رواية بقلم فاطمة الالفي

موقع أيام نيوز


بني انا ما بقتش فاهمة حاجه واخوك صعبان عليه واللي بيحصله ده أنا كنت بقول نور مهما كانت ست وضعيفة ومکسورة الجناح ومابقاش لها حد غيرنا وعشان كده صعبت عليه وكمان موضوع الحمل برجلني ومابقاش عارفة اكون معاها ولا عليها والبنت المسكينة التانية واخوك التائه بينهما
سحب شهقيا قويا ثم زفره وقال

اعتقد أسر عارف هو عاوز ايه واللي فهمته منه أن هو لا يمكن يتخلى عن ميلانا ومتمسك بيها وهيتمم الفرح في اقرب وقت
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت بقلق
وتفتكر نور هتسكت وتقبل بكدة بعد اللي حكتهولي ده
مش عاوز حضرتك تقلقي انا هتصرف من نور المهم عندي حضرتك ماتشيلش هم وبصراحة عاوزك تركزي معايا شويا فى موضوعي
قالت بتسأل
موضوع ايه يا حبيبي 
ضحك بخفة وقال
بقا كدة يا ست الكل نسيتي موضوع جو ازي 
لاحت ابتسامتها بفرحة عارمة وقالت
ده يوم المنى والسعد بالنسبالي يا سليم معلش يا حبيبي أخوك لخبطني خالص ها احكيلي مين اللي عينيك عليها 
أبتسم لسعادة والدته واخبرها عن حياة الفتاة التي تعمل بالشركة وعن صلة قرابه تجمع بينها وبين سراج وهو يرا بها المواصفات لتصبح زو جة المستقبل ويريد إتمام الز واج خلال تلك الأيام لانه يريد السفر لاتمام عملية خاصة به بالعمود الفقاري لكي يعود ثانيا ويقف على قدميه ويسير دون الحاجة إلى كرسي متحرك 
رقص قلبها فرحا بسبب تلك الفتاة التي نجحت في الفوز
بقلبه وجعلته أيضا يفكر بنفسه ويحاول أن يعود كالسابق ويمشي على قدميه ويودع الحزن وينظر للسعادة التي سيحصل عليها بزو اجه منما اختارها قلبه 
في الساعة الرابعة عصرا بالمنصورة 
طرق الشيخ عبدالله باب منزل فاروق وفتحت له دلال الباب ترحب به ودعت للجلوس بغرفة الصالون ثم ذهبت لتعطي زو جها خبر وجوده 
كان فاروق بغرفته وطارق يجلس بجواره يقص عليه ما فعله وما حدث من والدته لم يردد إلا حسبنا الله ونعم الوكيل 
ولجت دلال للغرفة وهي ترمق طارق بنظرات غاضبة ثم قالت لفاروق
الشيخ عبدالله وصل ومستنيك في الصالون 
مد ي د ه لطارق وقال 
سندني يا بني 
ساعدها طارق على النهوض واتكى فاروق على ذراعه وغادروا الغرفة سويا 
هتفت دلال بصوت ملتاع باكي 
حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا بثينة اشوف فيكي يوم يارب ربنا ينتقم منك على اللي عملتيه في بنتي يارب يارب 
استمعت سناء لدعائها وصوت بكاءها الحارق دلفت إليها تربت على ظهرها وتواسيها بحنو وهي تقول
استهدي بالله يا بنتي واصلبي طولك عشان بنتك محتجالك مش ينفع تنكسري كده 
ازادد نحيبها وهي تقول 
ھموت يا عمتي قلبي قايد ڼار على بنتي واللي جرالها أاااااه يا رب مش قادرة خد حق بنتي يا رب من كل اللي اذاها يارب 
ض متها سناء وانسابت دموعها هي أيضا على حالة حياة ووالدتها وحالة المنزل بأكمله فجميعهم بحالة يرثى لها ولسانها لم يكف عن الدعاء 
نهض الشيخ عبدالله يقف ليصافح فاروق قائلا 
طهورا أن شاء الله يا حج فاروق
صافحة فاروق بود وجلس بجواره 
عاد الشيخ قائلا 
لم غبت عن المسجد يومين سالت عليك وعرفت انك بعافية ربنا يشفيك ويعافيكي ويعفو عنك باذن الله أنا كنت جيالك بس قولت بعد صلاة العشاء بأمر الله هعدي عليك بس لم طارق بلغني بأنك محتاجني قولت لا مش مأخر الزيارة 
نظر فاروق لطارق وقال 
اعملنا شاي يا طارق 
نهض طارق باحراج وتوجها إلى المطبخ بينما دنا فاروق من الشيخ عبدالله وقال بصوت هامس بما حدث مع ابنته قبل ساعات وما عرفه من طارق 
اسبل الشيخ عيناه بأسف وقال 
لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة إلا بالله 
أنسابت دموع فاروق رغما عنه لم يعد قادرا على حجبها ربت الشيخ عبدالله على أرجله برفق 
وحد الله يا حج فاروق
لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
خلي حياة تيجي هنا أشوفها وأن شاء الله خير
استقام فاروق وسار بخطوات بطيئة ليذهب لغرفة ابنته وعندما ولج لداخل ووجد شقيقتيها محاوطينها من
كل جانب زرفت دموعه من ذلك المشهد وارتجف قلبه خوفا على بناته كانت كالمغيبة تنظر لهما بصمت وعيناها كالتائهة تجول بهما وكأنها لا تعرفهما اقترب فاروق بخطواته ومد ي
ده ليسحب ي دها برفق ويحاوطها من كتفها وسار بها مغادرا الغرفة وهي منصاعة دون أدراك منها 
اجلسها فاروق بالمقعد المجاور للشيخ عبدالله هتف عبدالله قائلا 
أزيك يا حياة يا بنتي 
لم نجيبه ولكن رمقته بنظرة حادة غاضبة
عاد عبدالله بتسأل 
كيف حالك مع الله يا حياة بتصلي يا بنتي كل فروضك وبتقيمي الليل 
جحظت عيناها تنظر له بشړ وتبدل البياض لسواد كاحل وبؤلؤة العين كأنها ڼار مشټعلة صړخت بصوت رجل غليظ 
أبعد عنها لقټلك
انقبض قلب والدها ووقف طارق مصډوما منما سمعه أما الشيخ عبدالله فظل ثابتا وهتف بصوت حاد 
أنت عاوز منها أيه أخرج ولا تاذينا
ولا نأذيك
اجابه بفحيح وانفاس كالدخان تخرج من فاها 
لا مش هخرج هي بقت تخصني لازم تخضع ليه مش هسيبها لازم تخضع
رفع عبدالله صوته ورتل أية الكرسي عدة مرات وفي كل مرة يعلو من نبرة صوته 
والصوت
 

تم نسخ الرابط