رواية حمزة بقلم ميمي العوالي

موقع أيام نيوز


شئ ما حتى وجد ضالته فاعطاها لحياة التى شهقت من روعة مارأت فقد اعطاها دبلة عريضة قد تبدو انها ملساء ولكنها عندما دققت النظر وجدت ان بها رسوما عبارة عن طيور تطعم صغارها وهى ترفرف بأجنحتها فنظرت بامتنان لامام ثم وضعتها بيدها وهى تنظر لها بحب ثم التفتت لحمزة لتريه اياها وهى بيدها
حمزة اقلعيها كده
ليعلو صوت هاتف حمزة ليجدها رقية ليقوم بالرد عليها

حمزة ايه ياقردة عاوزة ايه
.حمزة وهو يضحك بشدة بسرعة كده ماشاء الله
.حمزة ولا حاجة ياحبيبتى اهلا وسهلا يشرفوا بس زى ما اتفقنا احنا لسه واصلين النهاردة وهنتعشى برة تمام
.حمزة ماشى ياحبيبتى خدى بالك من نفسك ولو جد جديد بلغينى على طول سلام
الفصل التاسع
حياة بفضول عاصفة الصحراء وهيروشيما ! دى شفرة صح
ليضحك حمزة ملئ شدقية وهو يقول بصوت عالى اهلا بيكى فى المنظمة السرية ياحياة
لتشعر حياة بأنها لاتفهم شيئا مما يقول فتدير وجهها الى الطريق فى صمت يلاحظه حمزة فيقول عمتى ثريا ونورا بنتها احنا مسمينهم كده عشان لما بييجوا عندنا بيدوكى احساس ان البيت متلغم وان فى حرب جواسيس بتدور فى البيت والاقى اللى بيتجسس عليا وانا بتكلم فى التليفون وساعات وانا بشتغل ولو امكن وانا نايم
حياة طب وليه كل ده يمكن من خوفهم عليكم
حمزة بسخرية بصى ياحياة عشان تبقى فاهمة كل حاجة من الاول عمتى ثريا دى مابيهمهاش غير الفلوس وبس ورغم ان كان ليها ورث كبير من جدى ده غير اللى سابهولهم جوزها الله يرحمه الا انها ضيعت كل حاجة على المظاهر والفشخرة الكدابة لولا ابويا الله يرحمه وانه كان ساندهم كان وضعهم اختلف من زمان ودلوقتى انا بعمل معاهم كل اللى كان ابويا بيعمله احتراما لصلة الرحم بس هم طماعين ومابيشبعوش لو طالوا ياكلوا الفلوس كانوا اكلوها وبرضة مش هيشبعوا
حياة ربنا يجازيك خير بس ليه هتسيب رقية تستقبلهم لوحدها
حمزة لانهم على وصول للفيلا والنهاردة اليوم ده بتاعك هنروح نشترى شوية حاجات وبعدين هنتعشى مع بعض برة وبعدين نروح وادعى ربنا لما نروح مانشفش حد فيهم
ليصمت قليلا ثم يقول حياة انا عاوز اطلب منك حاجة
حياة اتفضل
حمزة مش عاوزك تدى ودنك لاى حد يقوللك اى حاجة ممكن تعكر صفوحياتنا سوا يوم ماتسمعى حاجة ممكن تزعلك منى تعالى اسالينى وانا بوعدك من دلوقتى انى عمرى ماهكدب عليكى وانا كمان هعمل كده معاكى .اتفقنا
لتومئ حياة رأسها علامة الموافقة وهى تشعر بانها فى دنيا اخرى وعالم اخر فهى تكاد تشعر بالاغماء من قوة ماحدث فى يومها ومما قاله حمزة والذى لم يكن فى حسبانها ابدا ويأخذها حمزة ليشترى لها العديد من الهدايا والاغراض ليضعهم فى سيارته ويتجهوا بعد ذلك لتناول العشاء فى احد الاماكن الراقية التى تتميز بالخصوصية لروادها وبعد ان طلبوا الطعام جلسوا فى صمت لعدة دقائق كانت فيهم حياة شاردة فيما حدث وفيما سمعت وفيماهو آت وهى لاتدرى كيفية معيشتهم سويا لتشعر بالتيه ولكن عندما يتحدث حمزة تنسى كل ذلك وتندمج فى الحديث والضحك معه وعندما يصمت تعود لصومعة تيهها وارتباكها اما حمزة فكان يجلس فى صمت يراقب جميع سكناتها وحركة غابات الزيتون الذى بات لايستطيع التوقف عن مراقبتها يتمنى ان يدخل الى رأسها بداخل هذا الوجه الملائكى الذى يضيف اليه حجابها نورا وجاذبية ليتذكر
كل السنوات الماضية عندما كان يجبر نفسه على عدم النظر اليها اثناء تعاملهم اليومى حتى لا يصدر عنه اى تصرف قد يجعلها تشك فى نواياه او اخلاقه لكنه اليوم يمتلك كل الحق فى تأملها والتمتع بالنظر بل والتيه فى غاباتها دون رهبة او خوف ليقطع صمتهم النادل وهو يصف امامهم اطباق الطعام ليبدأوا فى تناول الطعام بشراهة شديدة فقد اكتشفوا شدة جوعهم فهم لم يتناولوا الغداء وقد بذلوا مجهودا كبيرا طوال اليوم
حمزة احنا ازاى ما اخدنا ش بالنا اننا ما اتغدناش
حياة بحياء انشغلنا بالحاجات اللى كنا بنجيبها بس انا كنت ھموت من الجوع الحمدلله
حمزة حياة .اوعى فى مرة تحسى انك جعانة وانتى معايا وتنكسفى تقوليلى
حياة بخفوت حاضر
حمزة تعبتى
حياة اوى
حمزة تحبى نمشى دلوقتى
حياة لو ما يضايقكش
ليبتسم حمزة وينادى على النادل طالبا الشيك لينهى دفع الحساب ثم ينهض واقفا مادا كف يده البها لتجيب ندائه ليتجهوا سويا الى الخارج متشابكى الايدى
ليصلوا الى الفيلا وكانت الساعة الحادية عشر وكان الهدوؤ يعم المكان ليصف حمزة السيارة ولكن قبل هبوطهم منها يلتفت لحياة قائلا مش عاوز عمتى ولا نورا يعرفوا اى حاجة عن بنتى ولا عن طريقة جوازنا المفروض اننا كنا فى شرم بنقضى اسبوع عسل وماتديهومش فرصة يضايقوكى انتى صاحبة المكان وهم ضيوف عندك ولازم تعوديهم انهم يحترموكى ماشى ياحياة
حياة مش عارفة . انا خاېفة
حمزة اوعى تخافى وانا جنبك انزلى انتى وانا هجيب الحاجات دى واحصلك
حياة طب اشيل معاك
حمزة لا ياحبيبتى تسلمى انا هشيل كل حاجة
حبيبتى ! لقد قال لها
حبيبتى ! بكل بساطة وكأنه يقولها منذ زمن طويل هى تحترمه وتشعر نحوه بالامتنان ولكنها تشعر بالړعب فهى لاتدرك كيف حدث كل ذلك كانت تظن انها زيجة مؤقته لتساعده على استرداد ابنته ولكنه فاجأها بأنه يريدها دوما وابدا لم يكن فى حسبانها ان تنتقل معه الى بيته هل سيطالبها بحقوقه الزوجية هل سيقدر ماهى فيه ويترك لها الاختيار
يا الله لاتدرى كيف التصرف تعلم انه يكبلها بمعروفه معها وهى تخشى ان يغضب منها تخاف ان يتخلى عنها مرة اخرى قلبها ملئ بالحزن فهى لم تنسى غدر عادل بعد انها لم تعد تحبه فقد انتهى حبه لها تدريجيا منذ خرجت للعالم الخارجى منذ بدأت ان تعى مقدار استغلاله لها هو ووالدته اجل .كانت تشعر احيانا بانه مغلوب على امره ولكنها قټلت كل ما بقى له عندها من احترام عندما طالتها يد امه وهو يقف فى صفوف المشاهدين لا يملك سوى تنكيس رأسه ونظرة اعتذار منكسرة لقد ضاقت ذرعا به منذ زمن وها هى تحررت اخيرا بعدما قررت والدته ان تشردها بلا مأوى او مال او حتى كرامة
حمزة وهو يلكزها فى كتفها ليفيقها من شرودها حياة .مش وقت سرحان ...انا معاكى ماتخافيش ياللا امسكى المفاتيح من ايدى وافتحى الباب
لتفتح حياة الباب لتتيح له المجال للدخول بكل مايحمله من اشياء كثيرة ثم تغلقه ورائهم بهدوؤ ليشير لها حمزة ان تتبعه بهدوؤ وعندما وصلوا الى بداية الدرج المؤدى الى غرف النوم تفاجئوا بمن يتحدث اليهم 
حمزة وهوبما يحمله فى اهلا يانورا حمدلله على السلامة مش قولت كذا مرة قبل كده بلاش نظام ده
نورا وهى تنظر بجانب عينيها الى حياة اصلك وحشتنى اوى ياحبيبى ماتتصورش ازاى
حمزة بسخرية لأ متصور ماتقلقيش
لتنظر نورا الى حياة بسخرية قائلة ايه ده .حياة .. ازيك ايه .. عندكم لسه شغل هتخلصوه فى اوضة النوم
لتبهت حياة مما سمعته وصمتت وهى تزدرد لعابها وتنظر لحمزة الئى اتجه الى احد المقاعد ليضع عليها مايحمله ثم عاد الى حياة وهو ينظر الى نورا باذدراء الشغل
 

تم نسخ الرابط