وتين
والحاجه فردوس يناقشون ما فعله ركان
كانت كريمه تبكي بحرقه..
داخلها يأن فقد اهلكتها اوجاع الحياه ... لتهمس لنفسها... ليت الحنين يتوقف قليلا... لالتقط انفاسى....
اما جلال كان يقف ينظر لها بقلب مفطور على حالها لا يعرف ماذا عليه ان يتصرف ..
كانت نظراتها له تحمل اللوم والعتاب..
هتفت الحاجهفرودس مالك يا كريمه ليه بټعيطي ابنك مسيره يرجع لنا ثاني بس كل اللي حصل له ده مفيش اى حد يقدر يستحمله هو قدر يستحمله واهو رجعلنا يطمنا بعد ما كنا فقدنا الأمل...
طمني قلبك مدام اخذ وتين معاه يبقى عشان يرجع ولو قرر ميرجعش وتين هترجعه ثاني ..
تحدثت كريمه من بين شهقاتها وبكائها المرير الذي يظهر انكسار قلبها على فراق ولدها قائله
محدش هيقدر يرجعه المره دي الۏجع جاله من اكتر راجل كان بيحبه في الدنيا المره دي الۏجع جاله من ابوه احمد ابني مش هيرجع ثاني...
نزلت كلمه ابوه على قلب جلال سحقته..
بخطى متهدله اقترب منها وجثى امامها على ركبتيه وانحنى وقبل كفا يديها ومرر انامله على وجهها يجفف دموعها قائلا
انا مبسوط ان هو رجع ومش زعلان انك قولتى على احمد ابوه لان هو فعلا اللي رباه اكثر واحد في الدنيا يستحق لقب بابا...
اما انا محتاج سنين قد سنين عمره عشان أقرب منه..
انا كمان زعلان وحزين اكثر منك لان انا السبب فى اللى بيحصل له ده..
ظلت كريمه تبكي وهي تتطلع إلى جلال بحزن هاتفه
مش هسامحك لحد ما اموت علي اللي عملته فيا انا وابني..
نفضت يديه واستقامت لكى تغادر وخطت خطوتين فاقده للوعي بين زراعي جلال..
قبض على جسمها قبل ان تهوى على الأرض حملها والړعب يدب باوصاله على ما وصلت إليه..
صعد بها الي غرفتها ومعه بناتها ظل ينثر علي وجهها قطرات من البرفيوم يهمس فى اذنيها بكلمات مطمئنه حتي استفاقت لوعيها وبدات تحرك اهدابها
سحبها في احضانة يربت على ظهرها فى حنان....
جلست الحاجه فردوس وهي تتطلع لها بحزن والدموع تلمع بعينيها تهدد بالنزول تحاول التمساك امامهم لكن يعلم الله ان قلبها فاض ألما على حالهم ...
وبعدين معاكي يا ام راكان مالك يا بنتي ... ربنا عوض عليكي... وكرمك ورد عليكي ضالتك...
وفي آخر الطريق هدالك العاصي... احمدي ربنا يا كريمه وقولي ياهم ربى كبير وربنا هيشيل عنك وهيكرمك آخر كرم بجملة الصبر اصبرى وربنا هيقر عينك وقلبك بيه
هزت رأسها بالموافقة وهي يعتصر قلبها علي ابنها...
تطلعت لهم بهدوء عكس ما يجول بفكرها سحبت الغطاء عليها ودثرت نفسها تحته وطلبت منهم أن يغلقوا المصابيح...
استقامت الجده وغادرت مع حفيدتها وتركت جلال معها..
مش هقدر اعوضك عن كل اللى عشتيه بسببي.. ليزيد من ضمھا عندما شعر بارتجاف جسدها بين يديه لتفر دموعه لاول مره يشعر بفداحة ما فعله بحقها ..
نظرت الفتايات الي بعضهم بحزن ثم الى جدتهم هتفت صفا
معقوله يا تيته ابيه ركان مش هيرجع لنا تاني و كده خسرناه زي الاول....
هتفت الجده بحنان
بصي يا بنتي راكان هيرجع وزي ما ربنا رجعه زمان هيرجعه ثاني عشان خاطر الغلبانه دي اللى نايمه دموعها على خدها وقلبها مفطور عليه كله بأوان و ميعاد ربنا يهونها علينا ويرده لينا بالسلامه ..
دالوقت كل واحده
تروح تنام والصباح رباح..
اومأت لها الفتيات في صمت وذهبوا الى غرفهم.. كلا منهم يستوطن بداخلها مرارة الفراق لم يعد لديهم القدره على استيعاب ما يحدث بات وجود اخوهم فى احضانهم سراب كلما حاولو التمسك به هرب من بين ايديهم ..
لتهمس صبا محدثه نفسها بتمنى
اخى ياروح اضافيه يانسمة صيف عليله تهب على القلب لتخفف من لهيب الحزن فيه..
انتظرك فلا تخزلنى ..
انتظرك فالقلب نبضاته تائهه فى غيباك..
فيلا الشاذلي
ظل احمد جالس شارد الذهن يتطلع الى الهدوء الذى خلفته العاصفه وانصراف الجميع من حوله الذى غمره الضباب ليسدل الليل ستارة عتمته لتغيم عينيه بالدموع ينظر الى الدرج تاره وينظر الى باب الفيلا الذي خرج منه ابنه تاره اخرى
هو يعلم انه قسي عليه..
ولكن كل ما يشغل باله الآن مرض معشوقته ابرار ..
فستقام بخطى ثقيله وصعد الدرج يقف امام باب الغرفه بتردد هو يعلم أن حزنها كبير...
زفر انفاسه وادار مقبض غرفتهم وجدها تبكي وهي ساجده الى الله تناجي ربها ان يرد لها ابنها ..
هو وحده يعلم أنها لن تتحمل فراقه
جلس بجوارها ينتظرها حتي انتهت...
عندما التقت أعينهم تجاهلتها وبسطت يدها أمسكت المصحف تقرأ كلمات من الذكر الحكيم لتريح صدرها من الحزن الذى اشتد عليها ..
تركها تفعل ما تريد ظلوا علي هذا الحال لأكثر من ساعتين حتي انتهت وصعدت الي فراشها.
ولكن سلطان القلوب له رأى آخر..
مهما نعاند يرجع يحن للمعشوق ..
تجول بطرف عينيها ټخطف نظره قلبها يأكلها عليه ..
كانت ملامحه منهكه و وجهه شاحب وعيونه يكسوها الدموع التي تأبى الهطول..
نزلت من فراشها واقتربت منه بخطوات متلهفة عليه وجلست تحت اقدامه هاتفة
انت تعبان يا احمد انا هنادي الولاد ونروح المستشفى...
حدق بها