رواية اسلام بقلم سارة منصور

موقع أيام نيوز


الطريق الوعر الذي كانت تخطو فيه طوال حياتها 
قلبها أصبح ينبض فقط مټألما بذكرياته ألما لذيذ المذاق ينعش كيانها 
علمت أن هذا الاسبوع داوى چراحها وجعلها تتعرف على مايريده حقا 
وقفت ياسمين أمام رامي عند ذلك البيت المجاور بأرضيته المليئة بالعشب الباهت الذي تدهور بسبب عوامل الجو وأمام الأرجوحة الخشبية التى تحمل ذكرياتهما وتحت ضوء الشمس البرتقالية التى تسبح فى أنحاء السماء وتطبع بلونها على السحب الخفيفة 

_ أنا أسفه يارامي أنا مش هقدر أقبل مشاعرك  
كل لحظة اتمنيتك تبقي قدامي كنت بلاقي شخص تاني دايما ماسبنيش فى كل لحظة وقف جنبي بدون حتى ما أسال عليه أو لأطلب منه اقتحم حياتي بدون كلمة أنا كل حاجه فرحتني كانت منه واهتمامه إهتمامه حتى بأدق الامور عشان بس يسعدني  
انا فعلا مكنش اتخيل انه يعمل عشاني كدا  
وكان  
أنت كان بينك وبينه خطوة واحدة بس  
الفرق بينكم أنه دخل حياتي بدون حتى ما أسمحله بالعكس أنا كنت بقفلها فى وشه دايما 
عمرى ماحسيت معاه بالنقص  
أنا بمشي معاه مبكونش خاېفة من حد  
مرت الكلمات الى أذناه پصدمة وخوف وهو يرى حبه يضيع من أمامه فهتف پغضب مقاطعا لكلامها ودموعهما تهرب من عيناهما بغزارة 
_ مين هو مين أنطقى  
_ مش مهم هو مين المهم أنك تنساني أنا قلبي مش ليك قلبي لحد تانى لشخص يستاهلنى وتعب عشانى كتير 
_ كفايا أنت بتوجعيني قالها وهو يشعر بأنه يفقد أنفاسه الأخيرة وشعور الندم يحيطه من كل مكان 
ظلت تلقى اليه كلمات تعلم أنها تذبح قلبه فزادت أكثر حتى تجعله يكرها وينسي أمرها  
لكنها أخطات بتقديرها  
طلبت منه أن يعيدها الى المنزل الأن بأقصي سرعة لكنه رفض  
وفى الصباح الباكر تسللت الى الخارج المنزل وكلما ترى شخص تسأله عن أماكن مواقف السيارات 
قلبها شغوف مليء بمشاعر دافئة تذكرها بكافة كلمات أدم الشاعرية التى تذوقت منها وبات داخلها حلاوة مشاعر الكلمات و هداياه التى كانت سببا فى حب نفسها  
فكيف لقلبها أن يكفر عن حبه الكبير لها  
ام انها كانت 
طوال الطريق لايرحمها عقلها عن التفكير به ولا من لمساته 
مرت خمس ساعات كاملة حتى وصلت الى المنزل لتدخله بحماس تبحث بعيناها عنه فى ارجاء المنزل لكن المنزل فارغا  
جلست فى حديقة المنزل تنتظر قدومهم وعلى وجهها الندم يسطو عليها فرؤيه المنزل خاليا أمر أرعبها حقا  
خاڤت من تفكيرهم ومن رؤيتهم لها بنظرة سيئة والأكثر إعتقاد أدم بها 
رأت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت اليها لترى نادر يخرج من السيارة ويهرع اليها 
_ ياسمين كنت فين قلقتينا عليك أسبوع كامل بره البيت 
_ أنا كويسة فين عمى و أدم 
_ بابا ياعيني هو أدم مسبوش مكان غير لما دوروا عليك فيه وبالذات أدم مكنش بينام فى البيت  
حرام عليك اللى عملتيه فيه يعني مش عارفه أنه بيحبك مفكرتش فيه 
حتى كنت تقولى لعمك 
_ أنا أسفه  
رفع نادر هاتفه يتصل بوالده ويطمئنه على ياسمين ويتصل با أدم  
واخبرت عمها أنها كانت برحلة مع أحدى صديقاتها  
_ أنا غلطت سامحني ياعمي 
لم يعلق عمها على كلماتها فقد اعتقد انها هربت لتذهق روحها بسبب مامرت به وعندما رأها اطمئن فقال 
_ يابنتي أنا مسمحك بس إزاى تقلقينا بالشكل دا إزاى مفكرتيش فينا  
ولا إنت مش شيفانا أهلك  
_ أنا أسفه أسفة  
هنا دخل أدم الى المنزل وهو يوصد باب المخرج وراءه  
تقابلت أعينهم لوهلة لكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخرى  
دهشت من نظراته الصلبة المريرة فكيف لهذا الڠضب الكبير أن يسكن عيناه ويلقيه اليها فقط بنظرة واحدة 
حتى شعرت بالخۏف  
مضي شهر كامل بدون كلمة واحدة من أدم كلما تراه تقف وتنظر اليه تنتظر منه كلمة أى أى شئ لكن لا يعطي لها بالا  
كزت على أسنانها وهى تراه بهذا البرود فقالت هامسة الى نفسها 
_ ماشي يا
أدم أنت اللى خسران هنشوف مين اللى هيستحمل يبعد عن التاني  
وتمضي الأيام  
وإنتهت السنة الدراسية وبدأت الأجازة الكبرى إختارت أن تذهب الى عمها وهو جالس مع أدم فى مكتبه 
قامت بطرق الباب ثم دخلت شعرت بالضيق من أدم ومن عيناه الباردة 
فقالت بثقة 
_ عمى أنا هاروح أعيش مع صحبتي بيتها جنب الجامعة 
قام أدم من مجلسه ليقول بنبرة حادة قاطعا لكلمة والده 
_ معدناش بنات تبات برة البيت ولا أنت ختى على كدا  
_ ملكش دعوة أنا بتكلم مع عمي  
_ تعالى ياياسمين يابنتي أعدى وروح أنت أعمل اللى قولتلك عليه 
كز على اسنانه ليعود بريق عيناه مرة أخرى بمشاعره الذي أخفاها طويلا 
لم تعرف أن قلبها سيرفرف من السعادة وهو ينهرها بتلك الطريقة 
فذهبت الى عمها تجلس بقربه ليعطي لها بطاقة تبدو كبطاقة شخصية  
_ شوفتى بطاقتك الجديدة
 

تم نسخ الرابط