رواية صدفة بقلم دعاء احمد

موقع أيام نيوز


و هي مش قادرة و متأكدة أنها لو ردت هتبوظ الدنيا
في إنجلترا
سهير كانت قاعدة على مكتبها بثقة و هي ماسكة الموبيل و ھتموت من الغيظ بسبب أفعال صدفة و ادامها قاعد اخوها شوقي
سهير پغضب و عصبية 
بقا بتقفل الموبيل طب خليها توريني شاطرتها فاكره نفسها هتقدر تستحمل العيشة في مصر... بس و ماله يا صدفة اعملي اللي في دماغك و انا هستنا لما تيجي ټعيطي لي... شوقي عايزاك توقف الكريديت كارت بتاعتها و اي حساب ليها في البنك يتوقف.

شوقي بضيق سهير ممكن تهدي و بعدين البنت مش صغيرة و كان مسيرها تعرف و لا انتي فاكرة انك هتفضلي محبيه عليها العمر كله ان ابوها عايش و بعدين انا من الاول كنت ضد انك تمحي ابوها و اختها من حياتها و بعدين هو انتي مش عايزاه تشوفي مريم سيبك من عبد الرحيم انا عارف انك مش بطيقه بس مريم ذنبها ايه...
و الله صدفة بنتك دي بمېت راجل على الاقل عملت اللي هي شايفاه صح و راحت تدور عليهم في بلد متعرفش فيها حاجة و كمان قدرت توصل لهم.
سهير بحدة شوقي بطل تتكلم بالاسلوب دا و كأن صدفة بنتك بطل تدافع عنها... دي بنتي أنا و انا أكتر واحدة عارفها... انا دلعتها كفاية مستحيل تستحمل العيشة مع ابوها صاحب محل العطارة... بقا هتسيب كل العز اللي هنا و فرص الشغل الماهوله اللي انا موفرها ليها و تفضل العيشة في مصر... مظنش و قريب اوي تكلمني تترجاني اني ارجعها هي بس عاجبها اختلاف الوضع
لكن اكتر من كدا لا... بكرا الصبح تروح البنك و تعمل اللي قلتك عليه و لو هي حاولت تتواصل معاك و انا عرفت انك ساعدتها باي شكل صدقني هيكون ليا تصرف تاني معاك...
سكتت لما بنت دخلت المكتب و اتكلمت بهدوء و رقي بالإنجليزية
مدام سهير كل الرؤساء منتظرين حضرتك في اوضة الاجتماعات.
سهير بلباقة اوكي يا جينا... انا جاية... جهزتي لي الأوراق اللي طلبتها منك.
چينا بالفعل....
سهير لشوقي خلينا نزكر في الشغل يا شوقي عندنا صفقة مهمة و اول لما نفضى انا بنفسي هنزل مصر و انهي المهزلة دي دا إذا مرجعتش عن اللي في دماغها... و عايزاك تخلي شهد صاحبت صدفة توصلها رسالة اني سايبها بس بمزاجي....
شوقي اتنهد بقلة حيلة و قام خرج وراها....
في اسكندرية
صدفة فتحت باب البلكونة و خرجت اخدت نفس عميق و هي بتبص للبحر... البيت كان في الدور التاني... بصت للشارع و الناس
لكن زمت شفايفها بغيظ و هي شايفه ابراهيم واقف تحت البيت و بيتكلم مع شخص افتكرت ازاي شالها و دخل بيها البيت و حست بالحرج و الغيظ
ابراهيم رفع رأسه يبص لفوق بلامبالة و هو بېدخن شافها واقفه في البلكونة و بتبص له لكنها دخلت و قفلت الباب وراها. 
سمعت صوت الباب بيتقفل و كأن والدها خرج و مريم بتودعه قبل ما يمشي. 
اخدت نفس عميق قبل ما تفتح باب الاوضة و تخرج تتمشى في البيت لحد ما وقفت عند باب المطبخ بصت لمريم اللي كانت بتطبخ بهدوء و اهتمام 
صدفة افتكرت معاناتها في المطبخ و أنها لما كانت بتجوع كانت بتقلب المطبخ علشان تعمل اي حاجه تأكلها و في الاخر بيطلع طعمها سئ زمت شفايفها بسخرية من نفسها و أنها فاشلة في أقل حاجة لكن صوت مريم خرجها من سرحانها
واقفه كدا ليه... تعالي. 
صدفه بابتسامة من الأفضل اني افضل واقفه بعيد... لاني لو عملت اي حاجة هبوظ الدنيا 
مريم بابتسامة ليه انتي مش بتعرفي تطبخي. 
صدفة بحرج لا.... يعني مبعرفش اعمل اي حاجة ممكن مكرونه بالجبنة.... دي الحاجة الوحيدة اللي بحب اعملها اصل كنت بقعد كتير لوحدي و لما بجوع كانت ساهلة اني اعمل.... 
مريم سكتت شوية و بعدها اتكلمت 
طب و هي... ماما... مش علمتك الطبخ. 
صدفة ملامحها كانت حزينة لكن ابتسمت 
سهير هانم! مظنش ان هي نفسها بتعرف تطبخ... جايز زمان اوي كانت بتطبخ لما اتجوزت بابا بس بعد كدا هي عمرها ما فضيت اصلا... طول الوقت اجتماعات و مقابلات و شغل.... افتكر لما كنت بتعب خالي شوقي هو اللي كان بيفضل جانبي.. مريم ممكن منتكلمش عنها لو سمحتي. 
الاتنين سكتوا و مكنوش عارفين يقولوا اي لحد ما مريم اتكلمت 
بس تصدقي أن إبراهيم معرفش يفرق بيني و بينك.... بصراحة عنده حق انا و انتي كأننا واحد بس انتي شعرك طويل عن شعري و شكله اجمل... 
صدفة بس انتي برضو شكلك حلو و شعرك قصير انتي اللي قصاه. 
مريم بحسرة لا هو كان يتساقط و اتقصف وقت ما كنت في ثانوي و بعد ما خلصت اكتئبت شوية فكان بيقع بشكل كبير... ف بابا اخدني اقص التالف منه و لما روحت الكوافير اللي كانت هناك قصيته ليا و عملت له بروتين و من ساعتها و هو بيقع بس من سنة تقريبا بطل يتساقط لاني بدأت اتابع دكتورة دا مكنش كدا... كان بيقع بشكل كبير انتي عارفه في مرة انا و بابا كنا جعانين بليل متأخر دخلنا نعمل أكل سوا 
مجرد اني وقفت جانبه و اتحركت شوية شعرايه وقعت على ايده قالي مبخدش منك غير شعرك اللي بيقع في كل حته في الشقة... 
صدفة ابتسمت رغم حزنها انها معندهاش ذكريات زي مريم 
أنا عمري ما عملت بروتين لشعري... اصل بداية التساقط من عند البروتين و الحرارة و بصراحة انا بحب شعري اوي علشان كدا عمري ما فكرت اني اقصه... 
مريم باين عليه بس مينفعش تفضلي فادره كدا العين وحشة برضو... مش انا شعري قصير اهوه بس بخاف عليه و بلمه دايما بصراحة مش بحب عيون الناس و بخاف من الحسد.... 
صدفة على فكرة ريحة الاكل حلوة اوي... 
مريم و لسه لما تذوقي استنى هغرفلك في طبق... 
صدفة بصت للأكل هو اي دا 
مريم باستغراب بامية باللحمة.... لا متقوليش انك متعرفيش أصناف الاكل.... 
صدفة هزت رأسها ب لا 
انا عمري ما اكلت الحاجات دي يعني طول الوقت باكل اكل مطاعم... وجبات سريعه 
مريم وجبات سريعه! لا دا الظاهر انك محتاجة وقت طويل.... اومال انتي بتتكلمي مصري كويس كدا ازاي يعني. 
صدفة بفخر خالو شوقي هو اللي علمني العربي و يعني علمني من تحت اوي... انا بعرف اشتم بالعربي كمان. 
مريم يا صلاة النبي و مالك فرحانة كدا ليه 
صدفة و هي بتدوق الاكل 
عيب عليكي... دا انتي هتنبهري
مني بس الصبر.. بس قوليلي صحيح مين الناس اللي انتم عزمينهم دول.
 

تم نسخ الرابط