الجزء الثاني والاخير بقلم اسراء عبداللطيف

موقع أيام نيوز

 

الممرضه فمها في ضيق ثم وضعت العلبه التي بيدها على الطاوله قائله 

_ يا نور ماينفعش كده  لازم تاخدى العلاج دكتوره زينا لو جات و ملقتكيش خدتيه هتزعل منى أنا 

ضمت نور ساقيها إلى صدرها و لفت ذراعيها حولهم و أشاحت بوجهها بعيدا ناحية النافذه و لم تنطق ب كلمه 

أشفقت الممرضه كثيرا عليها ف أقتربت منها و جلست بجوارها لتمسح على ظهرها ب رقه قائله ب هدوء 

_ نور  أنا عارفه إنك أتعرضتى لحاجات كتير وحشه بس صدقينى كده أنت بټأذي نفسك هتفضلى كده محپوسه هنا !

كانت نور تستمع إلى كلماتها و هى تتذكر ما عرفته من حقائق بائسه ف أغمضت عيناها ب قوه لتنساب العبرات على وجنتيها 

لمحتها الممرضه صباح ف حركت رأسها ب حزن قائله ب آسي 

_ ربنا يخفف عنك يا حبيبتى  أنا عارفه إنك شايله كتير جواك  بس لو تتكلمى و تخففي عن نفسك لكن أنت يا حبة عينى مانطقتيش ب كلمه من ساعة ماجيتى 

كانت الأجابه على حديث الممرضه هو الصمت التام من نور ك العاده ف ما كان منها إلا أن تقف و تخرج من الغرفه تاركه أياها ب مفردها

ظلت نور تحدق بنقطة ما من النافذه و العبرات تنهمر على وجهها و خرج صوتها ضعيفا 

_ كڈب  ك كله كڈب لا أبويا هو أبويا و لا أمي هى حتى أخ أختى كانت أنانيه معايا و الش الشخص الوحيد اللى حبيته ب هدلنى ليه  لليه !

 

في فيلا معتز 

جلست زينا قبالة معتز الذى كان منهمك بقراءة أحدي الصحف و مدت يدها لتتناول فنجان القهوه الخاص بها قائله ب هدوء 

_ أدهم أتصل بيا يا معتز 

أنزل معتز الجريده و طبقها ليضعها على الأريكه بجانبه و خلع نظارته الطبيه قائلا ب ضيق 

_ ليه  مش قولنا نقفل على الموضوع ده نهائي  و خلاص على كده  ليه بيتصل تانى 

لوت زينا فمها فى ضيق قائله 

_ ماتنساش إنه ابن عمى يا معتز 

_ ابن عمك !

لا مش ناسي يا زينا  و ياريت ماتنسيش أنت كمان اللى جالنا من مشاكل من ورا عيلة حضرتك الكريمه و أهو المسكينه أختك ملقحه فى المصحه !

_ وقفت زينا صائحه ب ڠضب 

_ خلاص يا معتز  خلاص اللى حصل حصل  و اهو والدى بيتحقق معاه و هياخد جزاته و نور محدش راح قالها تهرب علشان تتجوز جاسر في السر  اللى هو أخونا 

وقف معتز و عقد ذراعيه أمام صدره و أبتسم ب سخريه قبل أن يعلق ب 

_ أنا ملاحظ إنك بقيتى تقولى والدى و اخويا كتير  ناسيه والد حضرتك المبجل إنه هو اللى رماك زمان أنت و نور !

_ يوه  خلاص يا معتز  مش كل شويه تقول كده و ياريت تحترم نفسك و أنت بتتكلم عنهم ده أبويا و دى عيلتى فاهم 

أقترب معتز منها و وضع كفه على ذراعها ثم ضحك ب سخريه قبل أن يقول 

_مش غريب عليك الكلام ده  و أنا أقول جايبه القسۏه دى كلها منين ما أنت زي أبوك ب الظبط 

لم يترك معتز مجالا لزينا حتى ترد على حديثه و صعد إلى غرفته ليتركها تشتعل ڠضبا 

ألقت هى بجسدها على الأريكه و سمحت لعبراتها ب الخروج قائله 

_ أكيد لازم أكون زيه  ما أنا بنته !

 

ب القاهره 

السجون 

جلس أدهم ب غرفه مغلقه بها طاوله و مقعدين من الخشب و ظل ينظر إلي ساعة يده حتى فتح الباب و دخل أحدي العساكر و معه عاصم قائلا ب جديه 

_ خمس دقايق مش أكتر 

ثم خرج صاڤعا الباب خلفه بقوه 

تأمل أدهم هيئة عاصم الذى كان ينظر أرضا بتلك الملابس الخاصه بالسجن مر ما يقرب من شهرا و لم يراه لقد تغير كثيرا إنه عاصم الذى كان مفعم بالقوه و الشده ماثل الآن و هو ضعيفا جدا يبدو إنه قد كبر عشرات السنوات بتلك الأيام القليله 

رفع عاصم وجهه لينظر إلى أدهم ب أنكسار ثم أقترب ليجلس على المقعد المقابل له قائلا بحزن 

_ جاي تشمت فيا مش كده !

حرك أدهم رأسه يميا و يسارا قائلا بهدوء

_ ابدا جاي أطمن عليك !

ضحك عاصم بسخريه قائلا بآسي 

_ تطمن عليا !

أطمن ماتخفش محاكمتى بعد أسبوع و متأكد إنى هاخد أعدام  و عارف إنك جاي تقولى ده جزات اللى كنت بعمله فيك أنت و جاسر صح !

أبتسم أدهم و هو يضم كلتا يديه معا و يضعهم على الطاوله و ينظر إليه قائلا دون أن ينظر إليه 

_ ابدا لو على حقنا ف أحنا مسامحين بس ده حق الناس اللى أنت أذيتهم من غير سبب 

_ ماتفرقش كتير المه

_ لأ تفرق اللى حصلنا و اللى مرينا بيه ده ذنوب الناس اللى أذيناها نهله اللى ماټت على أيدك و جاسر اللى بين الحياه و المۏت و يا عالم هيفوق و لا لأ وبناتك اللى رافضينك تماما وأنا اللى عمرى ما دوقت الراحه فى يوم واحد عايش حياتى كلها و أنا بمۏت في اليوم مية مره 

بكى عاصم و هو يستمع إلى كلامه و ډفن وجهه بين كفيه قائلا برجاء 

_ كفايه يا أدهم كفايه 

سقطت عبره على وجنة أدهم و هو يعلق بسخريه

_ ما هو فعلا كفايا  كفايا لأننا وصلنا للنهايه النهايه البائسه المعروفه و بفضلك أنت !

وقف عاصم و ألتف ناحية أدهم و أمسك يديه قائلا ب رجاء من بين عبراته 

_ أبوس أيدك يا أدهم سامحنى وخلى بناتى يسامحونى نفسي أشوفهم مره واحده بس قبل ما أموت و يسامحونى أوعدنى إنك تفضل جنبهم و ماتسبهمش وجاسر يا أدهم خلى بالك منه ده طايش

حرك أدهم رأسه ب الموافقه من بين عبراته و وقف وأحتضن عمه ب قوه قائلا وهو يمسح على ظهره 

_ حاضر هعمل كده وماتخفش أنا رايح لنور و زينا النهارده و مش هرجع غير بيهم 

أبتعد عاصم عنه قليلا قائلا ب حزن 

_ اللى حص حصلي كس كسرني يا أدهم كسرنى !

_ كل حاجه هتتصلح إن شاء الله 

ثم أبتسم و هو يتابع 

_ و أول حاجه هعملها إنى أطلب نور منك أنت

أبتسم عاصم رغم الحزن الذي يسكنه قائلا و هو يحتضن أدهم 

_ و أنا موافق يابنى ودي أمانه في رقبتك خلى بالك منها 

_ دي في قلبي قبل ما تبقي في عينيا

 

ب الفيوم 

ب المصحه النفسي 

جلس كلا من أدهم و زينا أمام الطبيب المعالج لنور الذي قال بهدوء 

_ حالة نور حساسه أوى خصوصا بعد اللى عرفته منكوا فجاءه كده تلاقي كل حاجه حوليها كڈب في كڈب صعبه

 

تم نسخ الرابط