الجزء الثاني بقلم مني الغوالي
المحتويات
أن الكلام اللى هأقوله صعب وخصوصا وأنا مصدقت ربنا لطف بكي بس معنديش حل تاني بصراحة صبرى قبل مايسافر اهتمت بكل كيانها للحديث بعد أن أتت حماتها على ذكره لتتلعثم دعاء رغم جبروتها وهي لا تستطيع توقع رد فعلها فيما هو آت بصراحه بقى.. أنت عارفة أن ناصر كان عايز يبيع البيت عشان يحضر مصاريف السفر.. وأنا بوظت له البيعه كذا مرة.. فهو يعنى.. بالتوكيل اللى معه مننا كلنا خد.. خد فلوس من البنك بضمان البيت وسافر وما دفعش الأقساط وووو.. والبنك بعت انذار أنه هيحجز على البيت.
دعاء نافذة الصبر لا حول ولا قوة الا بالله يا بنتى ركزى ناصر مين اللى أبعت له يلحقنا وهو اللى ورطنا أصلا وبعدين أبعت له فين وهو مقالش على البلد اللى مسافرها وعرفتها بالعافية من منيرة أم المحروسة اللي اتجوزها.
دعاء محتدة وقد أدركت أن لينها سيفتح باب جدال لا ينتهي لتعود لجبروتها باسرع مما تخيلت لا بقولك أيه أنا عمالة أكلمك بالذوق وأدادي فيكي وأقول خفي عليها بكفايها المصاېب نازلة ترخ على دماغها لكن هتسوقي فى دور الدروشة بتاعك ده كتير مش هاستحملك أكتر من كده أنا اللي في مكفيني وكل واحد يشيل شيلته.
دعاء حانقة أنا من يوم ماجانى الأنذار وأنا عمالة أدورها فى دماغى ملقيتش غير حل واحد پحقد مع أنى كنت أتمنى أموت ولا أمد لها أيدى زفرت بقوة لكن أيه اللى رماك المر قالوا اللى أمر منه الزفتة اللي اسمها ابتسام هى صحيح سماوية ومابتحبناش لكن أنا متأكدة أنك لو طلبتي مساعدتها مش هتتأخر ده غير أننا مش بنشحت منها الخمسين الف اللي لهفتهم عشان تغور من هنا دول حقنا ده غير انها عانس ولا عندها عيل ولا تيه وبتشتغل من يوم ما اتخرجت يعنى على قلبها قد كده روحى وخدى منها اللى تقدرى عليه نفك به زنقتنا.
دعاء ثائرة وهي تتذكر موقف ابنتيها منها ولا تجد منفس لڠضبها سوى تلك المسكينة ناصحة أنت قوى وجبتى التايهة سحر وسمر مين اللى هيدوكى دهبهم بمرارة سمر وسحر أتخانقوا معايا وقاطعونى لما عرفوا موضوع القرض لأني أنا اللي غصبتهم يعملوا توكيل لناصر بميراثهم وهددتهم أني هاغضب عليهم لو مكبروش بأخوهم الراجل وكمان من ورا أجوازهم ودلوقتى هما خايفين على خړاب بيوتهم وبيقولوا أن أنا السبب وأنى طول عمرى مفضله هوعليهم وضيعت حقهم فى الأول والأخر.
دعاء زاجرة وهي توكز كتفها پعنف خوفا أن تفلت خيوط دميتها من يدها أيه عايزة تقلبى عليا أنت كمان طيب هما خايفين من أجوازهم لكن ده جوزك وولى أمرك وطبيعى تسلميه حالك كله بخبث وبعدين سمر وسحر مالهم بالبيت هما متعززين فى بيوتهم مع ولادهم أنت اللى هتطردي بولادك من هنا يعني أنت اللى لازم تتصرفى بس قولى يارب تعرفي تقابليها وتتصرف لك قبل ما تخلص مهلة البنك.
دعاء راضية لإستعادتها لخضوعها لها فى شغلها الحمد لله أني جبت عنوانه لما بعت لها المحضر على هناك آمرة أوعى حسك عينك تجيبي سيرتى ولا أوعي تقولي لها أن أنا اللى أديتك العنوان ولا أني عارفة أنك هتقابليها كفاية قوى أن جيت على كرامتي وهسيبك تروحى لها.
أومأت برأسها ببطء وهى تحبس دمعتها فحماتها تصون كرامتها وتبعث بها لأمرأة لطالما منعتها من محادثتها تستجديها دون اعتبار لكرامتها هي ولكن منذ متى كان لها كرامة فمنذ ۏفاة والدتها وهي ابنة ست سنوات كان والدها يتركها ببيت عمها لحين عودته وكانت زوجة عمها تجبرها على خدمة ابنها المدلل وتحمل إهاناته وعندما كان يقسو عليها فتذهب باكية لجدتها كانت تعنفها وتضحك وهى تقول ده الحيلة ديك البرابر حتى تعودت على خدمته وتحكماته لتصبح بلا كرامة مجرد جارية فى حاشيته مثلها مثل شقيقاته لتصبح بعد ذلك وبعد ۏفاة والدها جاريته الوحيدة بعد زواج شقيقاته وزواجه هو منها.
قطعت حماتها عليها أفكارها عندما أمتدت يدها إليها تلكزها وهى تقول هى يابنتى رحتى فين آمرة جهزي نفسك واتصلي بشغلك خدي بكرة اجازة ونامي بدري عشان تروحي لها الصبح بدري يمكن ترجعي بالفلوس ونخلص من الهم ده مھددة وبقولك من دلوقتى متديهاش ودنك دى ست حقودة وكدابة تسمعى لها من ودن وتخرجى كلامها من الودن التانية المهم تشوفى هتقدري تجيبي منها ايه ولو لك عند الكلب حاجة قوله يا سيدي.
في الصباح الباكر أمام احد المباني الحكومية.
وقفت نهى تتطلع حولها بارتباك وزفرت بتوتر وهي ترى ابتسام آتية باتجاهها لتلاحظها ابتسام بدورها لتنظر إليها للحظة بدهشة ثم نطق وجهها بكل آيات السعادة والحنو وهى تهرول لإحتضانها وهي تهتف نهى حبيبة قلبي زادت من ضغطها فى حضنها أنا مش مصدقة نفسي ياه ربنا أستجاب لدعاي وشوفتك تاني أخرجتها من حضنها يا خبر فرحتى خليتني نسيت أن احنا في الشارع استنيني هنا خمس دقايق أخد النهاردة أجازة وأرجع لك علطول نروح نقعد في حتة براحتنا تركتها مهرولة ثم التفتت بسرعة وبلهفة استنيني أوعي تمشي دقيقة وراجعة.
زفرت نهى براحة لمعاملة ابتسام الودودة وسعادتها بهذا القدر لرؤيتها فهذا قد يخفف من حرجها حين تبدأ في الحديث بالأمر الذي أتت من أجله عاد توترها وهي ترى عودة ابتسام السريعة وكأنها كانت تخشى مغادرتها لتقوم باصطحابها لشقتها الجديدة دون أن تجرؤ نهى البدء بالحديث.
ابتسام سعيدة وهي تتقدمها للشقة نورتيني يا نهى كنت خاېفة أنك تمشي وحشتيني قوي يا قلبي.
نهى خجلة من حفاوة تلك المرأة متشكرة جدا بصراحة أنا كنت خاېفة أن حضرتك تضايقي لما تشوفيني لأن أخر مرة ساعدتيني اتسببت لك بمشاكل كتير لحد ما سيبتي البيت.
ابتسام معتذرة أنا لو نادمانة على حاجة يبقى أني سكت طول الفترة دي ومساعدتكش من زمان وأنا شايفكي بتتبهدلي قدامي بس اعذريني يا بنتي ڠصب عني والله أنت متعرفيش دعاء عملت في أيه زمان لما حاولت أساعدك.
نهى بحزن وهي تجلس بجوارها على الأريكة لا عرفت يا طنط بعد مساعدتك لي بفترة قابلت جارتنا القديمة طنط منى وحكيت لي عن صداقتك أنت وماما والفضايح والمشاكل اللي سببتها لك مرات عمي لما حاولتي تتكلمي مع بابا عشاني.
متابعة القراءة