الجزء الثاني والاخير بقلم اسراء عبداللطيف
نظرت مها إلي نور ب عدم تصديق قائله
_ س سبتي البيت !
أنزلت نور رأسها في حزن قائله
_ اه أتخانقت مع زينا و ماينفعش أقعد معاها في نفس المكان بعد كده
أقتربت مها من نور و جلست بجانبها قائله ب هدوء
_ علشان موضوع أدهم صح !
نظرت نور إلي مها ب أعين ممتلئه بالعبرات قائله
_ أدهم سابني و مشي علشان زينا هددته إنه لازم يبعد عني
أشفقت مها علي حال رفيقتها المقربه كثيرا فتحدث بآسي
_ و أنا كمان النهارده عمر عرف إني بشتغل جرسونه في مطعم
_ أيه عرف منين طيب !
حركت مها رأسها في حزن قائله بقلة حيله
_ و حياتك ما أعرف يا نور
أحتضنت نور صديقتها بشده و هي تحاول أن تمنع عبراتها قائله ب حزن مكبوت
_ شكل كده مكتوب علينا الحزن يا صاحبتي و يوم ما نفكر نحب نتهان
ب القاهره
في فيلا الشناوي
ظلت نهله قابعه بغرفتها و هي تفكر و تحرك قدميها بعصبيه في الأرض و تقرض أظافر أصابعها بأسنانها
ثم أعتدلت في جلستها و أمسكت هاتفها و فتحت قائمة الأسماء و لكن سرعان ما أغلقته و ألقته علي الطاوله و وقفت بعصبيه قائله ب ضيق
_ لأ بقي ما أنا مش هفضل محپوسه هنا لحد ما سي أدهم يحن عليا و يخرجني و كل شويه يسرح في وادي تاني
و فجاءه مالت علي الطاوله و ألتقطت هاتفها و قد حسمت أمرها
أمسكت نهله الهاتف بلا تردد هذه المره و عبثت بأزراره ثم وضعته علي أذنها حتي جاءها صوت رامز قائلا
_ أيوه يا نهله عايزه أيه !
أخذت نهله نفسا عميقا و زفرته بهدوء قائله
_ أنت قولتلي إنكوا عاملين بارتي النهارده في و عرضت عليا أجي ينفع ي يعني أجي !
صمت رامز قليلا ثم لمعت عيناه ب مكر قائلا
_ و الله هو أحنا قررنا نعمل البارتي في فيلتي أيه رأيك تيجي !
ترددت نهله كثيرا قبل أن تجيبه و لكنها قد أتخذت قرارها و حسمت أمرها فلن تتراجع فيه فأجابت ب
_ أوكي هاجي بس أنا ما أعرفش عنوانك !
أبتسم رامز أبتسامه وضيعه مجيبا ب مزاح
_ ياستي إنت تؤمري حالا يوصلك في ماسيج
أبتسمت نهله قائله برقه
_ ميرسي جدا رامز باي بقي لحد ما أشوفك !
_ سلام يا يا نهله !
أغلقت نهله المكالمه و توجهت ناحية خزانة ملابسه لأختيار شئ مناسب لأرتدائه
ظلت تعبث بالخزانه حتي أعلن هاتفها عن وصول رساله ف أتجهت ناحيته لتجدها الرساله المدون بها عنوان رامز فأبتسمت و أتجهت ناحية المرحاض للحصول علي حماما منعشا
بعد أن أرسل رامز عنوانه برساله إلي نهله و ضع الهاتف علي الطاوله و أستند بظهره علي خلفية الأريكه و تنفس براحه و هو يقول بفرحه
_ أخيرا هكسركوا يا عيلة الشناوي و أخلص اللي عملتوه زمان في أبويا !
ثم وقف ليقوم بتحضير ما يلزم هذه الليله !
ب الفيوم
في أحد العيادات الطبيه
جلس معتز قبالة أحد الأطباء المقربين له متحدثا ب حماس
_ يعني في أمل يا دكتور إني لو أتعالجت أقدر أخلف يا دكتور شوقي !
خلع الطبيب شوقي نظارته الطبيه و وضعها علي مكتبه ثم شبك أصابع يديه معا قائلا ب أبتسامه
_ جرا أيه يا دكتور معتز أنت دكتور زيي و عارف إن مافيش مستحيل في العلم و كل حاجه و ليها علاج طالما بنمتلك الأراده
أبتسم معتز قائلا
_ صدقت يا دكتور
ثم تابع محدثا نفسه ب
_ هعمل أي حاجه علشان ترجعيلي يا زينا
خرج أدهم من غرفته و توجه إلي أسفل و لكن أوقفه صوت عمه قائلا
_ أدهم تعالي عايزك
لحق أدهم ب عمه إلي غرفة المكتب
جلس أدهم علي المقعد المقابل للمكتب و نظر إلي عمه قائلا ب هدوء
_ أفندم !
أبتسم عاصم و جلس علي مقعده الجلدي و أشعل سيجارته الفاخره قائلا ب أبتسامه خبيثه
_ مهمه جديده
وقف أدهم قائلا ب برود
_ خلي جاسر ينفذ أنا ماليش نفس لأي حاجه !
كاد أدهم أن يخرج من مكتبه حتي أوقفته جملة عمه الصارمه
_ أستني عندك يا أدهم أنا لسه ما خلصتش كلامي !
ألتف أدهم ناحية عاصم و نفخ ب ضيق قائلا
_ أيه تاني !
أقترب عاصم قائلا ب ڠضب
_ لم أقول إن أنت اللي هتنفذ يبقي أنت جاسر في الفيوم
أنتفض أدهم بمجرد أن علم بهذا و عقد حاجبيه مستفسرا ب سرعه
_ بيعمل أيه في الفيوم !
رفع عاصم أحد حاجبيه و قد شعر بأن هناك شيئا ما مريب و لكنه لم يرد أن يعلق فقال
_ أبدا بيخلصلنا شغل هناك تعالي أقعد يا أدهم و أسمع الكلام و نفذه و ماتنساش الملفات اللي معايا !
أبتسم أدهم ب سخريه قائلا
_ هو أنا لو ماوفقتش ممكن تعمل أيه بالملفات اللي معاك دي يا عاصم بيه فكرك هتسلمها للنيابه !
ضحك عاصم ب شده و هدأ فجاءه قائلا
_ وماأسلمهاش ليه !
ڠضب أدهم فصاح قائلا
_ طيب ما الصفقات الو دي تخصكم !
ضحك عاصم ب سخريه قائلا
_ أثبت يا بابا أمضتك بس اللي عليها !
نظر أدهم ب أشمئزاز إلي عمه قائلا ب حزن
_ و تسجن ابن أخوك !
ضحك عاصم ب شده ساخرا من أدهم و توجه ناحية أدهم ثم رفع ذراعه ليضع كفه علي كتف أدهم قائلا
_ و أسجن ابني نفسه لو ما عملش اللي بطلبه
ثم حك طرف أنفه متابعا ب تفهم شديد من وجهة نظره هو
_ بص يا أدهم الفلوس هي كل حاجه هي الأهل و العزوه و الأولاد و البيت و القوه لم بتمتلكها هتمتلك كل حاجه علشان كده لازم تعمل أي حاجه علشان تحصل عليها
أبتسم أدهم ب سخريه معلقا ب
_ للأسف هي مش كل حاجه لا يمكن تشتري السعاده و الحب و الراحه و الصحه ب الفلوس !
ضحك عاصم علي تعليق ابن أخيه و توجه ناحية مكتبه و جلس عليه قائلا
_ طيب سيبك من جو الدراما اللي قلبناه ده و تعالي علشان تعرف هتعمل أيه و أيه المطلوب منك و أكسب رضايا أحسنلك و أتقي شړي !
شعر أدهم ب العجز الشديد من حديث عمه لا مخرج من هذه الدائره المغلقه المحاصر بها و توجه ناحية المكتب و جلس عليه ب جمود رغم براكين الڠضب المشتعله بداخله و ضميره الذي يلاحقه و لكن ضغط علي نفسه قائلا
_ أيه المطلوب !
أبتسم عاصم و أمسك بقلم و دون بورقه أمامه شيئا ما و أمسكها و أعطاها لأدهم
ألتقط أدهم الورقه من عمه و نظر بها ثم أعاد نظره إلي عمه