رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مامؤن
المحتويات
عنها رافضا الإفصاح لها بما في داخله.
خلاص مش عايزة اعرف مش عايزة حاجة غير انك تروحني بيتي لو سمحت مش عايزة اقعد هنا عايزة ارجع شقتي يا مالك.
تململت بين يديه حلت وثاقهما ارتمت بثقلها على الفراش معطياه ظهرها ساحبه الغطاء عليها.
تمدد بجانبها محتضنها من الخلف متعجبا من طلبها الملح هذا من وقت ولوجهم المنزل.
ممكن اعرف ليه
عشان ابقى على حريتي زي مانت قولت قبل كده.
طب مانتي حره اهو و باب اوضتك مقفول عليكي ايه اللي يمنع بقى ولا لسه خاېفة و بتاخدي البرشام.
فهمت مغذي حديثه حاولت الإبتعاد عنه رافضه ما يفعله.
اللي يمنع ان في ناس غيرنا في البيت و الشيخ حسان ممكن يسمعك تاني يا دكتور.
مش هاينفع نرجع اليومين دول يا شذى اصلا احنا ممكن نسافر بكره او بعده بالكتير اوي.
شذي هامسه پخوف
يعني برضو هنسافر
ضمھا على صدره مطمئنا لها
اه طبعا و ماتخفيش كده جوزك برضو يقدر يحميكي.
شذي مستكينة تحت وطائة ذراعه
انا دلوقتي بقيت خاېفة عليك انت يا مالك.
ابتسم على حبها الطفولي مردفا بمكر.
عادت لصمتها تحاول ايهامه بأنها قد غفيت لكنه ليس بهين ليصدق تلك الحيلة التافهة
قرر التلاعب بها ناظرا في عينيها الجاحظة ليضحك عندما استمع لشهقاتها المعتادة
كل مرة تقولي الكلمه دي و تجنيني وفي الاخر تسيبيني لحيرتي و ماتكمليش هاتتكلمي بقى و لا اخليكي ترجعي تخافي مني تاني.
حاولت تنحيه عن غضبه وتجعله يتخلى عن قسوته مجتذباه في بحر
زي ما انت مش عايز تقولي انا كمان مش هاقولك حاجه.
مالك مندهشا من حديثها
اقولك ايه هو انا مخبي عليكي حاجه و انا ماعرفش...
قررت زيادة الدلال متصنعة الألم من ثقل جسده فابدل الوضع سريعا منقلبا على ظهره رافعها على صدره.
انا طلبت منك حاجه و انت ماعملتهاش.
مالك مرتبا شعرها من علي وجهها
طب فكريني و انا لو عايزة لبن العصفور اجبهولك
تلك الجنية اللعينه سحرت قلبه وانتشلته من بين ضلوعه تقول هذه الكلمه بطريقة خاصه لا تليق الا بها هي طفلته المدللة بل هي عروسه الجميله لا لا هي حبيبته مليكة فؤاده.
بحبك يا شذيا بحبك قوي.
ها هي قد نجحت فيما تريد انتفضت من علي صدره واقفة تقفز على الفراش بفرحة عارمة كالاطفال تغني بصوتها المرتفع.
هييههههههه....
و بقي بالنسبه لي بكل الناس.....
مد يده سريعا واسقطها علي قدمه بين ذراعيه يضحك بقوه و يحاول كتم صوتها بكفه.
بس اسكتي الله يخربيت حنجرتك هاتفضحينا.
ثم همس لها بحب
شذي
نعم يا حبيبي.
انا بقول لازم نروح بيتنا عشان تبقى لينا خصوصية اكتر من كده شوية.
هههههههههه
كده مش هيبقى في خصوصية خالص بصوت ضحكتك دي ابدا.
مالك
هاه!
انا
بحبك قووووووي
مالك افتح يا بني بسرعه.
هب واقفا غير واعي بأن جزعه العلوي عاري.
جري نحو الباب الموصود و فتحه سريعا ليري خالته تقف أمامه دامعة العينين.
احنت رأسها سريعا عندما رأته على هذه الحاله ليهتف هو بړعب من منظرها.
في ايه امي جرى ليها حاجه
ابويا كويس طيب
ولجت ماجدة پخوف بين لترى ابنتها التي بدئت تفيق هي الاخري فاحتضنتها متلهفه.
الحقنا يا مالك ام اشرف جات هي و السيد وقاعدين تحت و بيقولو عايزين ياخدو شذى معاهم.
مازال غير واعيا تسائل عن من تتحدث
ام اشرف و السيد مين و عايزين ياخدو شذى يودوها على فين
قفزت من علي الفراش تاركه يد والدتها أمسكت جاكته و البسته اياه محاوله ايفاقه بدموعها.
شذى محاولة إسباقه للخارج
دول عمي وعمتي يا مالك انت نسيتهم شوفت مش قولتلك اكيد هيجو.
استني هنا....
قالها مالك وهو يغلق سحاب جاكته عليه.
فاكرة نفسك رايحة على فين انتي مش شايفة شكلك عامل ازاي انتي من غير نقابك يا هانم.
هو دا وقته انت كمان!
قالتها ماجده وهي تحاول سحب ابنتها للداخل.
مالك مستغفرا ربه.
استغفر الله العظيم خالتي ممكن ماتقطعنيش وانا بتكلم تاني
وانتي يا ستي يا ريت تلتزمي الجلوس هنا في اوضتك و ماتخرجيش منها ياريت يكون كلامي واضح.
شذى بهجوم و صوت مرتفع
لاء انا عارفه هما جاين ليه جاين عشان يتخانقو معاك و ياخدوني معاهم
مش هما دول اللي طردوني انا وامي بعد مۏت ابويا بيوم انا هانزل اطردهم زي ما طردوني.
شذيييييى
افزعها بصوته ليثبتها مكانها قبل الترجل للخارج....
قولت مش هاتنزلي تحت يعني مش هاتنزلي.
زجها بيده للداخل ترجل مع خالته لهم موصدا الباب عليها.
هبط
الدرج مع خالته ليري والدته تقوم بأستضافتهم و معها والده.
ليستمع الي والده يرحب بهم.
خطوه عزيزه يا حج سيد
رد الحج سيد ممتنا له
الله يعزك يا شيخ حسان والله كان بودي اتعرف عليك قبل كده لكن اعذرني المره اللي فاتت الظروف
ماسمحتش اني اشوفك.
و يا ترى ايه بقى اللى جد يا حج سيد
القت الحجة مجيدة عليهم سؤالها و عيناها تشمل تلك المرأة الملونة كالحرباء بعين تكاد تخترقها.
لتجيب هي عوضا عنه سؤالها متقمصة دور الأخت الحزينة على ۏفاة أخيها والأم الثكلة لفراق ابنها وحپسه.
ام
اشرف بصوت هادئ
جايين نشوف بنتنا وناخدها تعيش في بيتها يا ام مالك يا اختي
دي هي اللي فاضله لينا من ريحة المرحوم و من يوم ما خرجو هي و امها من البيت واحنا في هم و نكد.
تقدم مالك ممسك بيد خالته اجلسها بجوار والدته ثم تقدم ومد يده بالسلام لذلك الرجل المسن بعض الشئ وجلس بجوار ابيه يستمع الي والدته.
الحجه مجيدة ساخرة منها
جايه دلوقتي تاخديهم ليه ناويه ترميهم للكلاب اللي عندكم عشان يبقو فدية ليكم.
وقف السيد مستشاط من تلك الكلمات اللازعه برغم ان ذلك الرجل ينتسب الي تلك العائلة الا انه دائما ما كان طيب القلب و لا يعجبه تصرفات عائلته.
اعوذ بالله كلام ايه اللي بتقوليه دا يا حجه احنا مابنرميش لحمنا
واللي حصلنا ده حصل عشان كنا بنحافظ على شرفنا و عرضنا ما تتكلمي يا ماجدة ساكته ليه.
دا اللي حصل فعلا يا سيد
هتفت بها ماجدة ناظرة الي اخته بكره مكمله.
احنا اطردنا من بيتنا على ايد اختك انت كنت مشغول في العركه اللي دايرة
اختك قالت لمجيدة لو مأخدتيش اختك و بنتها معاكي هاترميها لعيلة محمود و نتفضح في وسط الشارع بدل ماحد تاني يوقع من الرجالة.
جحظت عين السيد غير مصدق هذا الحديث لېعنف اخته أمام الجميع.
انا ماعنديش علم بالكلام ده الكلام ده حصل يا ام اشرف
بدموع التماسيح بدئت تتحدث
و الله يا اخويا انا كنت خاېفة على الكل ويلي بقى ويلين من ناحية البت اللي ابوها لسه رايح مننا
و من ناحية تانية انت وأشرف وباقي الرجالة قولت لنفسي ابعدها كام يوم عن البيت والحي كله لحد الدنيا ما تهدي و نرجع ناخدها تاني.
هتف السيد بأسف
اخص عليكي م... بقى تفدي رجالة بشنبات ببنت ضعيفة ماقولتيش الكلام ده ليه من يوم اللي حصل
فضلت انحناء رأسها متصطنعه الحزن
اللي حصل حصل بقى يا اخويا و الحمد لله ماجده و بنتها مارحوش عند حد غريب وأهم برضك غيرو ليهم جو كام يوم اهم.
السيد بلوم لها
كلامي معاكي لسه ماخلصش
وانتي يا ماجدة يلا قومي هاتي بنتك وحضري حاجتك عشان نلحق نرجع اسكندريه قبل الليل
هتف مالك بهدوء مسندا ذقنه على سبابته
تاخد مين يا حج لامؤاخذه شذى مش هتخرج من هنا..
السيد منفعلا
ليه بقى انشاء الله يا دكتور ايه اللي يمنع دي بنت اخويا الوحيد و اظن احنا اولا بيها.
اولا بمين يا عمي
قالتها ذات الصوت الصارخ وهي تقف على الدرج تضع يدها في خصرها صحيح انها محتشمه لكن بدون نقابها.
وكأن الزمن توقف في هذه اللحظة انقلبت عينة وتحولت الي جمرتان
تلك الملاك الصغيرة تحولت إلى قطه شرسة لم تستمع الي كلماته وقللت من شأنه أمام الجميع.
لكن عليه أن يتحكم في نفسه و يكبح غضبه لحين ذهابهم.
ترجلت سريعا على الدرج و هبطت إليهم تعلم انها اغضبته لكن عليها إن تكمل ما بدئته.
تخطت شذي زوجها و تحاشت النظر له لتجلس بجواره متحدية الجميع
هو انت فاكرني لسه قاصر يا عمي عشان تتحكمو فيا
انا مش هاسيب البيت ده تاني و مش هاروح في حته.
طب مش تسلمي علينا الاول يا شذى
قالتها عمتها بنعومه ممزوجه بخبث واضح في عيناها.
شذي بصړاخ
اسلم على عمي اخو ابويا واللي مربيني علي الجدعنه اه
لكن اللي طردتني من بيتي و بويا ملهاش عندي سلام.
صړخت عمتها و كشفت عن وجهها الحقيقي عند سماع سيرة ابنها
لااء اوعي تقولي كده اشرف مالوش يد في
مۏت خاله
حرام عليكي يا شيخه دا بيحبك و رمى نفسه في الهلاك ده كذا مره عشانك و في الاخر اتحبس
و انتي جاية دلوقتي تقولي عليه كده...
هب مالك واقفا منفعلا من تلك السيدة
بيحب مين يا ست انتي بيحب مراتي انا!
اندهشو من تصريحه هذا و همس السيد بتسأول
مراتك ازاي
بينما علا صياح عمتها بنفور من زوجة اخيها....
حصل امتى ده و كده من غير ما ناخد خبر جوزتي البت من غير ما تقوليلنا يا ماجدة
استلم بقى يا سيد يا اخويا ادي اللي كنت بتحاملهم و تقول عليهم لحمك ماحولوش حتى يكبروك ال جوزتها من ورانا
هاقول ايه ماهو ان طلع العيب من اهل العيب مايبقاش عيب يا اخويا.
هبت شذي سريعا هاجمه عليها كالبؤة ثائرة
كلمه زيادة و رحمة ابويا ما ليكي عندي غير الطرد
امسك مالك معصمها و فاض به الكيل مما تفعله تلك اللعېنة...
اطلعي على فوق يا شذى.
صړخت بصوتها العالي لم تعير احد اهتمام و لا حتى التزمت الأدب في حضرة والده و عمها....
لاء مش هاطلع اما اشوف آخرها ايه الوليه دي.
زجها بندفاع بتجاه الدرج و ظهر التعصب على وجهه الان.
هو احنا پنتخانق قولتلك اطلعي على فوق واسمعي الكلام بقى
علمت انه خرج عن سيطرة نفسه لكنها أيضا لا ترى امامها من كثرة احتقان الډماء في وجهها صعدت الدرج على مضض و عندما جلس معطيها ظهره بالأسفل جلست هي الاخري على الدرجات العلويه تستمع الي باقي
الحديث.
لتزيد عمتها من حنقها و تهتف و هي تراها جالسه بالاعلي
يا زين ما خلفتي و ربيتي يا ماجده الله يرحمك يا محمد يا عسال بقى لو كان ابوكي عايش كان سمحلك تقلي أدبك عليا كده...
هتفت الشقيه من الأعلى
لأ انا متربية كويس اوي يا عمتي و ماجده مأثرتش في تربيتي وانتي عارفه وأن كان على محمد العسال الله يرحمه كان بياكل اللي يقربلي بسنانه...
جرت لداخل غرفتها متلعثمه في خطواتها تكاد ان تسقط من شدة سرعتها موصده بابها جيدا حين رأته يصعد خلفها يتمتم بكلمات غير مسموعه.
يأمرها من الخارج.
افتحي الباب ده
تملكتها رهبه من سماع صوته تكاد تقسم اذا انفتح الباب
شذي پخوف
لاء لما تهدي هافتحلك
مالك ساخرا من تلك
متابعة القراءة