخ مربعة رجليها ووضعت يدها في وضع اليوغا ثم أغلقت عينيها قائله
أيتها الروح المرحه أبوس إيدك عودي
وصل لمسمعها صوت تلك الأغنيه التي في الغالب شغلها سائق التوكتوك قامت على الفور وأخذت السك....ينه من جوارها لتتراقص وهي تغني معها
مسيطره... همشيك مسطره هخليك لو شوفت في شارع بنت ترد لورا أيوه انا مسيطره
انسجمت مع الأغنيه وهي تتمايل بطريقة مضحكة كانت تركض بالشقه كالمجنونه وبيدها السك....ينه تظن أن هذا رقص لكنه لا يمت للرقص بصله وقفت على سريرها وهي تتمايل يمينا ويسارا وترفع قدميها لأعلى وتحرك يدها بالسك...ينه وتغني
أيوه أنا مسيطره... مس مس مس مسيطره
وحين نظرت تجاه الباب وجدته يضع يده على وجهه بالضحك فصړخت..... كادت أن تنزل عن السرير لكن فلتت قدمها فوقعت على وجهها مفترشة الأرض ويديها أمامها تقبض بإحداهن على السك. .ين كتم ضحكاته واقترب منها وهو يهز رأسه باستنكار ليأخذها من يدها قائلا بجديه
هاتي يا مسيطره
قامت عن الأرض بخجل وهي تنظر ارضا وضع السك. .ين على الكومود أردف قائلا
عارفه لو وقعتي على دي أنا إلي كنت هطلع أجري على السكك
هز رأسه بإستنكار قائلا
ربنا يهديك يا فرح
لأ مسيطره مسيطره مفيش كلام
هبت واقفه
ووضعت يدها على فمها قائله بتلعثم
أنا آسفه
ركضت للغرفه الأخرى وأوصدتها من الداخل وضعت يدها على قلبها تهدئ دقاته من اقترابها منه بهذا الشكل وقالت
ياربي على الإحراج مش هقدر أبص في وشه تاني
رقدت على سريرها تفرك به لا تستطيع النوم بعد ذلك الموقف المحرج لم تنم بسهوله لكن غلبها النعاس بنهاية الأمر...
حاسبي يا فرح!! ركزي العربيه!
اومأت رأسها بدون كلمة كانت شاردة الذهن تفكر به فمد يده نحو يدها ليقبض عليها بتملك كأنه يريد القول أنها خاصته وحده ابتسمت وهي تمسك يده بإطمئنان هتف قائلا
امتحانك هيبدأ الساعه ١٠ مش عارف ليه صممتي تطلعي من ٨ ونص
عقبت قائله
عشان مش عايزه أمشي لوحدي هزاكر شويه في الكليه.... أصلا مبعرفش أزاكر في الشقه
ضحك حين تذكرها بالأمس ورمقها بطرف عينه قائلا بخفوت
بتعرفي ترقصي بس!
أجاب نفسه وهو يكبح ضحكته لا والله ولا بتعرفي ترقصي ولا نيله
لم ترد عليه فقطب حاجبيه وهو ينظر لها ليسالها
فرح هو إنت بتعرفي تعملي ايه!
ابتسمت بخجل وقالت بمزاح
انا بعرف أعمل حاجات كتشير أوي مثلا بعرف أكل وبعرف أستحمى لوحدي وبسرح شعري لوحدي برده وبعمل قهوه بوش لوحدي و..
قاطعها قائلا
عوض عليا عوض الصابرين يارب
تركت يده ولم تعقب فنظر لها مردفا
بس كويس إنك جيت معايا أصل حد يثبتك تاني ويس. رقك أنا عارف المصاېب بتجري وراك
رمقها بطرف عينه قائلا بابتسامة
أو إنت إلي بتجري وراها محدش عارف
عقبت فرح بنزق
ياريت تسكت بقا كفايه سخريه
ابتسم قائلا
لا البت عندها ډم وبتحس أوي
نفخت بحنق فأردف بنفس السخريه
ربنا يهديك يا مدام فرح ولا أقول فهيمه
ارتدى نظارته وقال بغرور
أنا بعون الله مفيش حاجه تقدر تنكد عليا
رمقته بسخرية وهي تبتسم بتصنع وصلت السيارة وركبا معا وصلا للكليه وعند مدخلها نظرت فتاه ليوسف قائله بمياعه
ازيك يا دكتور يوسف
رد بابتسامه
الحمد لله
رد على الفتاه ليغيظ تلك الواقفه جواره ويشغل غيرتها برزت عيناها خارجا وهي تقول
مين دي بقا إن شاء الله!
عقب بهدوء استفزها
طالبه عندي
قالت بسخريه وهي تقلد صوت الفتاه
والله! وبتقولك ازيك يا
دكتور يوسف
عقد جبينه قائلا بمكر
أومال عايزاه تقولي إيه... يا قلبي ولا يا حبيبي الي مبسمعهاش من مراتي
تلعثمت متجاهله كلامه وهي تبرر
قصدي نبرة صوتها مايعه كدا!
ربت على ظهرها قائلا
روحي زاكري... روحي زاكري عشان ألحق محاضرتي
عقبت بمياعه مقلده صوت الفتاه
ماشي يا دكتور يوسف
ابتسم قائلا
الغيره هتطق مع عينيك
أخرجت لسانها وهي تغادر المكان وتدخل المدرج الفارغ لتجلس وحدها وتذاكر
وفي المدرج انشغلت بالمذاكره حتى قاطعها صوت ذالك الشاب الذي جلس أمامها
ممكن أذاكر معاك
رمقته سريعا وغضت بصرها قائله
لأ ولو سمحت قوم
تحدث الشاب قائلا
أنا الصراحه حابب أتعرف عليك كزمايل مش أكتر
نفخت بحنق وهي تنظر بكتابتها
وأنا مبتعرفش لو سمحت سيبني أذاكر
عقب بمكر
طيب دا أنا معايا ورق مش هيخرج منه الامتحان جربي بس نذاكر سوا
ألقى الورق أمامها فأخذته لتلقي به نظره واضطىت أن تذاكر معها فهي لا تعلم شيئا عن تلك الماده مر عليها أكثر من ساعه وهو ېختلس النظر إليها بكثير من المكر معلنا أن تلك هي البدايه حدق بها قائلا
هي دي عينك بجد!
نظرت للورق بإحراج وتلعثمت
ياريت تركز في الورق مش في عيني
عقب الشاب بهيام مصطنع
أصل عينك حلوه أوي.... الصراحه إنت كلك زي القمر
نفخت بحنق وهي تلملم أشيائها قائله
أنا أصلا غلطانه إني وافقت أزاكر معاك عن إذنك
لأ لا لا استني بس أنا آسف والله
فرح إنت كويسه!
حين سمعت اسمها من بين شفتيه امتعضت ملامحها وازداد حزنها فهي أخطئت حين جالسته واعتبرها خېانة لزوجها ذرفت الدموع بصمت وهي تصرخ بصوت متحشرج دون أن ترفع رأسها
امشي... امشي من جنبي... أمشي
اقترب الشاب قائلا
مش هقدر أمشي إلا لما أطمن عليك
صړخت مرة أخرى
قولتلك أمشي إنت مبتفهمش!
حين صړخت خشى أن يلفت الأنظار
إليهما فقام من جوارها وابتعد عنها وجلست هي تكمل بكاء....
انهى يوسف المحاضره وقرر اللحاق بمجنونته ليطمئن أنها لم ترتكب المزيد من الكوارث ابتسم حين تذكرها فقد أصبح عقله وقلبه مشغولا بها ولا يطيق بعدها عن نظره بحث عنها حتى عرفها من ملابسها وهي تجلس داخل المدرج لحالها وتسند رأسها للأمام شعر أنها تبكي أو بها شيء فركض نحوها وسط نظرات الطلاب وهمهماتهم وقف أمامها وناداها
فرح!
اطمئنت حين سمعت صوته لم ترفع رأسها وأغلقت عينيها بتعب لتفيض الدموع من مقلتيها جلس جوارها وربت على ظهرها بحنو
فرح! إنت كويسه
ازدادت شهقاتها فهي تظن أنها خانته حين وافقت على المزاكره مع هذا الشاب الذي كان يتابعهما بكثير من الحقد ربت على ظهرها بحنو قائلا پخوف
فرح ممكن تبصيلي!
فيك إيه يا فرح متقلقنيش!
في هذا الوقت هدأت دقات قلبها وخف دوار رأسها لكن كل ما يشغل تفكيرها هو أنها خائڼه لا تستحق منه تلك المعامله نظرت لعينيه وحدقت به للحظات ثم قالت
أنا دايخه شويه
عقبت بإشفاق
الدوخه دي تاني إحنا لازم نكشف
نفث الهواء من فمه وهو ينظر إليها قائلا
اهدي وخدي نفس عميق وأنا هجيبلك عصير وأجي تمام!
جففت دموعها وأومات رأسها بتفهم فاستدار ليغادر لكن أوقفه صوتها قائله
بقولك
الټفت اليها فقالت بابتسامه
هاتلي راني مانجا عشان مبحبش الجوافه
ابتسم ولكزها في ذراعها قائلا
يا شيخه خضتيني عليك
ابتسمت وهي تومئ رأسها لتطمئنه قائله
متقلقش أنا كويسه
وصلا للبيت وبعد تناول الغداء نظرت لبشرة وجهها التي أهملتها مؤخرا ابتسمت حين خطرت لها تلك الفكره رفعت شعرها لأعلى برابطة الشعر وأخذت القهوه وعسل النحل بمقدار تحسبه جيدا وخلطتهما معا ثم وضعت الماسك على وجهها جلست تشاهد التلفزيون وتناست تماما أمر الماسك خرج من غرفته يبحث عنها ويناديها
فرح... فرح
استدارت لترد عليه قائله
أنا هنا عند التلفزيون
جلس جوارها دون النظر لوجهها وحين التفتت إليه والټفت إليها بنفس اللحظه صړخ وهب واقفا بهلع ونهضت هي الأخرى تلتفت حولها صاړخه
فيه إيه... صورصار ولا فار برص صح! أنا كنت حاسه إن الشقه دي فيها برص!
حدق بوجهها قائلا.......فيه إيه صورصار ولا فار... برص صح أنا كنت حاسه إن الشقه دي فيها برص
حدق بوجهها قائلا
إنت إيه إلي حصلك !
عقبت بملامح مرتعبه
إيه فيه إيه!
إيه إلي على وشك ده!
وضعت يدها على
وجهها وأومأت رأسها بتذكر فقد تذكرت ذلك الماسك الآن قائله
الماسك والله نسيته كويس إنك فكرتني
ماسك! يا شيخه أنا قولت البت اتح رقت ولا حاجه
أردف وهو يجلس على الأريكه
حرام عليك أنا قطعت الخلف
ضحكت قائله
معلش بكره تتعود دا لسه فيه ماسك زبادي وخيار وترمس مطحون ونشا ولبن حاجات كتشير أوي
ابتسم قائلا بسخرية
يا بت الحاجات دي بتتاكل مش بتتحط على الوش لوحت بيدها وهي تغادر متمتمه
اسكت إنت مش فاهم حاجه
لأ يا بت إنت إلي فاهمه كل حاجه!
تبعها وهي تغسل وجهها ثم تبعها مرة أخرى بصمت يتابعها وهي تضع الزبادي على وجهها فرمقته بطرف عينيها قائله
مالك بتبصلي كدا ليه
ضحك وهو ينظر لها بعد أن لونت وجهها بالكامل بالزبادي
متابعة القراءة