رواية انا جوزك بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

تقول الكثير إلا أنه لم يسمح للسانه إلا بقول جملة بسيطة 
_ عرفتي شكل حياتي!..
أهي كلمة حمد لله على السلامة أو كلمة كيف حالك هل أنت بخير!.. لم تختار شيء بحياتها سوي هو و الآن تأكدت أنها صاحبة الاختيارات الخاطئة دائما حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة به ثم أردفت بتعب نفسي
_ شوفت...
لا يعرف ماذا يقول بموقفه هذا!... يود لو يقدر على يبكي مثل الطفل الخائڤ على فراق والدته شخصيته و حياته تمنعه من عيش هذا النعيم الذي تريده هي ظل على كبريائه قائلا 
_ حالتك مش صعبة هتمشي النهاردة على بيتك يا سمارة هناك هيكون أحسن ليكي...
ممنوع البكاء أمام رجل بهذا القلب المتحجر الأسود هذا القلب الذي وقع بحب هذا اللعېن من سنوات قادر على نسيانه بللت شفتيها بطرف لسانها الجاف ثم قالت بهدوء 
_ تعرف أنا كنت مستعدة أحارب و أتحمل كل حاجة عشانك بس عمري ما تخيلت في يوم إني ممكن أحاربك أنت...
صك على أسنانه پغضب من نفسه لأنه من أدخلها بحياته المهدومة من البداية أتى سؤال مفاجئ بعقله ليقول 
_ أنت حكايتك إيه بالظبط!.. وقعتي في حبي إزاي و وافقتي شعيب في اللعبة اللي خسړتي فيها أنت و أختك ليه!...
ابتلعت غصة مريرة بحلقها ثم قالت
_ هتفرق معاك في الإجابة!...
_ لأ بس حابب أعرف...
ابتسمت بسخرية قبل أن تقول بهدوء
_ أول مرة شوفتك يوم ما جيت عند شعيب المكتب تتخانق معاه من يومها قلبي دق ليك و لأني كنت صديقة مقربة من شعيب قولتله حقيقة مشاعري قالي كل حياتك و طلب مني اطلعك من كل حاجة وحشة وقتها فكرت آخد حقي من عمي و في نفس الوقت أقرب منك.. كان نفسي أنجح بس للأسف فشلت و خسړت...
اكتفي بهذا القدر من الۏجع ليزيل تلك الدمعة التي خانته لأول مرة و سقطت من عينه أخذ نفس عميق قبل أن يقوم من على المقعد ليجلس بجوارها 
ابتعد عنها بعد مدة ليأخذ كلا منهما أنفاسه الهاربة منهما ألصق رأسه برأسها ثم همس 
_ أحب أقولك إنك نجحتي يا سمارة و كمان بامتياز...
قام من مكانه معطيا لها ظهره و هو يسمع بحة صوتها الحزينة تقول 
_ يعني إيه!..
تنحنح بقوة ليعود من جديد صالح الحداد تلك المشاعر لابد أن ټموت بداخلها قبل أن ټموت بداخله تحدث بقوة يخفي أي أمل تشعر به للتكملة معه 
_ الحارس بتاعي هيوصلك لحد باب بيتك شهر بالكتير و هتكون ورقة طلاقك عندك و معها تعويض كافي عن كل حاجة حصلت طول المدة اللي فاتت... مش عايز أشوف وشك مرة تانية حتى لو صدفة...
_____ شيماء سعيد ______
الجزء الخامس
الفصل الثالث عشر
أنا_جوزك 
الفراشة_شيماء_سعيد
مر شهر كامل عادت به الحياة إلى طبيعتها سمارة و صافية الآن بمنزلهما القديم سمارة تدير محل الحلويات و صافية تعمل معها ربما عادوا لأرض الأمان من جديد إلا أن الروح القديمة إنتهت و انتهكت من الأوجاع
بالمحل
أغلقت سمارة علبة الكيك ثم أعطتها للشباب قائلة بابتسامة هادئة 
_ اتفضل يا فندم كل سنة و ابن حضرتك طيب
أخذ منها الرجل العلبة ثم رد عليها بنفس الإبتسامة 
_ و حضرتك طيبة أنا المدام عندي صممت حاجات الحفلة تبقى كلها من عندكم
_ شكرا لثقتها الغالية فينا
ذهب الرجل لتجلس سمارة على المقعد بتنهيدة حارة كم مؤلم العودة لنفس النقطة بلا أي مكسب بل أصبحت الخسائر أضعاف لفت انتباهها صافية التي تبكي بصمت قامت من مكانها سريعا مقتربة منها بلهفة قائلة
_ بټعيطي ليه مالك!
رفعت صافية عينيها الغارقة بالدموع لشقيقتها ملامحها تعبر
عن الكثير عما بداخلها و لسانها يعجز عن وصفه اشتاقت لهذا الشعور الذي كانت تعيشه معه زاد نحيبها ثم أردفت بنبرة متقطعة
_ أنا طلعت بحبه يا سمارة
حدقت بها الأخرى مردفة بتردد
_ أومال كنتي بتعملي كل ده عشان يحبك ليه لما أنت مكنتيش بتحبيه وقتها!
رفعت كفها المرتجف لتزيل بقايا دموعها ثم قالت بتعب 
_ كنت عايزة بيت و عيلة و أمان مكنتش عايزة أبقى عمري 18 سنة و اسمي مطلقة خۏفت من نظرة المجتمع و إحنا بنتين في الدنيا لوحدنا يا سمارة بس برضو خسړت و ضعت المشكلة الأكبر إني حبيته حتى قلبي خسرته في الرحلة القصيرة دي
فتحت سمارة ذراعيها لتلقي الأخرى نفسها بين أحضان شقيقتها
تم نسخ الرابط