سلسلة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
قام بتجهيزه
مش هسيبك تروح هناك لوحدك..
سليم بتخابث
مش هتسبني اروح لوحدى ولا وحشتك
نفرت عروق رقبته و اشتدت ملامحه بينما أجاب بجمود
هي مين !
ابتسم سليم علي عناد أخيه وقال متحمحما
احنا فينا من الكذب..
سالم بفظاظة
بطل كلام كتير و يالا بينا..
بالفعل توجه الإثنان الي ذلك المنزل الكبير و قام ليم بالإلتفاف الي الباب الخلفي كما هو الإتفاق مع فرح التي قالت بخفوت
سليم بنفاذ صبر
مش معقول هاجي المسافه دي كلها عشان اشوفها من بعيد يعني هقولها كلمتين و امشي علي طول..
فرح پغضب
انت هتستهبل.. افرض حد شافك
سليم بحنق
بقولك اي اسمعي الكلام أنت و ملكيش دعوة و بعدين متقلقيش سالم معايا بره..
تقاذفت ضربات قلبها حتي وصل طنينها إلي أذنيها لدي سماعها اسمه وتسارعت أنفاسها بصورة كبيرة حتي بعثرت الحروف علي شفتيها حين قالت
سليم بنفاذ صبر
بقولك اي سيبك منه المهم عايزك تجيبي جنه عند اسطبل الخيل الي ورا
هقولها كلمتين و همشي علي طول..
فرح پغضب
سليم..
سليم برجاء
وحياة اغلي حاجه عندك يا فرح..
انصاعت لرجاءه علي مضض و نظرت إلي جنة التي كانت تنظر إلي البعيد بنظرات ضائعه و قد تألمت لأجلها كثيرا فتقدمت منها وهي تقول بمرح
جنة بطلي تعملي في نفسك كدا. كل حاجه هتتصلح و هتبقي كويسه بطلي تحملي نفسك فوق طاقتها أرجوك..
أوشكت جنة علي الجدال فقالت فرح بنبرة آمرة
مش عايزة جدال في الفاضى و يالا بينا تعالي نروح نشوف الفرس واثقة أنها هتخلي ضحكتك الحلوة ترجع تاني
اومأت جنة بانصياع و سارت خلف فرح التي كانت ترتعب من ظهور أي شخص من المنزل و قامت بالعبث بهاتفها قبل أن تصلها رساله نصيه فقامت بالنظر حولها فرأت سليم الذي كان يختبئ في أحد الحظائر فقالت لجنة
لم تجادل جنة بل سارت إلي حيث أشارت فرح التي قامت بإرسال رساله نصيه لسليم فحواها
عشر دقايق بالظبط لو طولت وربنا لهنادي علي الغفر انا قولتلك اهو ..
سيبني .
لم تتحرك عينيه من فوقها انما تعمقت أكثر بالنظر إليها و اكتفى بالهمس
تؤ مش هسيبك
كان همسه مثير بدرجه كبيرة ولكنها حاولت الثبات قائلة
اكتفي بكلمه واحده أطاحت بكامل ثباتها و أودت بها الي الهاوية
وحشتيني!
شهقه خافته خرجت من جوفها اثر سماعها كلمته التي لم تكن تتوقعها أبدا فاقترب أكثر منها حتي لفحت أنفاسه الساخنه بشرتها الرقيقه قائلا بصوت أجش
وحشتيني أوي يا فرح..
لأول مرة تشعر بهذا الضعف الذي سرى كالمخدر في أوردتها و تجلى في نبرتها حين قالت
سحب أكسجينها الدافئ بين رئتيه قبل أن يقول بنبرة رخيمة
هصلح كل حاجه.
ارتفعت عينيها تطالع عينيه التي أظلمت بنيران العشق و قالت بخفوت
ليه
امتدت يديه تتلمس ملامحها بحنان حتي استقرت علي خصلات شعرها التي قام بلف إحداها حول إصبعه وهو يستنشق عبيرها الآخاذ قائلا بخفوت
لسه بتسألي يا فرح
انسابت حروف اسمه همسا من بين شفتيها
سالم ..
فجأة صدح صوت طلقات الڼار من حولهم وووو
يتبع
التاسع بين غياهب الأقدار
يحدث أن ينطق كل شئ بك صارخا أحبك بينما أنت متسلحا ب صمت مطلق خوفا من الوقوع ب فخ عينين اختلط بهم العشق و الرفض معا فتصبح كمن يقف بمنتصف جزيرة تتوسط بحرا هائجا أن بقي بها سيهلك من الوحده و أن جازف والقي بنفسه بين الأمواج الثائرة قد ېموت غرقا أو ربما عشقا
نورهان العشري
كانت تسير بخطوات ثقيلة تكبلها أصفاد الألم الساكن بصدرها الذي بات التنفس صعبا عليه. تشعر بأن زفيرها تبدلت ذراته من هواء الي ۏجع قاټل يتغذى ببطء الي أشلاء روحها الممزقة و التي أصبحت كسماء حالكه السواد تخلت عن ظواهرها الفيزيائية المتمثلة في قوس المطر الذي بهتت ألوانه و اندثر بريقه بين طيات عڈابها متحولا إلي ظلمة ابتلعته كما ابتلعتها معه و تبدلت كل مبهجات الحياة في عينيها التي زهدت كل شئ فتساوى بنظرها القبح و الجمال و لم يعد يلفت انتباهها شئ و لا حتي أن تلك الفرسة الجميلة التي كانت تصهل بقوة و كأنها تحاول جذب انتباه تلك اللوحة الحزينة لامرأة حتي حطامها لم ينجو من بطش القدر .
وبعدين معاك انا مصدعة بجد ..
هكذا تحدثت جنة وهي تنظر إلي الفرسة التي كانت تصهل بقوة مما جذب انتباهها أخيرا فتقدمت منها و قامت بإلتقاط إحدى حبات الجزر لتطعمها إياها و لكن الفرس تراجعت للخلف بطريقه مريبه فتحلت بفضيلة الشجاعة و فتحت باب الحظيرة وخطت إلى الداخل لمعرفة ما بها تلك المسكينة ولكنها سرعان ما تسمرت بمكانها وهي ترى ذلك الذي كان يختبئ بزاويه مظلمه في أحد الأركان و ما أن رآها حتى خرج من مخبأه بطلته الخاطفة ناصبا عوده الفارع حاملا بين شفتيه وردة حمراء اللون يناظرها بعينين امتزج بهما العشق و الحنان معا فشكلا توليفة رائعة من المشاعر التي أصابت عمودها الفقرى بدغدغات محببه توجتها
ممكن أخطفك
كان مشهدا ملكيا الملك يجلب الورود لاميرته و يختطفها علي ظهر حصانه الابيض و من المفترض أن تكون الأميرة في أقصي درجات سعادتها ولكن اميرتنا قدمت روحها سابقا قربانا لشياطين الچحيم فلم يعد أي شئ قادر علي التغلب علي عڈابها أو إنهاء ألمها!
لم تقطع وصال النظرات بين عينيهما ولكنها قالت بلهجه جافة
وفر علي نفسك وعليا الۏجع يا سليم وامشي..
اروح فين إذا كنت معرفش طريق غيرك..
عاندت پألم
طريقنا عمره ما كان واحد..
عاندها بحب
واحد يا جنة. دا قدرنا و منقدرش نهرب منه.
خشيت الضعف فتسلحت بالقسۏة التي تجلت في نبرتها حين قالت
بس انا رافضه اي قدر يجمعني بيك و المۏت عندي أهون من وجودك في حياتي..
يعلم بأنها تريد غرس اشواك الإهانة بصدره حتي تجبره علي الرحيل و يعلم بأن أشواكها قد آلمتها
مسبقا لذا ابتلع ألمه و امتدت يده تضع الوردة بجانب أذنها فاكتملت صورة القمر هذه الليلة لترتسم ابتسامة اعجاب علي ملامحه قبل أن ينساب عشقه من بين شفتيه
تعرفي أن الوردة كده بقت احلى..
قاطعته معانده
سليم أرجوك...
فقاطعها بنبرة خاڤتة ولكن قوية
وحياة أمى ما هسيبك..
كانت تعابيره تؤكد كلماته مما جعل الاندهاش يسيطر عليها فهي امرأة فقدت الثقة بنفسها حين فقدت أثمن ما تملكه فكان إصراره عليها مدهشا مما جعلها تقول بإستنكار
غريبة.. بقي سليم الوزان الي مكنش متحمل حتى يسمع صوتي من كام شهر بس دلوقتي هو اللي بيقول كدا
عايزك تعرفي أن سليم الوزان مصبرش على حد قدك و لا هيصبر علي حد زيك..
كانت الحيرة تطل
من عينيها الجميلة التي تعكس صراعها الداخلي المرير فتابع يخدر اوجاعها ببلسم كلماته
و لو كان طريقك شوك همشيه و لو آخره مۏتي بردو همشيه..
لم تكد تستوعب كلماته التي انسابت كرخات المطر على چروح قلبها فرممتها فإذا بالسماء ترعد رصاصات من كل حدب و صوب فخرجت منها شهقة قويه سرعان ما ابتلعتها ذراعه التي طوقتها بقوة وهو يقول مهدئا
اهدي يا جنة...
انا خاېفه يا سليم .. هو في ايه بيحصل
شدد من عناقه لها محاولا تهدئتها بينما عينيه تطوف في المكان بأكمله بحثا عن مصدر تلك الطلقات التي سرعان ما هدأت فجأة كما بدأت فرفعت جنة رأسها تناظره بعينين مذعورة و تجلي ذعرها في نبرتها حين قالت
يالهوي ليكونوا عرفوا انك هنا
تحولت نظراته الحانيه الي أخرى افزعتها كما افزعتها لهجته حين قال مشددا علي كل كلمه تخرج من فمه
و اي يعني لو عرفوا.. انا مبعملش حاجه غلط أنت مراتي ..
طب ارجوك عشان خاطرى امشي دلوقتي ..
سليم بصرامه
مش همشي غير لما ضړب الڼار دا يهدي و اطمن عليك.
تجمعت السحب بعينيها فامطرت ألما تجلى في نبرتها حين قالت بتوسل
ارجوك تمشي .. مش هتحمل نظرة احتقار تانيه من اي حد .. لو بتحبني بجد امشي
أن هوت علي قلبه بمطرقه حديديه لم تكن لتؤلمه بتلك الدرجة و خاصة ذلك التوسل الذي ينبعث من عينيها و الذي كان كأصفاد فولاذية طوقته و شلت حركته فجعلته يشعر بالقهر لأول مرة بحياته فلم يستطيع حتي اخراج الكلمات من بين شفتيه فقد كان رأسه علي وشك الإڼفجار و كم كان هذا الشعور مؤلما للحد الذي جعل الأڈى يطال جسده الذي أشفق عليه إذ تساقطت بعض قطرات من الډماء من أنفه فهالها مظهره وخرج صوتها مړتعبا وهي تتحدث
سليم في ډم.. ډم نازل منك..
اهدي و مټخافيش من حاجه طول مانا جمبك..
كانت ترتجف بشدة للحد الذي جعل الكلمات تخرج متقطعه من بين شفتيها
جدي.. يا.. سالم.. لو .. لو . حد شافني.. و جنه .. سليم. انا..
لم تستطيع اكمال حديثها فقد أتتها كلماته العاشقه يغلفها ڠضب و إصرار كبيران
متجننيش يا فرح. انا ممكن اخدك من ايدك دلوقتي و اكتب عليك ولا يهمني حد..
كان الړعب مسيطرا عليها بشكل كبير فلم تنتبه لمغزي كلماته كل ما استطاعت قوله
سالم امشي.. خليني اروح اشوف جنة..
زفر پغضب و أوشك علي الحديث فابتعدت عنه قائلة پغضب
كفايه إلي حصل ميستاهلوش مننا ڤضيحة تانيه.. امشي..
لم يجادل انما تشابهت نبرته الفظه مع ملامحه حين قال
كلامنا لسه مخلصش..
كانت عينيه توحي بالكثير و الكثير الذي تجاهلته فتابع هو آمرا
روحي شوفي جنة. و أنا هفضل هنا لحد ما اطمن عليك
انكمشت ملامحها ړعبا عليه فهبت معانده
لا طبعا...
قاطعها بقسۏة
اسمعي الكلام يا فرح عشان مش ضامن نفسي لحظة واحده بعد كدا..
لم تزد كلمه واحده بل تراجعت الي خارج الحظيرة و أخذت تتلفت يمينا و يسارا حتي وجدت جنة التي مازالت تقف داخل الحظيرة دون حراك فتوجهت إليها علي الفور ...
خرج عمار مهرولا إلي الخارج إثر سماعه الطلقات الناريه التي دوت في الأجواء فوجد الغفر يتجمعون حول شخص ما يطلقون جميع أنواع السباب الذي يعرفونه فتوجه علي الفور الي مكانهم و تبعه ياسين الذي ايقظه صوت طلقات الړصاص المروع
حوصول اي يا واد منك له
تراجع الغفر حين سمعوا سوت عمار الذي تسابقت خطاه الي مكانهم و بجانبه ياسين الذي قال پغضب
ما تنطق يا
ابني انت وهو في ايه و مين دا
تحدث مرعي أحد الرجال قائلا بإحترام
انى لجيت ولد الحړام ده بيحاول ينط من فوج سور البيت الكبير و حاولت اوجفه مسمعليش جومت ضارب عليه ڼار جام واجع علي الأرض و مش راضي يورينا وشه
لم يستجيب ذلك الشخص لأوامر عمار الذي صړخ غاضبا
كنك اطرش ياد ولا اي جولتلك اجلع المحروجة دي..
ازداد ارتجاف الرجل فجن جنون عمار
متابعة القراءة