رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مامؤن

موقع أيام نيوز

لولا يد والدتها المتمسكة بها جيدا...
رايحة فين اقعدي هنا خلي عندك كرامه شوية دا لسه قاطعلك فستان فرحك.
سيبيها تروح لجوزها يا ماجدة. 
قالتها مجيدة وهي
تدلف لهم لتشاركهم الحوار.
ماجده متحدية اختها بحزن
جوزها اللي كسر فرحتها وفرحتي بيها ماكنش العشم يا مجيدة يا اختي.
مجيدة بحزم
جوزها و من حقه يغير عليها ولا انتي مش واخده بالك هو ملبسها ايه قومي يا شذى شوفي جوزك عايزك ليه
وماتزعليش يا بنتي احنا اللي غلطنا كان لازم ناخد رأيه في حاجه زي كده.
اومئت لها برأسها و تحركت بهدوء للخارج تحاول أن تجبر دموعها الا تتساقط لكنها لا تستجيب.
وقفت داخل الغرفه عيناها على هذا الفستان الممزق تحت اقدامه لم تحدث اي غلبه فقط صوت شهقاتها يتصاعد لېمزق قلبه عليها.
لاحظ هو مراقبتهم لهم و هم بالخارج فقرر ان ينهي هذه الدراما بسط ذراعه فاتحا كفه أمرا لها بكلمه واحده.
تعالي...
هزت رأسها يمينا و يسار دون أن تتحدث.
همس لها برقه
بقولك تعالي ليا يا شذى..
كانت تظنه قد رق قلبه بالفعل لها جرت نحوه سريعا دون أن تلاحظ وجود والدتهما خلفها توقفت لتضع كفها الرقيق بين يده
وباليد الاخري حاول تجفيف دموعها
مالك مراقبهم بجانب عينه
قلعتي نقابك ليه!
يدها حول خصره بتملك.
مالك مبتسما من طفولتها
خلاص ياحبيبي ماحصلش حاجه لدا كله.
شذي پبكاء مثل الاطفال
خلاص ازاي انت قطعت الفستان..
هاجبلك الف فستان!! بس ماتعيطيش كده
رفعت رأسها من علي كتفه مندهشة مما قاله
بجد..
مالك ضاحكا
اه بجد بس مش فستاين فرح و مش هتبقى عريانه كده
عادت نظرة الحزن تسيطر على عيناها ليكمل هو...
زعلانه ليه دلوقتي احنا مش متفقين من لما كنا في البيت انك مش هاتنزلي تحت خالص ولما تعوزي تتفرجي على حلقة الذكر هاتتفرجي من الشباك.
ضمت حاجبيها بعدم فهم هم لم يتحدثو بذلك الأمر نهائي
غمز لها بعينه ليتضح لها الأمر كله هو يفعل كل هذا أمامهم هم فأومئت له رأسها وحلت وثاق يده من حولها ناهضة من علي قدمه.
طب ممكن بقى تحضريلي هدوم نضيفه عشان اروح شغلي واوعدك يا ستي بعد أذان العصر هاكون موجود هنا.
اقتربت والدته منها ضمتها اليها
خلاص بقى يا شذى ماتزعليش واسمعي كلام جوزك أدام متفقين سوي
يبقى احنا اللي اتسببنا في الغلط ده من غير ما نقصد يلا يا حبيبتي حضري لجوزك لبسه عشان ما يتأخرش
يلا بينا احنا كمان يا ماجدة.
ماجدة مستشاطة غيظا من ابنتها
خلاص وافقتيه على كلامه هاتحبسي نفسك في الاوضة عشان خاطره.
فاض به الكيل نهض من جلسته سريعا نزع قميصه من داخل بنطاله وشرع في حل ازراره.
مالك بهدوء
يلا بسرعة يا شذى.
طرقت ماجدة يديها على فخذيها بقلة حيلة ترجلت خارج الغرفه پغضب تهمهم ببعض السباب لأبنتها وله ايضا.
رفع مالك حاجبه وأشار بسبابته لوالدته
دي بتشتمنى!
الحاجة مجيدة ساخرة
احمد ربنا انها مامسكتش في زمارة رقبتك يا
قلب امك.
وقف خلف باب الغرفة الذي اوصده عليهم منفعلا لكنه تحلي بالصبر هو الآن ينفرد بها وحدهم لذلك عليه أن يأخذ حظره من تلك الشقية ذات الصوت العالي والتفكير السريع.
الټفت لها وهو يشلح قميصه من عليه ليجدها تمسك حلته بيد و باليد الاخري تتمسك بذاك الفستان الممزق.
اقترب منها اخذ الفستان پعنف مجبرها على تركه القاه ارضا داعسا بقدمه عليه واضعا بيدها مكانه قميصه الملبك بالعجين وجذب ملابسه من يدها.
بتفكري في ايه اصلا ولا تحلمي اللي زيك ماتستهلش انها تلبس فستان فرح يا مدام.
كفاية بقى....
صړخت بها شذي القت بقميصه جانب فستانها ابتعدت عنه جلست ارضا بجانب الفراش تواري وجهها عنه.
مالك ضاغطا عليها أكثر
كفاية ليه يا شذى كلامي بيوجعك اوي اوعي تكوني كنتي حاطة امل انك تلبسي فستان فرح و تبقى عروسه
ماينفعش يا شذي مافيش عروسة بيتعمل ليها فرح
شذي پقهرة
قولتلك اللي في دماغك ده ماحصلش عايز تصدق صدق مش عايز خلاص انت اصلا رأيك عني مايهمنيش في حاجة
بس يا ريت طلاما في نيتك اننا ننفصل يبقى بلاش طريقتك دي في التعامل معايا أو حتي بلاش تعامل بينا اصلا.
كان قد ارتدي ملابسه جلس على الفراش بجانبها يرتدي حذائه الكلاسيكي.
اسف و الله يا شذى هانم مش هقدر أحقق ليكي طلبك ده طول مانتي لسة على زمتي يبقى عليكي انك تطيعي امري....
مافيش خروج من باب الأوضة دي لحد ما ارجع نظر اليها صامتا منتظرا ردها.
شذي معاندة له 
لاء هانزل و هاقف مع ماما وخالتو و مش هلبس النقاب كمان.
لا تعلم كيف انتشلت هكذا كيف ركعت امامه 
ضغط بيده على رأسها من الخلف مجبرها على الانحناء.
عيدي كده كنتي بتقولي ايه.
شهقت بعين دامعة و لم تجيبه.
النقاب هاتلبسيه ومش هيتقلع من علي وشك.
شذي پبكاء و خوف منه
حاضر
مافيش خروج من باب الاوضه اللي عايزك يطلعلك هنا.
حاضر
مالك بأبتسامة نصر
برافو عليكي شطورة انا ماشي دلوقتي و هاجي بعد العصر بأذن الله ويا رب اجي
الاقي حاجه من اللي قولتها ماتنفذتش.
رفعت رائسها لتسحر قلبه بنظرة عينها وهمست
هاتعمل ايه يعني
مالك بنظرة جامدة
ماتستعجليش يا شذى العقاپ هاتعرفيه في وقته.
عاد الطبيب مع صديقه اللي بيت والده وجد الكل يعمل على قدم و ساق
التف حول المنزل ذاهبا نحو والده الذي كان منشغلا بتحضير حلقة الذكر والإشراف على تحضير طعام التكية من بكرة الصباح.
وعندما رأه والده مع الرجال هلل مسرورا برؤياه واجتمع حشد كبير من الرجال حوله يهنئوه فارحين من أجله.
الشيخ حسان بضحك
هههههههه سيبوهلي بقى يا ولا
مالك مقبلا رأس ابيه
حبيبي يا ابويا ولو اني زعلان منك بس اعمل ايه في قلبي الطيب بحبك يا شيخ حسان وماقدرتش ابعد عنك ابدا.
و يا ترى زعلان مني ليه بقى دكتور.
مالك مشاكسا له
اصلك يعني من يوم ما اتقابلنا في الضريح و انت ماسألتش عني.
حسام متدخلا
خلاص بقى يا مالك هو في حد برضو يزعل من الشيخ حسان دا حبيبنا كلنا.
شوف يا اخويا العيال بيلعبوني بالكلام ازاي طب مش هقولك المفروض انت اللي تسأل عليا بس هقولك اني سيبتك براحتك عشان تتهني يومين يا عريس.
مالك ضاربا صديقه بضحك على كتفه
هههههههه شايف الناس اللي بتفهم يا حسام مش انت و مراتك.
حسام متذكرا
مراتي اه صحيح استنى اما اشوفها جات هي والعيال ولا لسه.
قبل أن يمسك هاتفه ليتصل بها أجابه والد صديقه.
ماتقلقش يا حبيبي دول هنا من بدري بس هما جوه البيت.
مش ممكن مالك الصغير سابك لوحدك وقاعد جوه ازاي دا مش بيعملها دي ابدا لما بيجي هنا.
الشيخ حسان موضحا
قاعدين يا سيدي مع عروسة صاحبك واضح
انهم بيحبوها اوي دول اول ما جم سألو عليها وطلعو يجرو ورا بعض عندها.
مالك متذكرا يوم لقائهم الاول
هما فعلا حبوها جدا ثم استرسل الكلمات قائلا....
طب قولنا يا حاج يلا نساعد في ايه.
الشيخ حسان لاء انتو ماتساعدوش في حاجه بالبدل اللي لابسنها دي انتو تدخلو تاكلو لقمه وتغيرو لبسكم وتستعدو للذكر يلا بقي ماتعطلوناش.
مالك مطيع الامر ماشي كلامك يا شيخ حسان.
كان الصغيران يدوران حولهم بالغرفة إذ أصرت رانيا ان تزيد من جمالها ببعض المساحيق التجميلية و التي لولا ذلك الشحوب الذي تملك منها ما كانت تحتاجهم من الاساس.
شذي بتأفف اوف كفاية بقى يا رانيا قولتلك ملوش لزمه اللي بتعمليه ده بتزوقيني على ايه بس اذا كان وشي اصلا مش هيبان ولا حتى هاخرج من الأوضة دي.
رانيا محاولة التخفيف عنها وايه يعني يا شذى بذوقك لنفسك يا بت اذا كان هو منعك انك تكشفي وشك يبقى لما يجي هو ويكشفه يلقيه متزوق عشانه هو بس وإذا كان منعك تنزلي تحت اطمني يا ستي دي الحاجه مجيدة بذات نفسها طالعه ليكي هي وجيش الستات اللي تحت يغنو ويفرحوكي هنا.
شذي بحزن لزمته ايه الفرح وانا متلفحة بالأسود والنقاب مداري وشي
رانيا مبتعده عنها جاذبه الحقائب الملقاه على الفراش لاء مش هاتقعدي بالأسود اومال انا اتأخرت عليكي ليه مش عشان كنت بشتري ليكي دول.
شذي بهجوم ايه دول اوعي تقوليلي انك اشتريتي فستان فرح تاني هما ايه مش بيحرمو و لا عايزينه المره دي يمد ايدو عليا.
رانيا منهيه ثرثرتها بنفي قاطع اسكتي وأهمدي شوية...
سبيني افهمك بصي ماما مجيدة اتصلت بيا الصبح وقالتلي على كل حاجه فأنا قولتلها و مالو الراجل ماغلطش في حاجة حقه يداري مراته من عيون الكل.
مصمصة شذي شفاهها بسخريه وقالت شوف ازاي ولما هو حقه لزمته ايه الميك اب والفستان دا بقي.
رانيا ضاحكه ما قولنا الميك اب عشان نفرحه وده مش فستان يا روحي ده ادناء بردو زي اللي انا
وانتي لابسينه.
بس لونه بينك انا دورت على ابيض مالقيتش بصراحه فاقولت اللون ده جميل برضو ها ايه رأيك.
فتحت لها الحقيبه لتظهره أمام اعينها بأبتسامه مكمله لها...
وطبعا مانستش الطرحه والوشاح من اللون الاوف وايت عشان نغيظ سي الدكتور مالك ههههههه.
شذي بعين ماكرة ايوووه ېخرب عقلك يا رانيا ده بس تعرفي احسن عشان يتغاظ زي ماهو غايظني و مدايقني كده.
رانيا بتفهم انتي مش حابة النقاب يا شذي
شذي بحزن مش حكاية حباه او لاء عارفة لو كان خايرني او حتى اخد رأيي كنت هوافق وهبقي مرحبه كمان بس هو جابرني عليه وانا مش بحب حد يجبرني على حاجه وبعند اكتر يمكن لو انتي ماجتيش ماكنتش لبسته وكنت نزلت تحت كمان.
رانيا بشهقه لاء يا شذى اوعي تعملي كده لو بجد عايزة تكسبي قلب جوزك ماتحوليش تعندي معاه.
شذي بمكريا سلام يا ختي طب مانتي حلوه وزي القمر اهو جوزك مش لبسك النقاب ليه.
رانيا بضحك ههههه مين قال كده بالعكس بقى دانا اللي بتحايل عليه بس هو خاېف عليا يلخمني وانا سايقه و معايا الولاد اصلي نظري ضعيف شوية.
شذي بتفهم اه طب هاتي بقى اما اغير لبسي وربنا يستر عليا من الۏحش بتاعي لما يشوفني بيه.
أهلا اهلا يا حبايبي حمدلله على السلامه يا عريسنا.
كانت هذه الحاجة مجيدة التي همت واقفة من بين النساء ترحب بأبناها وصديقة.
احنو رؤسهم وغضو بصرهم تأدبا في حضرة النساء ليلقي مالك عليهن السلام بصوت رخيم...
السلام عليكم جميعا
بادلوه النساء التحية وعلت الزغاريط معلنين عن سرورهم لزيجته ليوقفه صوت الحاجه أمنه...
تلك السيدة ذات الوجه البشوش التي تقابلت معهم هو و هي في اول ليلة لهم سويا في صلاة الفجر.
استنى يا واد يا دكتور ماتجريش انت و صاحبك تعالي سلم عليا عشان اباركلك يا حبيبي.
الټفت اليهن و وقف مكانه دون أن يرفع رأسه لتجذبه والدته من يده هامسه له.
الحاجة مجيدة تعالي يا مغلبني شوف بقى هتقول للحاجة امنه لاء ازاي.
توقف عن السير مندهشا نظر اليها برجاء الا تكون حكت سيرة زوجته بين النساء...
وقبل ان يسأل وجد الحاجة أمنه تتكأ على عصاها و تقف أمامه.
ولو اني باركت لك قبل كده بس
تم نسخ الرابط