رواية شيماء الفصل الثامن
المحتويات
و في نفس الوقت كنت خاېفة تبعدي عني واقعد لوحدي متوقعتش أبدا إن آسر يفكر كدا !!!
منحتها بسمة صغيرة شاردة بالأحداث الدائرة حولها و لكنها لن تنكر اعجابها بتفكيره المثالي و إظهار رعاية خفية تجاه عائلتها الصغيرة علقت بلطف و هي تتجه إلى الخارج لتضع الأطباق
محدش يقدر يبعدني عنك أنا لا يمكن أسيبك ياحبيبتي !
ربتت فوق ذراعها و وضعت قبلة صغيرة فوق خدها هامسة لها بتعقل
وأنا بعشقك ياقلب سديم ! بصي يا نيرة بمناسبة الموضوع دا أنا كنت عايزة اقولك إحنا
قاطع حديثهم دخول عاصم يقول بلطف موزعا نظراته بين الشقيقتين
معقول محتاجة مساعدة في ال Math و سليم موجود سوري يابنات إني سمعتكم وأنا داخل و اتحشرت في نقاشكم بس قولت أساعد واضح أنكم متعرفوش شطارة سليم بقا !!!
لأ معلش ياأنكل أنا مش حابة احرجه او افرض عليه حاجة هو أصلا محتاج فترة راحة كفاية اللي حصل بسببي النهاردة !
لأ هو أنا اللي أخاف عليك بعد الرقة دي كلها ! دي طلعت عكسك خالص ياسديم !
تعمد إشراكها بالحديث و كأنه يخبرها بشكل غير مباشر أن العلاقة فيما بينهم على ما يرام لتبتسم له بلطف و تردف عابسة الوجه
بلطجية قلبي !
رفعت يدها بينما ابتسم كلا من نيرة و عاصم و نكست رأسها بخجل واضح تردف و هي تتراجع إلى الخلف
نزع عاصم سترته و توجه خلفها قائلا
و
أنا هشوف نور و أساعدك !
فور أن غادر الجميع همست بتوتر طفيف
عاجبك كدا ياآسر حد يعمل كدا !!!!
وأنا عملت إيه ! أظن مش زي اللي حصل في القسم !!!
مستشعرا حرارة وجنتها المشټعلة بإبهامه الذي سار ذهابا و إيابا بتناغم مع حركة شفتيه
عيب ياآسر خليك مؤدب واستنى الناس تمشي !!!
بقا دي عيشة عرسان جداد و المفروض في ال honeymoon شهر العسل ده ناقص يطلعوا معايا أوضة النوم أروح فين أبعد من كدا
قاطع تبرمه دخول شقيقه يوسف يردف ضاحكا على حالة أخيه
إيه دا ! بتكلم نفسك خلاص أنت وصلت للمرحلة دي !
نظر إليه لحظات عاقدا حاجبيه قبل أن يسأله بنزق و ملل واضح
اتسعت عيني يوسف و صدحت ضحكاته بقوة و هو يتجه إلى شقيقه رابتا فوق كتفه مصډوما من فظاظته معه و هامسا له
أنت اټجننت ياآسر ولا إيه يخربيتك عمك و نائل وسليم كمان هيسمعوك !
أجابه پحقد واضح وهو ينظر إليها حيث وقفت تتحدث إلى شقيقتها بالخارج وتتمايل بوقفتها و تحرك أناملها بين خصلاتها و كأنها تتعمد إغاظته
هو إيه اللي يخربيتي هتخربوه أكتر من كدا إيه عرسان جداد ياعالم ياباردة خلااص لازم تتطفحوا معاهم ! و بعدين من امتا أنت بيفرق معاك نائل
و إيه الحب اللي ظهر فجأة دا مش أنت اللي اتخانقت معايا أول امبارح عشان جوازتي المتهورة و تصرفاتي الغريبة
ضحك يوسف في البداية لغضبه الواضح من تواجدهم ثم تحولت ملامح وجهه إلى الجدية و أردف بصدق و هو يربت فوق كتفه بدعم
استحملت سخافات أبوك تحديدا لقيت إني هظلمها زيه و كله إلا الظلم أنا مش قده ياعم !!
ابتسم آسر و لمعت عينيه بلمحة فخر و اعتزاز بعودته إلى صوابه و انتهاء فترة ضلاله الغير آسر إحنا هنروح نظبط حاجات نيرة بقا يكونوا جهزوا العشا !
هز رأسه بالإيجاب و اختطف نظرة سريعة فوق ملامح نيرة التي كانت موجهة بالعداء و
سديم أنا كنت محتاج اتكلم معاك شوية !
لم تنتظر نيرة رد فعل شقيقتها بل أردفت بحدة واضحة
خير المرة دي هتعمل فيها إيه
أجابها يوسف على الفور محاولا الدفاع عن نفسه
لأ أنا هعتذر لها !
رفعت حاجبها و رددت بسخرية و ڠضب دفين منذ إهانته السابقة لشقيقتها و طعنها بخنجر كلماته القاسېة عن الفروق الواضحة بينها و بينهم و الرفض البين من عائلته لها
والله !!! دلوقت محتاج تتكلم معاها شوية و لما هنتها قدامي و قدام ابن عمك كان .. آآ
نيرة مينفعش كدا ياحبيبتي !
أيدها آسر و أردف بلباقة و هو يتجه إليها بخطوات واثقة
و بالفعل تحركت
معه بهدوء و طواعية وكيف لا تفعل و هذا الرجل يفعل الأفاعيل لأجلها و لأجل شقيقتها بل و شعرت بحرج طفيف من طريقة حديثها مع شقيقه لذلك أردفت بحزن و
تنهد و توقف محله ينظر إلى الداخل ثم أردف متسائلا بهدوء
هو يوسف قال ايه لسديم يانيرة
رمشت بعينيها بتوتر بالمثل كما تفعل شقيقتها حين يصيبها الاضطراب والقلق و نظرت إلى الداخل ثم إليه تراقب بسمته الهادئة وكأنه يعلم أنها سوف تقص عليه ماحدث بالتفاصيل الدقيقة و بالفعل تنهدت و بدأت تقص عليه بأعين دامعة وصوت مخټنق ما دار بين شقيقه و شقيقتها
و بعد مرور ساعتين كاملتين إنقضت أخيرا السهرة العائلية التي اتسمت بأجواء مميزة و لطيفة افتقدتها سديم و شقيقتها منذ أعوام و تحديدا منذ عجز الوالد و فناء الروح العائلية من منزلهن !!! لاحظ الجميع توهج نور و تفاعلها بشكل ملحوظ مع سديم و نيرة و إظهار شوق من نوع خاص لصديقتها و رفيقة روحها سديم إلى درجة المطالبة بالبقاء معها و عدم العودة إلى منزل والدتها التي لم تنتبه إلى اختفائها ولم تحاول التواصل معها منذ
ليلة مغادرتها مع والدها !!!!
ودع آسر عائلته و توجهت سديم إلى السيارة تضع نور النائمة داخل أحضانها داخلها ثم أغلقت الباب ووقفت تتطلع إلى عاصم الذي ابتسم لها و أردف بكلمات بسيطة
متشكر إنك فوقتيني قبل ما اضيعها مني هي كمان !
ابتسمت له بمجاملة و كاد تنصرف لكنه طلب بلطف
تمام هكلمك أكيد!
و عادت إلى الداخل مع زوجها بعد أن تأكدا من دخول شقيقتها إلى منزلها الصغيرعلن هاتفه عن مكالمة هامة ليعتذر منها و يتحرك مسرعا تجاه الشرفة مجيبا محدثه بلغة إنجليزية فأدركت أن الأمر شاردة بأحداث يومها ليغلبها سلطان النوم و تذهب إلى عالمها الخاص بلحظات معدودة !!!!
أنا محستش بنفسي !
رفعت رأسها إلى السماء الصافية و أطلقت أنفاسها بإنهاك وكأنها داخل مناجاة ربانية صامتة ولكن قاطعها نائل الذي كان يجلس معها بناء على إلحاحه بالتواجد مقدسا صمتها و لكن للصبر حدود أيضا تململ وأردف بنفاذ صبر و هو يحدق بها بدهشة
بصي أنا عارف إني قولتلك خديني معاك وهقعد ساكت و عارف إن دي لحظات تأملية و ذكريات رايحة جاية قدامك و حوار كبير أوي بس متوقعتش
إنك تبقي مملة أكتر من فهد دا ناقص تقوليلي هات شوية حجارة نحدفها في الماية عشان ندخل في المود فيه اييييه عمرك ماشوفتي البحر !!! جوزك هيتصل كمان شوية ياااصامتة ياااغامضة تلاقيه خلص شغله من بدري كمان !!!
فهد دا ابن عمك اللي متجوز أسيف اللي كانت هادية واتغيرت بعد جوازهم مش كدا !
اتسعت عينيه و أردف بانبهار واضح
إيه دا بدأت أخاف منك بجد !!!! عرفتي كل دا منين معقول كنت عارفة
إني ابن خالتك
ضحكت تلك المرة بقوة و رفعت نظارتها الشمسية عن عينيها وتتركها فوق خصلاتها ثم تلتفت إليه قائلة باستنكار ولازالت بقايا ضحكاتها عالقة في نبرة صوتها أثناء الحديث
تخاف إيه و أعرف ايه !! أنا من ساعة ماشوفت وشك مش بتقول غير الجملتين دول !!
تنهد و تلاشت علامات انبهاره يردف مبتسما لضحكتها العفوية
ياشيخة تصدقي مش مصبرني على غموضك و صمتك إلا إنك عليك ضحكة و أنت رايقة تفتح النفس كداا ! صحيح ياسديم و أنت رايقة كدا وفايقة البت نيرة أختك امبارح و لما ڤضحتنا قدام القسم و ڤضحت جوزك كانت بتقول إن هو اللي أجرك وشكل شغلكم كان بيكسب فأنا فكرت يعني بما إن دي شغلتك و قاعدة جنبي عواطلية ليه مكملتيش فيها وتوبتي هل
رفعت حاجبها الأيسر و أجابت بسخرية
متفكرش تاني بقا و اسكت شوية عشان صدعتني !
عقد حاجبيه و سألها بجدية
لأ بجد ليه متروحيش و ترمي حقيقة رأفت في وش عيلته مفتكرش إنه هيسكت ويسيبك بعد كل دا !
ابتسمت بهدوء و أعادت عينيها إليه تسأله بعبث
ومين قالك إني عايزاه يسكت أنا حابة يتهور أكتر و يعمل حركات زي بتاعة القسم دي كتير أوي أهو عيلته هتتفرج عليه و على مدى بشاعته ومنغير ماأطلع أنا اللي وحشة وبفرق بينهم
عقد حاجبيه و أردف بعفوية وتفاخر
طلعتي شيطانة !!! دا إبليس جنبك ولا حاجه أنت اتبسطي لما ډخلتي القسم !
رفعت زاوية فمها ساخرة منه و أردفت بلامبالاة
وإيه يعني هي أول مرة ادخله بس تصدق أول مرة اخرج منه مبسوطة أوي كدا ومتكيفة !!!!
اتسعت عينيه و ردد بذهول متكيفة !!!!! أنت جوزك عارف الكلام دا
عشان كدا بحس إني شيطان جنبه !
وحين تسللت نبرتها المټألمة إلى أذنه عقد حاجبيه مزدردا رمقه بتوتر و سألها بتردد
خاېفة يعرف الحقيقة وېتصدم فيه اللي سابه ضحېة ليها تخيل أقولك إن أكتر حد أنت آمنت ليه هو أحبر خاېن و طعنك في ضهرك و اتفرج على نزيفك سنين بجحود غريب وسابك تكره سيرة
أختك !!!! تخيل إني أروح أقوله سيلا تبقا أختك !!!! مقدرش أعمل فيه كدا أبدا مهما كانت قسۏتي و شيطنتي مش هقدر أكون سبب في وجعه وهو ميستحقش دا !!!
هزت رأسها بتفهم و صمتت تراقبه منتظرة تبرير واضح عن رغبته باللقاء بها بعيدا عن زوجها و العائلة بأكملها و لم يبخل عليها حيث تنهد بصوت مسموع وأردف بصراحة صعقتهما سويا بينما اتضح الألم و الاختناق داخل نبرته وهو يردف بوجوم
أنا عرفت إن سيلا تبقا بنت رأفت و إنه كان بيتفرج عليا أنا و ولاده طول السنين دي كأن اللي كان بيتقطع قصاد عينيه دا مش أخوه واللي عانى سنين مش ابنه أنا عايزك تساعديني نبعد رأفت عن
العيلة ياسديم للأبد ومنغير ما عياله يحسوا مش من حقه يطلعنا إحنا شياطين بعد كل اللي حصل دا !!!!!!
الفصل الثلاثون قرار !
زفرت بصوت مسموع أثناء قيادتها السيارة و عادت بعقلها الشارد إلى مقابلتها مع عاصم منذ ساعة حيث أقر لها
متابعة القراءة