ونس بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز


وهي تقول _ الحقيقة أنا كمان جعانه جدا
ليبتسم وهو يملي على النادل ما يريدون ثم نظر إليها وهو يقول _ ها بقى يا ست كاميليا هتفهميني إيه إللي حصل
أومأت بنعم وبدأت في سرد كل ما حدث منذ قرارها العمل حتى تخرج بره دائرة أوامر شاهيناز السلحدار وبره الدائرة المفرغه التي تعيش فيها بأسم عائلة الصواف. ثم ما حدث منها حين علمت ما تنتويه شاهيناز وطارق. وأخبارهم بكل شيء وخۏفها من طارق ورد فعله الذي مازال يقلقها. فهدؤه وصمته يقلق أكثر من كلامه. وعصبيته. وأخبرته عن موقف فيصل معها وما قام به كله وأخبرته عن عنوان بيتها الجديد وختمت كلماتها _ لما تفوق من كل إللي أنت فيه أبقى هات نرمين وسالي وحاتم وتعالوا قضوا يوم معايا

أومأ بنعم ثم قال _ أسمعيني كويس يا كاميليا للقدر الغريب. أنك من بين كل أصحاب الشركات تختاري صديق الدراسة والشخص الأكثر ثقة بالنسبة ليا ومن أول ما عرف أنت مين كلمني فورا وكنت متابع معاه كل حاجة تخصك خطوة بخطوة. ما أكيد مش هسيب أختي الصغيرة وبنت عمي لوحدها كده من غير حماية. لكن كمان حبيت أسيب ليكي المساحه إللى تحسي فيها بالإعتماد على النفس. وأنك قادرة على كل حاجة
أتسعت عينها پصدمة وهي تستمع لكلماته. وقالت پصدمة _ يعني هو شغلني لما عرف إني بنت عمك
_ لأ. هو عرف لما طلبتي منه الشقة يعني بعد ما عينك
أجابها بهدوء ليخيم الصمت عليهم لعدة ثوان حين حضر النادل بالطعام. وحين غادر أكمل قائلا _ في الحقيقة يا كاميليا أنا أحترمتك جدا بعد الموقف الأخير وكل إللي حصل منك كبرك في عيني جدا وعايز أعتذرلك لو في أي وقت من الأوقات زعلتك أو ضايقتك. أو جرحتك بأي شكل. وعايزك تعرفي أنك عندي زي نرمين وسالي وده ڠصب عني مش بأيدي. قلبي مش ملكي للأسف. ووالله لو كان قلبي بأيديا مكنتش هحب حد غيرك لأنك بجد تستاهلي كل خير.
تجمعت الدموع في عيونها لكنها قالت بصدق _ أنت مش غلطان في حاجة يا أديم علشان تعتذرلي. أنا إللي سلمت وداني لطنط شاهيناز وصدقتها. أنا إللي عشمت نفسي بالوهم. وأفتكرت إنه ممكن يبقى حقيقة. لكن أنا دلوقتي فهمت وأدركت. وأخدت خطوة إجابية في طريق جديد وأكيد سعيدة جدا بوقوف أبن عمي معايا.
أبتسم براحه ها هو حمل من فوق أكتافه يسقط ويرتاح منه. أخذ نفس عميق وقال_ ناكل بقى
_ ناكل بقى
ليبتسم الأثنان براحه وهدوء وعادوا إلى الثرثرة في أشياء كثيرة أثناء تناولهم للطعام. حتى أنهم تناقشوا في الخطوات التي أخذها أديم بخصوص ما نشر. وأخبرها عن ما سيحدث في الأيام المقبلة
ظلت على جلستها أرضا لوقت لا تعلمه. لكن جسدها الذي يؤلمها من تلك الجلسة غير المريحه نبهها لمرور وقت طويل عليها. آنت پألم وهي تعتدل واقفه وظلت تنظر حولها بتشتت. وعقلها يسأل دون توقف كيف أمتلكت القدرة على القدوم إلى هنا وكيف أستطاعت التنفيذ بعد التفكير والإجابة واضحة هي تثق في أديم أكثر مما تثق في نفسها.

هي تشعر جواره بالأمان. هو الشخص الوحيد الذي شعرت تجاهه بهذا الشعور من بعد خسارتها لوالديها. ولكن بغبائها خسرته. اليوم ولأول مرة تشعر أنها فتاة شديدة الغباء. وليس كما كانت تفتخر بنفسها تمتلك ذكاء ودهاء كبير. لقد خسړت شيء ثمين مقابل شيء لا قيمة له. وبعد عدة سنوات لن يذكره أي شخص سوى أنه فعل غير أنساني. حقېر. أنحدرت دموعها من جديد لكن ما الفائدة. الخسارة كبيرة ولو ظلت طوال حياتها. تزرف الدموع لن يكفي. جلست على الأريكة الكبيرة التي شاهدته نائم عليها أخر مرة بشكل طفولي وفوضوي. وتمددت عليها تتلمس رائحته بين طياتها. حتى أستسلمت للنوم. لكن وفي أحلامها كانت عينيه التي تنظر قديما لها بحب الأن تنظر لها پغضب وكره. ولم ترى حتى شفقه فيهم على حالها الأن ودموعها. لتنحدر من عيونها المغلقة عدة دمعات. وصدرت عنها شهقه خافته ټحطم القلب. .
دلف فيصل إلى شقته والهموم فوق كتفيه كالجبال. قلبه الذي سمع صوت تحطمه مازال يصم أذنيه حتى تلك اللحظة. يريد أن يفهم. يريد أن يعرف كل شيء. يريد أن يخبئها بين ضلوعه. يريد أن يأخذ ثأرها. أن يلقن ذلك القذر درسا بيده. أن يقتلع عينيه التي نظرت إليها ويقطع يديه التي تجرأت عليها. ويشوه وجهه كما شوه قلبها بندوب الألم. والحسړة. جلس بتهالك على أقرب كرسي واضعا رأسه بين كفيه. والأفكار داخل عقله لا تهدء أبدا. ماذا عليه أن يفعل عليه التفكير جيدا والتحرك سريعا هو لن يتحمل أكثر من ذلك.
عاد أديم إلى قصر الصواف بنفس الطريقة الذي غادر بها. بعد أن أطمئن على كاميليا وأتفقوا على الكثير من الأمور. عند أول خطوه له بعد البوابه الداخلية وصله صوت طارق يقول _ وبعد كل الفضايح دي حضرتك سمحتيله
 

تم نسخ الرابط