شاهين من بين ضحكاته و انزل ليهو أحلى فطار قدامي... توقف عن الضحك يتأملها بابتسامة ماكرة قبل إن يتابع بخفوت الظاهر مفيش شغل النهاردة.... في منزل عمر..... إستيقظت هبة من نومها بعد إفتقادها لذلك الدفئ الذي كان يغمرها طوال الليل...رفعت الغطاء بهدوء تزامنا مع دخول عمر يحمل صينية مكتضة بجميع انواع الطعام.... إبتسامة عريضة شقت وجهه عندما رآها ليضع الصينية على أقرب طاولة ثم يسارع نحوها قائلا بلهفة صباح الورد والياسمين يا حبيبتي.... حاسة بإيه النهاردة... طأطأت هبة رأسها لتضع يدها على بطنها قائلة بصوت مبحوح من أثر النوم كويسة متقلقش....انا خروج اغسل وشي... تجاوزته متجهة نحوالحمام ليزفر عمر بحزن و هو ينظر في أثرها متمتما بيأس مكنتش عارف إن قلبك إسود كده... دي اول مرة تعاملني بالشكل الۏحش داه... هز رأسه و هو ينظر ناحية الصينية قبل أن تعود إبتسامته من جديد هاتفا بس انا مش حيأس و حخليها تسامحني... قاطعت تأملاته خروجها ليراقبها بصمت و هي تتجه نحو التسريحة لترتب شعرها و مظهرها متجاهلة النظر نحوه و كأنه ليس موجودا.... مما أثار حنقه...ليقف من مكانه متوجها نحوها ليقف وراءها و يحدق في صورتها المنعكسة بتمعن مما آثار توتر هبة التي إستدارت بغية الذهاب... لكنها تفاجأت بذراعين حديديتين تثبتانها مكانها لتعود كما كانت مقابلة للمرآة.... شعرت بيدي عمر متحسسا بطنها بلمسات رقيقة و صوته الحنون يهمس في أذنهاصباح الخير.... انا بابي عمر إنت سامعني طب قلي إمتى حتكبر و تيجي الدنيا عشان نلعب سوى... حشتريلك العاب كثير اوي و حاخذ كل يوم جمعة للملاهي و ناكل ايسكريم و... ماما لا.... نخليها في البيت
أحسن عشان لما نرجع نلاقيها محضرالنا أكل حلو....و اااااه ليه كده بس يا حبيبتي سيبيني اتكلم مع الواد براحتي.... تأوه عمر بزيف بعد أن نكزته هبة بمرفقها على بطنه لينحني واضعا ذقنه على احد كتفيها لتنظر له هبة من خلال المرآة قائلة بحنق بقى عاوز تاخد إبني و تطلع تفسحه في الملاهي و تسيبوني قاعدة في البيت لوحدي مستنية حضراتكم لحد ماتيجوا.... أجابها عمر من بين ضحكاته السعيدة لنجاحه في إستفزازها و إجبارها على التحدث معه الظاهر في هنا حد غيران.... بس معلش حبقى أقنعه عشان ناخذك معانا بس موعدكيش ها.... هبة عدم رضا لا كثر خيرك و بعدين مين قلك إنه ولد مش يمكن يكون بنت... عمر بفرحة تلمع من عينيه يا ريت تكون بنوتة وحسميها هبة الصغيرة.. و بردو حاخذها للملاهي و حشتريلها فساتين كثير و اعملها شعرها و.... عقد حاجبيه فجأة لتوقف عن الحديث برهة من الزمن قبل أن يسترسل هو مش بيقولوا إن الست لما تكون حامل بتبقى نفسها تاكل حاجات كثيرة... إنت مش بتتوحمي على حاجة معينة نفت هبة برأسها قائلة لا بس.... جعانة شوية.. إبتسم عمر ثم رفع يده لظهرها ليقودها برفق نحو السرير... أجلسها ثم أحضر الصينية و جلس بجانبها... شرع في إطعامها رغم ممانعتها إلا أنه تحجج بأنه يقوم باطعام الطفل و ليس هي لتستسلم هبة و تتناول طعامها مستمتعة بأحاديثه الفكاهية حول مشاريعه المستقبلية مع الطفل رغم أنه لم يرى النور بعد... هي فعلا غاضبة منه و لاتزال تشعر ببعض الحزن من كلامه الليلة الماضية و لكنها لم ترد كسر فرحته أكثر.... تعلم انه لم يقصد ماقاله و ان كل ماتفوه به كان بسبب شعوره باليأس و الخۏف و انها هي أيضا كانت ستفعل نفس الشي لو كانت مكانه.... في كلية الطب.... و تحديدا في الكافتيريا... جن جنون ميار و هي تستمع لكلام ديالا التي أخبرتها بعودة محمد و نور لبعضها بعد تراجع الأخيرة عن رغبتها في الانفصال لأسباب غير معروفة.... ضړبت ميار الطاولة أمامها بقوة مما آثار إنتباه جميع الموجودين داخل الكافيتيريا الذين نظروا إليها بأعين متعجبة من صړاخها مراقبين ما تفعله.. يعني تراجعت في قرارها...إيه السبب و إنت سمعتي منين صړخت ميار بنفاذ صبر في وجه صديقتها المرتبكة. نظرت ديالا حولها بخجل عندما وجدت نفسها محط أنظار الجميع لتشعر بالندم من إخبار هذه المچنونة الجالسة أمامها تترقب ما تقوله بأعين متقدة حقدا و ڠضبا أمسكت يدها محاولة تهدئتها هامسة بصوت خاڤت ميار ارجوكي وطي صوتك...كل الموجودين بيبصوا علينا... طب خلينا نمشي من هنا و انا ححكيلك كل حاجة بالتفصيل.. نفضت ميار يد الأخرى پعنف و هي تسب و ټلعن بصوت عال غير عابئة بأحد فهي كل ماتشعر به هو ڠضب حارق جعلها تخرج عن وعييها لمجرد تخيل ضياع محمد من يدها بعد أن كانت على بعد قاب قوسين من الحصول عليه اقسم بالله يا ديالا لو طلع كلامك غلط لكون مورياكي وش عمرك مشفتيه قبل كده... جمهت ديالا أغراضها بسرعة ثم هرولت خارج المكان تفاديا لفضائح اكثر...جذبتها ميار من يدها لتأخذها إلى مكان فارغ نسبيا من الطلبة قائلة دلوقتي عاوزاكي تحكيلي كل اللي حصل بالتفصيل. ديالا بضيق من لهجة ميار الآمرة بقلك إيه كفاية الفضائح اللي عملتيها جوا.... انا صبرت عليكي عشان مقدرة حالتك لكن إهانة أكثر من كده مش حقبل... كفاية و روحي إسالي بسمة هي اللي حكتلي كل حاجة الصبح.. عن إذنك. رمقتها بنظرة مشمئزة قبل أن تغادر المكان تاركة ميار في حيرة... و انا حستنى لما الاقي الغبية بسمة اووف من غبائك ياميار انا حتجنن حتجنن حصل إزاي داه هي مش كانت خلاص حتتطلق... كانت ميار تسير في ارجاء الجامعة بحثا عن بسمة او ديالا حتى تفهم منهما ما يحصل لكنها للأسف لم تجدهما... إستندت على سيارتها تراقب الطلبة الذين كانوا يخرجون من الجامعة في مجموعات و فرادى تبحث عن ظالتها لتلمح من بعيد بسمة قادمة مع إحدى الفتيات... أشارت لها ميار ثم إتجهت نحوها قائلة بابتسامة مزيفة إزيك يا بوسي..عاملة إيه بقالي كثير مش بشوفك... بسمة و هي تبادلها إبتسامة صفراء اهلا يا ميار إزيك.. لم تهتم ميار بجفائها و لا بسخريتها الظاهرة فهي مضطرة لتحملها من أجل مصلحتها الشخصية كنت عاوزة أسألك عن نور اصلي مش شايفاها اليومين دول.. تمتمت ميار بتحفز منتظرة جواب الأخرى التي أجابتها على الفور مش عارفة بس آخر مرة كلمتها قالتلي إنها مع جوزها اصلهم رجعوا لبعض و عن قريب حيحددوا موعد الفرح.... عقبالك يا ميمي . هتفت بسمة پشماتة و هي تتفرس ملامح ميار المصډومة و التي حاولت إخفاء إنزعاجها من كلام الأخرى دون فائدة لتهرع سريعا نحو
سيارتها و تختفي بداخلها... في النادي الرياضي.... إستندت نور على حائط الغرفة تتنفس بقوة بعد أن أطفأت جهاز المشي هاتفة بتذمر ېخرب بيت الرياضة على اللي بيلعبوا رياضة... يانهار اسود حموت... مقدرتيش تستمري اكثر من عشر دقايق فوق الهبابة دي..... إلتفتت نحو باب الغرفة بعد أن سمعت ضحكات محمد الخاڤتة.... إستقامت في وقفتها بعد أن رأته متجها نحوها و هو يحمل كوبي عصير طازج...أعطاها أحدهما ثم توجه نحو إحدى الآلات ليجلس فوقها مقابلا لنور... بقى انا جايبك أوضة الرياضة الخاصة بتاعتي عشان تتدربي... أغيب خمس دقائق و آجي الاقيكي بټشتمي في الآلات.... لوت نور شفتيها بضيق قائلة عشان تعبت.... محمد پصدمة و هو ينظر لساعته بس إنت مكملتليش عشر دقائق على بعض...انا مضبطلك الوقت بنفسي..بقلمي ياسمين عزيز وضعت نور كوب العصير ثم تقدمت للأمام قليلا لتجلس على الأرض أمام محمد على ركبتيها تحت أنظار الآخر المتعجبة مما تفعله... رفعت جسدها قليلا لتضع يديها فوق ركبتي محمد قائلة بصوت رقيق محمد حبيبي...انا عمري ما مارست رياضة قبل كده غير في المدرسة...عشان خاطري مش عايزة أنا اصلا وزني 48 يعني عاوزني أخس أكثر من كده حرام و الله.... تحدثت بتذمر محاولة إقناعه للعدول عن قراره بجعلها تتمرن ساعتين كل يوم عنده في النادي في أوقات فراغها و ذلك بعد إتفاقهما بتنفيذ كل مايطلبه منها خلال هذا الاسبوع بعد أن طلبت منه فرصة أخيرة لإصلاح أخطائها معه... لوحت بيدها أمام وجهه بعد أن وجدته شاردا ينظر إليها و على وجهه إبتسامة بلهاء فهو لم يسمع من كلامها سوى كلمة حبيبي و التي كان وقعها على سمعه كأحدى السنفونيات النادرة... إنتبه لها و لصوتها المعاتب محمد إنت رحت فين بقالي ساعة بكلمك تنحنح محمد قائلا آسف سرحت شوية كنتي بتقولي إيه نور كنت بقلك انا مش عاوزة أتمرن هنا... و... محمد مقاطعا و هو يضع إبهامه تحت ذقنها تؤ ثاني كلمة قلتيها كانت إيه لم تجبه نور بل ظلت صامتة تنظر نحوه باستغراب ليكمل محمد قلتي حبيبي.... مش كده هزت رأسها بالموافقة و هي تبتلع ريقها بتوتر خاصة بعد أن لمحت إبتسامته التي إعتلت ثغره.... محمد بهمس و هو ينحني نحوها اول مرة تقوليهالي ...بس حلوة اوي لدرجة إني عاوز اسمعها مرة ثانية..ممكن رمشت نور بارتباك و هي تتراجع للخلف إستعدادا للوقوف من امامه... بلهجة معاتبةعاوزة تمشي و تسيبيني يانور... إنت ليه... عملت كده. اجابها بنبرة واثقة رغم إحساسه بالذنب لأذيتهانور... حبيبتي.... انا جوزك يعني اللي عملناه داه... لا عيب و لا حرام و كان لازم يحصل من زمان . نور بعد أن إنفجرت بالبكاءبس انا مش عاوزة كده.... كتم محمد ضحكته من ردة فعلها الغريبة فهو لم يفته شعورها الشديد بالخجل و التهرب من النظر إليه لكنه يعذرها فهي لطالما كانت مشاعرها جافة او فلنقل منعدمة الاحساس تماما.... لذلك يعلم محمد أن طريقه صعب و طويل للنجاح في تغييرها و الحصول على قلبها.... و جسدها معا.. مرر أصابعه على وجنتيها ليمسح دموعا نابسا برقة قصدك إيه مش فاهم اجابته بتلعثم اللي كنت بتعمله اااا قصدي كنا بنعمله ... إستنشقت الهواء بقوة بعد أن شعرت به يكاد ينفذ من رئتيها مع إرتفاع حرارة جسدها قبل أن تجيبه رغم محاولاتها الكثيرة للتهرب منه و لا حاجة.... انا عاوزة أروح بيتنا.... محمد بخبث قصدك بيتنا انا و إنت... نور باندفاعلا لا....بيتي أقصد بيتي . محمد ضاحكا طب إهدي و إنت بقيتي شبه الفرولاية...و لعلمك بقى إنت لازم تتعودي عشان داه حيكون النظام من هنا و رايح.... و مفيش مرواح النهاردة إحنا إتفقنا حنقضي النهار مع بعض و إلا إنت غيرتي رأيك... نور بارتباك طيب خليني أقوم اكمل تمرين. محمد بنفي و هو يقف من