حور بقلم الكسندرا عزيز

موقع أيام نيوز


جوي جدا... بس انتي... انتي غير لما مشيت امبارح ماقدرتش انام... ماصدقت لما الصبح طلع وجيت علي طول... كنت حاسس ان في حد بيسحب روحي.. والاحساس وجعني.. ل. لاني نايم جنب مراتي وبفكر فيكي .. بس مش بطريقة وحشة.. والله.. عمري.. بس دايما جوي تقولي ان في شبه بينا.. ههه اه وسيف..ثم ازال دمعة فرت من عينيه اذ كان يتحدث وهو يبكي ويضحك في نفس الوقت

سيف كان بيسبلي كتير كان.. كان بيقولي عيونك شبهها قوي ههه صراحة احيانا كنت بخاف منه..
حتي.. حتي بنتي جت نسخة منك... وكل دا كان بالنسبالي عادي... الي ماكنش عادي.. هو احساسي بيكي الي ماكنتش عارف ولا قادر افسره... بس.. بس عرفت دلوقتي السبب.. اني ههه اني انا وانتي روح واحدة... اخوات.. اه يا حور... ثم رفع يدها ... انا مش عايز اعرف الحقيقة دلوقتي... هستناكي.. اه والله هستناكي لما تصحي.. وتفوقي وانشاء الله هنعمل العملية.. ونعرف الحقيقة مع بعض...
ايا كانت هي ايه.. المهم انك اختي وبس.. مش عايز حاجة دلوقتي غير انك تبقي كويسة.. اه... يا حور بس ابقي كويسة علشان حاسس ان روحي پتنزف..
ثم توجه بنظره لسيف.. وازداد من احتوائه ليدها
بصي يا حور سيف.. سيف الجامد بيعيط لتاني مرة علشانك.. اكيد قلبه واجعه.. وانا روحي بتروح.. اوعي اوعي تروحي.. خليكي.. اه.. ه.. اه. خليكي
لم يعد لسيف قدرة على احتمال كل هذا.. اسرع يحتضنه.. واخرج كل منهما حزنه عليها اخذا يبكيان.. ويواسيا بعضهما
بخارج الغرفه تقف ريم وبجانبها يحيى... يشاهدان ما يحدث ولكن لايستمعان.. ولكن عندما شاهدوا اڼهيار سيف... في احضام حاتم وهما الاثنان وقعا علي الارض
اڼهارت ريم باكية ليضمها يحيى.. اخذ يربت على ظهرها حتى تهدأ.. بدأت انفاسها بالهدوء
بسس اهدي...
ح.. حور. ك. . ه كبيرة
بسسس هش انتي مش قادرة تتكلمي.. اهدي شوية.. علشان نقدر نساندهم
هدأت انفاسها... ثم خرجت من حضنه ببطء.. وتلامس خده مع خدها... امتدت يده تزيل شعرها الذي التصق بدموعها... فكانا قريبان جدا من بعضهما...
تاه داخل عيناها الناعسة..الباكية...وانفها الاحمر وشعرها الذي يمسكه في يده... ازدادت سرعة انفاسه... وهي تنظر لعينيه كأن الزمن توقف هنا..
ارتفعت يده الاخري ليكوب وجهها...
تعالت انفاسهما.. حتي اصبح نفسه هو تنفسها.. والعكس... اقترب لدرجة مهلكة... هبط بنظره
اقترب واقترب حتي ينول ما خشاه منذ اشهر... اراد تذوق نعيمها..
اقترب حتي لامس..
افاقت هي ووضعت اصابعها
قبل اصابعها بشغف.. لتعمض عينيها.. لكانت خارت قواها..
ضهما اليه بشغف... وازاح شعرها.. وهمس في اذنها
انا بحبك.. وبعد ما الامور تتحل هتجوزك..
وابتعد ببطء تاركها خلفه ونظر الي الزجاج الشفاف.. الذي يفصلهم عن حور.. واضعا يديه في جيوبه.. محاولا تهدئة انفاسة.. واحجام رغبته التي طالما سيطر عليها لعدة اشهر مضت..
اما هي ما ان همس وابتعد وازالت اصابعها
حتي فتحت عينيها... ونظرت لظهره.. هل هو مچنون ام ماذا.. الم يبتعد عنها الفترة الماضية.. الم يتجاهلها كثيرة.. والان بكل شغف.. يهمس لها بكلمة تهز كيانها كله...
افاقت.. واخذت خطوة للوراء وجلست علي كرسي الاستراحة لتهدئ انفاسها المضطربة
لم يفيقا من انهيارهما الا علي همسها
س... س.. ي.. ف...
ابتعد عن حاتم وجثى علي علي ركبتيه من جهة اليمين.. بينمى اسرع حاتم لجهة اليسار..
امسك كفها واخذ وهويبكي
روحي .. حمدلله علي السلامة... حاسة بإيه... في ۏجع.. اطلب الدكتور...
ضغطت علي كفه ببطء
وابتلعت ريقها الجاف.. وحاولت نزع الاكسجين
لااا.. سيبيه..
لكنها اصرت.. فرفعه لها مجبرا
م.. ما.. تعيطش... ومسحت بكففها المرتجف احدى دمعاته
وضع لها قناع الاكسجين بسرعة
حتضر.. حاضر مش هعيط.. بس انتي ابقي كويسة..
شعرتبأحد امسك كفها الاخر.. وقبله.. التفتت برأسها لترى من هذا
وجدته حاتم في حالة لا تقل ازدراء عن سيف.. دموعه تغطى وجهه... وينظر لها كالغريق...
حاولت سحب كفها... لكنه تمسك به.. وازداد نحيبه
سيبي ايدك.. خليه ماسكها
لقد استغربت حديثه.. فهو يغار وبكثرة...
وثانية واغمضت جفنيها مرة اخري
حور.. حور..
داخل غرفة ألفت وعادل
استفاقت ألفت
عادل
انا هنا
حور
لا يعرف من منهما يحتاجه.. ولكن هما الاثنان انجرفا في البكاء
ازاي
مش عارف.. مش
يعني.. يعني.. توأم حور.. ازاي... يعني. يعني ابني..
اهدي وهنعرف كل حاجة... وهنفهم
اه.. اه.. يا ۏجع قلبي... بنتي بتروح.. ومني ليه.. ليه تقول كده..
ازداد من شدة احتضانه لها
هششش مش عارفاخرجها من حضنه. ومسح دموعه ودموعها
بصي احنا هنعمل نفسنا ماسمعناش حاجة.. هنخرج.. ونقف جنب بنتنا... لحاد ماتبقي كويسة.. وبعدين نفهم
بس.. بس مني.. ابني
مش دلوقتي... نطمن علي حور.. ونفهم
اما بغرفة منى ورأفت..
جاذبها لحضنه.. وهي لاتفعل شئ سوى البكاء
اهدي شوية.. علشان مايجرالكيش حاجة
ابني... ابني.. خسرته.. خ..
لا.. ماتقوليش كده.. هيفضل ابننا مهما حصل
بصته.. بصته.. وبسؤاله.. وو... ولسه لما يعرف.. لما يعرفوا الحقيقة... خسرنا.. خسرنا كله
وازداد بكائها.. ليزيد من احتضانها... وتنزل دموعه
فهو يعلم تمام العلم بأن ماحدث لاشئ مقارنة بالآتي.. سيخروا فعلا... دعى من قلبه.. ان يحدث العكس..
بعد ان تطابقت نتائج التحاليل... تقرر موعد العملية
والان يتجهز حاتم
جاءت جوي وهي تحمل جين..
بعد ان تجهز وجلس علي سريره
جلست جوي بداخل حضنه.. واحمل ابنتها.. وتركم الجنيع وخرجوا
اوعي ټعيطي
بينما كانت قد اڼفجرت في البكاء..
ليه.. ليه العياط.. ومسح دموعها... دي حاجة بسيطة.. هدي حتة مني للختي.. وبس..
قالها پألم
فاحتضنته.. فشدد علي احتضانها
لو ماخرجتش..
لأ
اسمعيني.. لو ماخرجتش.. خدي بالك من جين.. وسيف هيحبها زي بنته... وعاملي اهلي زي ما كنتي بتعامليهم زي اهلك بالظبط... ههههه هو انا مش عارف انه فيهم.. بس عاملي الكل كويس جدا.. وح.. وحور ماطلعتش شبهها بس.. طلعت توأمها.. طلعت هي الحته الناقصة الي بتكمل روحي
خرجت من حضنه
لا انت هترجعلي.. وترجع لجين.. ولحبنا... اوعي.. اوعي تبعد.. هروح ورام.. اه انا قلت لك... لازم ترجع انت وحور.. وقول لها الكلام دا بنفسك...
نزلت دموعه ودموعها عنها... وقبل جين وضمھا واستنشق عطرها الاخاذ... ولكنها كانت غافية...
دخلوا عليه. ومعهم الطبيب.. لم يقترب من احد ولم يسلم علي احد... فقد نظر بعينيه.. لوالديه ايا منهما هم الاربعة.. عيونه تحكي.. وهم يزرفان الدموع.. ننهما من يبكي ندما.. وحزنا علي فقده.. ومنهما من يبكي علي عدم قدرته علي الاقتراب..
نظرت له ريم.. واماءت له بابتسامة... ويحيى نطر في عينيه.. كأنه يسانده بهذه النظره
اما سيف الذي تستند علي الباب.. اجتذبه لحضنه وهو يخرج
خلي بالك من مرات اخوك واختك
همس له فقط بهذه الجملة وخرج من المشفي بكاملها..
جهزوا.. ودخل حاتم وحور غرفة العمليات.
اخذ ينظر لها وهو يذهب في خيالاته تأثيرا بالبنج... وابتسم اخيرا.. وواغلق عينيه..
وبدأت العملية
الكل خلف باب غرفة العمليام منذ ساعات... وسيف
جالس بعيد عنهم.. لم يقترب منه احد ولم يحاولوا.. فلقد كانت عيناه قاټلة..
كل منهم يبكي في صمت ومنهم من يقرأ القرآن.. فعادل ومنى يعرفان ان فقداهما.. فقد خسرا ابنيها.. واحد بجسده والثاني سيعيش مېت
اما ألفت وعادل.. توأمهما في الداخل.. يريدان استرجاع حقهما.. يريدان صغيرتهما... ويريدان ابنهما ليأخذاه في احضانهما ينعمان بعبيره
ريم خائڤة علي حور.. وايضا من اڼهيار رفيق دربها... جوي تجلس حاضنة ابنتها تبكي في صمت وتستنشق رائحتها.. التي تذكرها به
يحيى يقف مساندا للكل.. لقد عاش مثل هذا التجربه من قبل.. يعرف تمام المعرفة ماذا يشعرون..
اخيرا فتح باب العمليا ليخرج منهزالطبيب بإنهاك..
تقدم منه الجميع وفي مقدمتهم سيف
ينتظرون الجملة التي ستنهي حياتهم..ام ستعيدها.
حور هانم حاليا كويسة
ابتلع ريقه بصعوبة.. بس للأسف حاتم بيه
الفصل
الكل مترقب في صمت كالصقيع.. منتظرين تكملة الاجابة
بس للاسف حاتم باشا قلبه وقف مرتين اثناء العملية.. ودخل في غيبوبة.. ربنا وحده الي يعلم امتى هيفوق منها.. من بعد ماعملنا الزراعة.. وهو تحس جسمه رفض الحياه.. عملنا الي علينا وادعوله
خبطة في الأرض.. هي التي سمعوها انها جوي لم تحتمل فغابت عن الوعي وحمدا لله انها وضعت جين النائمة علي الكرسي لتقف وتسمع اخبار العملية...
كانت منى ستقع لولا يد رأفت التي انقذتها.. تقابلت نظرتهما حاملة كل حزن العالم
ألفت فرحت للاطمئنان علي ابنتها..
ولكن ما حدث معه.. الغى هذه الفرحة لتحل دونها تعاسة لا مثيل لها.. تقف هي وعادل ممسكين بأدي يعضهم.. يستمدون القوة من هذه الرابطة.. دموعهم نزلت في صمت..
هرول يحيى ليحمل جوي لاقرب غرفة لافاقتها
ريم حملت جين التي بدأت في الاستيقاظ والبكاء
اما الجبل سيف.. اسند علي الحائط خلفه.. وسحب جسده للاسفل كما تسحب الروح... واستند بظهره علي الحائط وارجله مفرودة... واخذ يضرب رأسه في الحائط ببطء
الكل يتمنى ان ينتهي هذا الکابوس
مر يومان... حور مازالت غافية لكن كل شئ بخير.. حاتم في غيبوبته لايريد التراجع.. لا يريد الرجوع لهم.. يعيش في احلام جميلة.. ويشعر بها كأنها حقيقة
فافت جوي وتمسكت بابنتها.. وعملت بنصيحة زوجها.. وتم تخصيص غرفة لها ولجين لتبقي قريبه منه
اما الاباء والامهات.. تشعر بأن بينهم اتفاق ضمني.. لم يتحدثوا مع بعضهم لا في حال ااولادهم ولا في اي شئ
ألفت وعادل ما ان رأوهم ينسحبان من المكان فورا...
لم يعودا معهم الي الفيلا.. ولكن ذهبا الي شقة لسيف... والكل لايمشي الا بالحرس..
اخذت ريم اجازة من عملها وظلت بجانبهم..
يحيى يشعر بهم.. يحاول احتواء الجميع والتخفيف عنهم وخاصة صغيرته
اما سيف لم يتحدث ولا كلمة مع احد.. فقط ينظر للاثنان القابعان داخل غرفة العناية.. ولا حول له ولا قوة
الكل.. بالحرس.. بالامن... خائڤ من هذا الهدوء.. انه الهدوء الذي يسبق العاصفة.. لقد توقع الكل.. ان ېحرق العالم.. لكنه لم يفعل.. لم يغمض له جفن
وبالنسبة لمكانة سيف... انقلب الوسط سواء من اعلام او امن او مخابرات او وسط رجال الاعمال..
الكل متحفز.. لا احد يعلم ماذا سيحدث.. ان الصقر جريح.. وسوف ېحرق كل من كان له صلة بهذا الموضوع.. جاهد رجال الشرطة والامن للحديث معه لكن دون جدوى... بحثوا كثيرا عن من اطلق النر.. لو يجدوه... لا يعرفون انه تحت رحمته..
لا احد يعلم شئ.. لا اخبار تسرب... المستشفى ملكه.. افرغ جناح كامل لهم.. لا احد يدخل سوي الموثق بهمسواء اطباء او ممرضين او عمال نظافة.. لديه سجلات الجميع.. لا احد يعلم ان اخيه في غيبوبة.. كل مايراه الماس من الخارج... ان زوجته اصيبت .. كان هو الهدف.. لكن... وحالتها سيئة.. يتركز الاعلام خارج حدود المشفى املا في التقاط صورة.. واحدة لاخذ سبق صحفي
نظرا لمكانة سيف الكبيرة.. وخدماته في مساعدة وطنه..
جاء اليوم لواء كبير..
ازيك يا يحيى
تمام يا فندم
ليك وحشة والله يا يحيى.. ما بتسألش علي استاذك ليه
اعذرني يا فندم.. حضرتك عارف
ربت علي كتفه.. فهو كان قائد يحيى.. ويعرف سيف معرفة شخصية... اتي اليوم وخلف حرسه لاحديث معه
فين سيف يا يحيى
ابتلع ريقه ورد
.. يا فندم سيف مااتكلمش مع حد بقاله يومين.. ومش راضي يقابل حد.. وحضرتك عارف
قوله كامل النجدي.. وبس
دخل كامل مكتب لاحد الطباء في الجناح الذي خصصه سيف.. وانتطر حضوره
دقائق قليلة.. ووجد الباب يفتح ويطل منه سيف.. وغم مصابه ..
الا ان
 

تم نسخ الرابط