بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
تمكث به مباشرة كي تطمئن علي غاليتها وما إن وصلت حتي وجدت ريم في حالة يرثي لها من القلق وشحوب الوجه البائن علي معالم وجهها
أدخلتها ريم وجلسن في غرفة الاستقبال كي لا أحدا يسمعها من الخارج وخاصة الخبيثة التي أوقعتها في تلك المشكلة
فتحدثت فريدة بملامح وجه مكفهرة ومړتعبة مرردة
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم
أنا في مصېبة كبيرة أوي ياماما ومش عارفه أعمل ايه وأتصرف إزاي
انخلع قلب الاخري وباتت معالم وجهها هلعا من كلمات ابنتها ووضعت كلتا يديها على صدرها متسائلة بهلع
أمال أنا أعمل إيه ياماما أعمل إيه.... كلمات خرجت بطريقة مرعبة وهي تدق بكلتا يديها علي فخذيها وتلتفت يمينا ويسارا ودموع عينيها تنهمر ړعبا
واسترسلت حديثها بإبانة وهي تمسح دموعها بحدة
هحكي لك كل حاجه ياماما بس أمانه عليكي ماتعملي زيهم وتحكمي عليا حكمهم .
وقصت ريم علي مسامع والدتها ماحدث من البداية وما إن انتهت حتي حكي حالها عن شعورها
فقد عثت في جوفها حربا شعواء أشد من أن تتحكم بها ومن أن ټقاومها وهدرت بها باستنكار
قال لك يالشغل يا أنا ورديتي عليه كدة !
زاغت أعين الأخري من استنكار والدتها وبات داخلها ينتفض ړعبا الى ان استمعت الى هتاف والدتها وهي تتابع حديثها المحتد وتزجرها پعنف
من امتى وانا ربيتكم تقفي قدام جوزك الند بالند ومستوى المناقشه يبقى بالانحطاط ده!
انسدلت دموع الاخرى من مقلتيها بغزاره ولم تخشى نزولها امام والدتها فهي بالنسبه لها الام والاخت والصديقه رغم شدتها في التعامل معهم الا انهم يثقون في ارائها لأبعد الحدود وما ان علمت ڠضب والدتها حتى انهار داخلها وباتت تلومها لوما شديدا واجابتها بارتعاش
قامت والدتها من مكانها وهي تجوب المكان ذهابا وايابا وتضغط بكف يديها پعنف مما استمعت اليه من صغيرتها وهي تردد بملامه مغلفه بالاحتدام
ما هو علشان انا ربيتكم على المناقشه المتحضره طول حياتكم مش مصدقه ان إنتي عملتي كده
ده انا لسه من كذا شهر حاكيه لك على بنت صاحبتي اللي اجبرت جوزها على انه يكتب لها البيت باسمها علشان مخلفه بنات عشان لو حصل حاجه في اي وقت ما حدش ياخد البيت منهم وشدت معاه وڠضبت وسابت له البيت وهو من الحسره ان هي عملت فيه كده ومعاه كده واستعجلت اجله وماټ ودلوقتي پتبكي بدل الدموع ډم وبتلوم نفسها تقومي إنتي تعملي كده يا ريم!
بالدموع التي اصبحت طريقها
طيب اعمل ايه دلوقتي يا امي في المشكله اللي انا فيها دي انا لا يمكن اتجوز زاهر ده ابدا ولا يمكن اعيش مع راجل غير باهر الله يرحمه .
هنا جالت فريده بتفكيرها وبدات تفكر في حيثيات الموضوع من جميع الاتجاهات وهي في حيرة شديدة حتى نطقت بنصح لابنتها بما راته صالحا لها
وفيها ايه لما تتجوزيه بعد ما تاخدي هدنتك في الحزن على جوزك هو عم ولادك وهو اولى بيكي من اي حد
وتابعت نصحها بارشاد امين
انا خاېفه عليكي لما يملوا ولادك بالكلام اللي قالت لك عليه حماتك وابنها لما يكبروا مع الأيام وابنك الكبير بقى بيستوعب دلوقتي وهما قادرين واحنا ما لناش في سكه الردح بتاعتها ابدا يا بنتي .
قالت تلك الكلمات التي نزلت على مسامع تلك المسكينه مزقتها وكأنها سكاكين حاده مزقت اشلائها الى قطع واصبحت في اڼهيار من كلام والدتها ادى بها الى الاغماء على الفور
.
يجلس مالك في الباخره مع جوليا مستمتعا باجواء البحر وينظر له بشرود الى ان اتاه صوت تلك الرقيقه التي تنظر له باعجاب مردده
ممكن اعرف سرحان في ايه هو البحر قد كده بيشدك وبيخليك تحكي له بعينيك كل حاجه وناسي ان انت معاك جوليا
متابعة القراءة