وتين
كريمه عينها تحمد ربها في سرها ان الله خلص ابنتها من هذه الزيجه الفاشلة ...
اسرع يخرج من السياره وابرار تحاول أن تسيطر على مشاعر القلق بداخلها
فزعت عندما سمعت صوت يونس يهتف باسم يعقوب
..
لتصرخ وتين بهلع تفتح الباب المجاور لها مسرعه فى نفس الاتجاه الذى سلكه يونس
ترجلت ابرار من السياره دون وعي منها.. تشاهد ابنائها يركضون وراء بعضهم .. هاتفين باسم اخيهم .. لتزداد خفقات قلبها .. ليعتصر فؤادها .. خوفا وقلقا عليه..
كانت تلحقهم كريمه وتسبقهم في الهروله صفا التي كان يأكلها القلق..
تعالت صرخاته يهتف باسم يعقوب .. يفرق بين الناس ليصل لأخيه .. بوح صوته وهو يردد اخويا .. وسعو اشوف اخويا .. جرالك ايه ياحبيبى .. مين غدر بيك ياقلب اخوك .. ليردد يعقووووب ... يعقووووووب
اخيرا وصل له .. دنى يونس ارضا بجوار اخيه الذي سقط غارقا في دمائه .. انحنى يأخذه فى احضانه يهزه .. يحدثه لعله يستفيق ويطمأنه عليه ..
تعالت صرخاته يهتف من جديد عندما لم يجد استجابه منه قائلا
إسعاف.. عربية إسعاف يابنى ادمين .. اخويا هيروح منى .. اطلبو الاسعاف .. حرام عليكم دمه هيتصفى ..
لتسيطر على وتين حاله من الهياج.. وهى ترى اخوها چثه هامده ..
لتصيح مردده اسمه عدة مرات
يعقووب.. قوم يااخويا ... يعقووب قوم مينفعش تسيبني وتمشى .. حرام عليك انا مصدقت نتجمع من تانى زى زمان .. يعقوب متعملش فيا كده انا اختك حبيبتك .. حلفتك بالله متوجع قلبى عليك ...
لتتعالى صرخاتها مناجيه ربها
يا راااااااب بلاش الاختبار ده .. صعب عليا مش هقدر استحمله .. كله الا أخواتى والنبى يارب .. رحمتك بينا ياااااااارب...
ظلت على حالها تردد
يااارب يااارب يااارب
بينما فقدت صبا اهلية العقل والصواب .. حتى انها فقدت التعرف على هويتها كطبيبه .. فقدت ابسط الامور للتعامل مع مثل هذه المواقف ..
كانت تضع صبا راسه على قدميها .. تجمدت مشاعرها من الخۏف والقلق على حبيب قلبها .. ظلت على هذا الوضع لا تعي ولا تشعر ب يونس ولا بالجميع..
جاءت عربة الاسعاف.. ليهرول رجالها يفتحوا بابها .. لينحنى يونس يحمل اخيه بقلب ملتاع .. بغصه مريره تطعن فؤاده تحرقه بلا رحمه على توأمه ..
استقام يفسح المجال للطاقم الطبى لعربة الاسعاف ... وضع يعقوب داخل العربه .. ليصعد بجواره يونس ..
هتفت وتين بصړاخ
اخويا يا يونس .. يعقوب بيروح مننا .. اعمل حاجه ابوس على ايدك
ليصدر خبطات متتاليه على زجاج السياره الخلفى .. يحثهم على سرعة السير حتى يتثنى له انقاذه..
فى حين صبا مازالت على وضعها .. ظلت صفا تهزها كي تفيق على حالها .. ولكن كانت مثل المغيبه حتي سحبتها .. وجذبتها تشدها عليه بداخل احضانها... تربت على ظهرها بحنو..
لټنهار صبا لتتعالى صرخاتها مردده اسمه
يعقوب .. يعقوب .. ضربه پالنار .. جرى .. هرب ..
ظلت تردد كلمات متقاطعه.. لتفهم عليها صفا ما تريد أن تقوله لتهتف مهدئه لها قائله
اهدى ياحبيبتى هيبقى كويس بإذن الله .. قومى تعالى نحصلهم على المستشفى..
تقف ابرار تدور بها الدنيا ...
كم هي صعبة الحياه عندما تمتحنا فى أعز ما لدينا ... لحظة فارقه عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير على حزن القلب..
بجوارها كريمه تهدئ من روعها .. تأخذها بأحضانها تربت عليها .. تحاول ان تطمأنها .. ولكن هى الاخرى تريد من يطمأنها .. تائهه لا تعرف كيف تتصرف ..
واخيرا تغلب العقل لتستجمع شتات نفسها و أخرجت هاتفها وعبست فيه حتى صدح صوت جلال
هتفت بصوت باكي قائله
وانا عرفت مين عملها .. مصېبه مصېبه يا جلال .. مصېبه
ليسأل جلال پخوف قد تسلل بداخله فلو ما فطن به
صحيح فابنته هى المقصوده ليردف قائلا
صبا حصلها حاجه ..
لترد عليه تطمئنه هاتفه
الحمد لله صبا كويس.
حصلونا بسرعه على المستشفى العام ..الاسعاف جات تاخدوه ..
اغلقت الهاتف وهرولت اليهم ..
وقفت ابرار تحدق فى الجميع بتوهان حتي استفاقت على الطاقم الطبي يحمل يعقوب الفاقد للوعي والغارق في دمائه ..
عندما اغلق باب سياره الاسعاف علي ابنائها شعرت أن الأرض تسحب من تحت أقدامها ..
سحبتها كريمه من يدها الى السياره وساعدتها تجلس بجوارها وصعدت واغلقت الباب عليهم هاتفه
يلا مش وقت انك تقعي نطمن علي يعقوب الأول .. هو محتاجك جانبه..
لتسترسل موجهه كلامها ل صفا قائله
اخلصى ياصفا يابنتى اطلعى وراهم بسرعه..
اومأت لها وأدارت محرك السيارة ..
تنطلق بسرعة .. تسابق الريح .. من شدتها اصدرت اطارات السياره غبار يحول المكان لدوامه من الاتربه..
سرايا السيوفي
اغلق جلال الهاتف وقف ينظر لهم والتوتر والحيره تكسوا ملامحه وعينيه..
كان الجميع ينظر له باندهاش وعلامات الاستفهام تحتل ملامحهم اقترب منه راكان قائلا
ماما كريمه قالت لحضرتك ايه خلاك بشكل دا هما بخير ولا في ايه ....
رد عليه جلال باقتضاب قائلا
يعقوب اڼضرب پالنار
نزلت الكلمات على مسامعهم كالصاعقة
استقام احمد من مكانه واقفا يشعر بوخزه في قلبه وضع يده
موضع قلبه والدموع تجمعت في عينيه قائلا
صدقني يا راكان مش هقدر اخسر حد فيكم.. الحق اخوك يا ابني وهوي علي مقعده لم تعد قدمه قادره علي حمله..
تطايرت البراكين في عقل وقلب راكان وهو يضع يده في خصره وينظر الى جده تاره والى والده تاره اخرى قائلا پغضب لو أخرج من صدره لحړق نجع السيوفي باكمله
انتم ليكم مع حد طار وجاي ياخده من اخويا ..
كان ينظر لهم پغضب وهو يجز علي اسنانه يود لو ېحطم كل ما تقع عينه عليها
حتى قطع هذا الصمت جده قائلا
ملناش طار مع حد ومحدش يقدر يمس شعره من اهل السيوفي
اللي عمل كده انا هدفنه صاحي متقلقش مش هينفد بعملته ...
دلوقتي لازم نشوف يعقوب فيه ايه .. وبعد كده انا هجيب الجبان اللي عملها .. وهدفنه تحت رجلين يا يعقوب
اشار له راكان بسبابته قائلا ودمعه حزينه فرت من عينيه
بشرف السيوفي والشاذلي اللي عملها لحسب ربنا ما خلقه
تطلع الى جلال باستفهام قائلا
قالوا لك هما فين وحالت
يتبع