رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مامؤن

موقع أيام نيوز

به و من خلفها رانيا التي شعرت بطيبة قلبها و وقفت تحضر معها الأشياء.
شذي عايزاكي ماتزعليش من مالك و تاخديه بالمسايسه مالك طيب بس مندفع.
شذى پبكاء
مندفع ايه بس ده صعب صعب اوي انا من يوم ما جينا هنا و انا مش عارفة اتعامل معاه هابقى مراته ازاي بس دانا بخاف من كلامه.
انتي بتحبيه و لا لاء
احنت رأسها بخجل و همست 
بصراحه ايوة.
عايزة تتجوزيه و لا لاء
عايزة.
رانيا بضحك 
يبقى هايحصل انا و خالتك معاكي و بالتخطيط هاتخليه يحبك اكتر ما بتحبيه كمان.
يلاااااا يا شذييييييييي....
اتاها صوته الجاهور كالأعصار من الاعلي
لتصرخ و هي تحمل كوب العصير...
ايووووه دا اللي هايحبني دا هايدبحني قبل
مايتجوزني و ربنا.
صعدت اليه بيد مرتجفة ناولته كوب العصير.
بدء في روي ظمأ والدته التي بدئت تستعيد وعيها رويدا رويدا.
تقبلت مجيدة من يده العصير و اشار لتلك الواقفة بجانبه بأن تجلس مكانه مفسحا لها الطريق.
أعطاها الكوب في يدها لتكمل ما بدئه واحضر هو قلم الأنسولين الخاص بوالدته ركع ارضا ليكون بمستوى الفراش.
غرز سن القلم في ذراعها معطيها جرعتها الصباحية والتي تغاضت عن أخذها لتشعل قلبه من الخۏف عليها.
وقبل ان يقف أمسكت والدته كف يده و وضعته على يد شذى وبصوت ضعيف قالت..
انا وابوك وحتى خالتك اللي انت شايفها قصادك صغيرة دي..
مش هانعيش ليكم
قد اللي احنا عشناه...
شذى يتيمة ملهاش ضهر تتسند عليه عايزاك تكون ضهرها يا مالك.
تحميها من غدر الزمن تتقي ربنا فيها عايزاك قبل ما تعاملها على انها مراتك تكون اب ليها
طبعها بطبعك وخليها تسمع كلامك بس برضو خليك حنين عليها دلعها وحسسها انها بنتك يا واد.
ابتسم على تفكير والدته و ضحك الجميع وأكملت هي..
اوعدني انك هتكون امانها وسندها في الدنيا عمرك ما هتيجي عليها ولا تظلمها.
احنى رأسه على كف يدها و ترقرت الدموع في عينه.
ربنا يخليكي انتي ليا يا حبيبتي و مايحرمنيش منك ابدا.
مجيدة بمشاكسه
هايحرمك يا... امك هو في حد بيخلل فيها يا واد ما تقوله يا شيخ حسان.
الټفتو جميعا اليه ليجدوه يجلس على المقعد بالركن المقابل لها عينه تزرف الدمع في صمت.
لكنه تخلى عن صمته وهتف لأبنه.
اسمع كلام والدتك و اعملها اللي عايزاه انا 
مش حمل اني اشوفها راقده قصاد عيني تاني.
ربنا يجعل يومي قبل يومك يا مجيدة.
ولا ان قلبي يتوجع عليكي كده.
مجيدة بمرح
يا راجل اختشي مش قصاد العيال ماتوعدني بقى يا مالك وتخلصني يوه.
مالك بضحك مقبلا رأسها
اوعدك يا مجيدة يا سكر قلبي انتي.
حضر المأذون واستقبله مالك واجلسه مع صديقه وصعد إلى غرفة والده المغلقه عليهم
دق مالك باب الغرفه فاتحا اياه أستمع الي نقاشهم الحاد.
مجيدة بصخب واضح
بتقول لابنك نفذ لها رغبتها ومتزعلهاش وانت بتوجع قلبي معاك اهو.
ممكن تفهموني الخڼاقه المره دي على ايه ولا انا بسأل ليه ما هو اكيد شذي!
اللي قلبت حال البيت ده من ساعة ما دخلته هي السبب...
لم تعيره مجيدة اهتمام و اكملت
بقى في اب في الدنيا كلها ابنه بيكتب كتابه وهو مش موجود طب روحو كلكم اكتبو الكتاب في المسجد.
عشان خاطري لو بتحبني بجد نفذلي طلبي.
طب إلهي يارب ما اوعي....
الشيخ حسان بلهفه
خلاص اسكتي اياكي تدعي على نفسك.
بس لازم تفهمي اني اصلا مش راضي عن كل اللي بتعمليه ده.
انا واحد كنت اتمنى اجوز ابني واحده تليق بمقامه اقله تبقى دكتورة زيه مش بنت محمد العسال يا مجيدة.
وهتفت 
معلش بقى نصيبه جيه كده احمد ربنا
انها قبلت بيه سيادة الدكتور اللي قرب يخلص التلاتين
مالك بضحك
قصدك تقولي عليا عنست يعني ماشي يا ام مالك على العموم انا جيت اقولكم ان المأذون جيه تحت.
مجيدة بلهفه 
كده طب اجري يا ولا اندهلي خالتك ورانيا من أوضة شذي و ابقي طيب خاطر عروستك.
اللي مابطلتش عياط دي وخد بطاقتها منها وحصل ابوك على تحت.
ماتيلا يا اخويا انت و هو انتو مالكم واقفين جانبي زي اسدين قصر النيل كده ليه.
صفق الشيخ حسان يديه ببعضهما وهو يحوقل بينما ضحك مالك و خرج خلف ابيه ليفعل لها ما طلبته...
دق بابهم و فتحه ثم هتف.
خالتي امي عايزكي عندها انتي و رانيا.
حاضر يا مالك رانيا بس هتغير لشذي على چرح رجلها و هنروحلها.
سيبيها يا رانيا انا هكملها روحو بس شوفو ماما اصل المأذون جيه تحت وهي عايزاكم تساعدوها.
حاضر ياحبيبي تعالي معايا يا رانيا 
تركو لهم الغرفة وذهبو.
جلس مكان صديقته وكشف عن قدمها الا انها وبعين مازلت تذرف الدمع خبئت قدمها تحت اسدالها وضمت اياها الي صدرها.
واذا به يمد يده و يسحب قدمها بقوه و يرفعها على فخذه.
شذي پخوف منه
اوعي سيب رجلي..
مالك پعنف
لاء مش هاسبها اصلا خلاص كلها نص ساعة وهتبقى كلك على بعضك ملكي.
مش ده اللي انتي عايزاه وعملتي الفيلم دا كله عشان توصلي ليه اهو نجحتي في انك توصلي..
برافو شذى قابلي بقى اللى هاتشوفيه مني.
شذي پبكاء
اه سيب رجلي
انت مش شايفها بتجيب ډم ازاي ابعد بقى عني و سيبني في حالي لا عايزاك تعالجني ولا عايزاك تتجوزني كمان.
كانت كل كلمه تلقيها عليه تطرق معها لكمه ضعيفه من يدها على صدره و كتفه 
ليربط جرحها جيدا ويمسك معصميها ويضعهم خلف ظهرها.
كانت شبه جالسه على قدمه بين احضانه الان.
مالك ناظرا في عينيها بقوة
وحياة من صور جمالك ده لاتجوزك و اعلمك الأدب يا شذى و حياة حمار خدودك ولون عنيكي اللي زي ماية البحر الصافية دي لهكون معاكي حتى في أحلامك.
تركها من بين براثن يده واعدلها على الفراش ملقي عليها اوامره.
بطلي عياط.
حاضر
والألوان اللي انتي ملونه بيها ضوافرك دي تتمسح..
حاضر
رجلك ماتلمسش الأرض ولا تقفي عليها عشان بعد ما اخلص والناس تمشي هخيطهالك.
صعقټ مما قاله لكنها بالاخير همست پخوف..
حاضر
بطاقتك فين
حاضر
ايه
اااقصدي في شنطتي
توجه نحو ما أشارت وجذب حقيبتها واحضرها لها لتجلب له بطاقة الهوية تبعها وتعطيها له.
أخذها منها واتجه للخارج دون أن يتحدث مره ثانية
تمت الزيجة واصبحت في عصمته وقفت السيدة مجيدة متكأه على يد اختها تصدح الزغاريط أمام المنزل تعلن عن عقد قران فلذة كبدها وتستقبل التهاني من النساء.
الجميع سعداء حتى ابيه الذي بدا بالأصل معارضا الا انه عند نطق الشيخ بتلك الكلمه لأبنهبارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكم في خير لم تسعه الدنيا فرحا وظل يحتضنه ويهنئه بكل سعادة.
وبعدها تركهم يفعلون ما يشائون وجلس بوجه عابس
جلس صديقه بجانبه يمرح معه يحاول ان يجذبه من عبوثه هذا.
حسام
الف مبروك يا حبيبي اخيرا فرحت فيك وشوفتك عريس.
لم ينطق بكلمه واكتفى بأن رجع للخلف مستندا بظهره على مقعده ناظرا اياه بجدية.
التمس حسام مدى جديته وعلم انه غير راضي.
شكلك مش عجبك الوضع
تفتكر هيفرق كتير
بس خلاص انت قبلت ومضيت على العقد وانا شايف ان البنت مش وحشه بالعكس دي...
مالك بتحذير
حسااام
حسام بمرح 
الله طب ما احنا بنغير اهو اومال في ايه بقى.
مش غيرة بس خلاص بقت في عصمتي وانا ماحبش حد يبص لحاجه ملكي وبعدين ما تغض بصرك بقى يا اخي ولا مراتك مش مالية عينك.
ههههه حاضر يا سيدي هاغض بصري وعلى فكره مراتي حبت مراتك أوي وبقت صاحبتها.
وقاعدة بتديها وصايه الحياه الزوجية فوق دلوقتي وهي بتخيط لها الچرح.
وكأن أفعى كبري اقتربت منه ولدغته انفزع من علي مقعده و توجه نحو الدرج تاركا صديقه مندهشا.
حسام الله مالك يا بني انفزعت كده ليه ورايح على فين
مالك پغضب 
طالع لمراتي زي ما بتقول وهاحدفلك مراتك من فوق تبقى تستقبلها وتاخدها وتروح لعيالكم بقى.
وفي غضون لحظات كان شامخا أمام هذا الباب وبكل عڼف فتحه دون أن يدقه.
ليستمع الي شهقاتهم وجحوظ عيناهم.
رانيا پصدمه 
انت ازاي تدخل علينا بالطريقه دي هو حصل حاجه.
مالك ببرود
ماحصلش حاجه بس اكيد مش هخبط وانا داخل أوضة مراتي يعني يا دكتورة رانيا.
اشفقت على تلك التي بدت عليها علامات الزعر فهي قد روت عليها من ما تخشاه منه.
كما طلبت منها هي أن تحيك لها جرحها قبل أن يصعد.
ها لاء طبعا ماحدش قال كده
بس يعني هو انت مش واخد بالك اني موجودة معاها لا ايه.
مالك وقد شعر برعبها أيضا حين لاحظها وهي تدثر نفسها جيدا.
لاء مانتي هتتفضلي على تحت اصل جوزك مستنيكي عشان تمشو.
كده طيب اوك اقعد معاه بس شويه صغيرين اكون انا خلصت خياطة الچرح بتاع شذى وهنزل ليكم علطول.
لاء يا ستي متشكرين اوي ليكي انزلي لجوزك وسبيلي انا بقى مراتي اظن مش هتخافي عليها اكتر مني.
هاه لاء طبعا طيب
معلش بقى يا شذى هاضطر استئذان واضح ان الدكتور مالك هيكون احن عليكي مني.
عيناها تحولت إلى بركتان مملوئتان بالدموع نظرة الرجاء فيهما كانت تشق الحجر الصوان.
لكنها اومأت لها بالأخير دون أن تلفظ بكلمة
وها هو الآن يقف منفردا بها في الغرفه بعد أن اغلقت رانيا الباب ورحلت عنهم..
انت بتبصلي كده ليه ابعد عني اوعي تقرب مني.
عاااااااااا
بس اخرسي مش عايز اسمع صوتك.
طب نزلني والنبي انت واخدني ورايح على فين تاني.
مالك بأبتسامة ساخرة
شذى بړعب منه 
لاءه والنبي سيبني انا عايزة ماما.
اندهش هو من خۏفها الزائد كيف بها ان تراه همجي لهذه الدرجة.
ارتدي قميصه القطني الذي سحبه من خزانته على عجاله ليلحق بها قبل أن تنهض من الفراش وتضغط على قدمها.
ماتخفيش خلاص اهدي انا مش قصدي اخوفك انا بس متغاظ منك ومن اللي عملتيه فيا يا بنت اللذينا انتي
طب والنبي ماتخوفنيش منك انا والله هاسمع كلامك في كل حاجه تقولها ليا
مالك قد بدى عليه الارتباك لكنه تظاهر بالتماسك
طب ابعدي عني بقى وارتاحي كده عشان اعرف اشوف شغلي وبعدها نامي شوية
ابتعدت عنه واراحت رأسها على وسادته ليبدئ هو في عمل اللازم لها
وبعدها ذهبت في نوم عميق أثر حباية المهدئ التي أعطاها لها.
صوت النساء و الاناشيد الإسلامية ملئ البيت لقد اقبلو جميعهم مهنئين السيدة مجيدة فارحين من أجل ابنها طبيبهم العزيز و الذي لم يمنع نفسه ابدا اذا طلبه أحدهم للكشف عليه.
وسط كل هذه الفرحه كان هو ينزل من علي الدرج برأس متخبط لا يعلم اذا كان قد لان قلبه بالفعل لتلك الصغيرة ام ماذا
بالأول كان يريد كسر رأسها يريد ازلالها حتى لا تسحره لا توقعه في شباكها لكن و على
ما يبدو...
أنه قد وقع و كسرت أنفه حين لمست وجنتها موضع قلبه.
مالك
مالك
مالك!!
خرج من المنزل وسط صيحات والدته و خالته عليه ولم ينتبه الي ندائهم.
تخطي حشد الرجال الملتفين حول ابيه و الذين حاولو الاقتراب منه ليهنؤه لكنه رحل عنهم دون أن يرد على أحدهم حتى التحية.
الي ان هادته قدماه للمكان الوحيد الذي يأنس به و يلقى بكل همومه فيه الضريح
صلى فرضه و ركعتين استخارة جلس يقرأ في كتاب الله العزيز الي ان غفى بدون ارادة.
و في منامه رأي...
شيخ طويل القامه وجهه ابيض
تم نسخ الرابط