الجزء الثاني والاخير بقلم اسراء عبداللطيف
صدره و يتنفس بصعوبه فركضت زينا ناحيته بسرعه و وضعت رأسه على قدمها و هى تبكى و تصرخ بقوه
_ بابا لو سمحت قوم الحقونا يا جماعه
ظلت نور واقفه مكانها و هى تنظر إليه بذهول و العبرات تنساب على وجنتيها بينما نظر هو إليها و هو يحاول ألتقاط أنفاسه و العبرات تملأ وجهه قائلا ب صعوبه
_ س سامحينى يا ن نور
أحتضنته زينا بقوه و هى تبكى و تصرخ
_ ماتتكلمش يا بابا أستح
بترت زينا جملتها عندما شعرت بسكونه بين ذراعيها ف أبعدته عنها بذهول لتجده استكان بين احضانها و سلم الأمانه إلى بارئها فما كان منها إلا أطلاق صرخه دوت ب جميع جدران السچن حتى كادت أن تصمها
بعد مرور عدة أسابيع
واظبت نور على زيارة جاسر يوميا لتتحدث معه أملا أن يستفيق من الغيبوبه و كأن هذا له تأثير كبير ف فى أحدى المرات كانت تجلس نور بجواره و ظلت تتحدث و أبتسامه تعلو شفتيها و هى تضع كفها على يده حتى شعرت بحركه بسيطه أسفل كفها ف أنفرجت أساريرها و ركضت إلى الخارج لأحضار الطبيب و بالفعل حضر الطبيب و بدأ بالكشف عليه و كلا من نور و أدهم و صفاء ينتظرونه بلهفه
أبتعد الطبيب بعد أن أعطاه أبره ثم مد كفه و ظل يدعك وجه جاسر حتى بدأ ب الفعل أن يتحرك ببطء و فتح عيناه بصعوبه ثم أغلقهم سريعا و كرر هذا
أبتسمت نور و نظرت إلى أدهم الذى بادلها أيضا ب أبتسامه و لف ذراعه حول كتفها
بدأ جاسر في تحريك شفتيه ب صعوبه و هو يتمتم بشئ و بعدها بدأ صوته في الوضوح و هو يردد
_ ن نور آآ أنت ف فين ننور
أبتعدت نور عن أدهم و أقتربت من الفراش و وضعت كفها علي يديه هاتفه بفرحه
_ أنا جنبك يا جاسر ماتخفش و مش هسيبك ابدا
حاول جاسر الجلوس بصعوبه و هو يتلفت حوله پخوف كأنه يبحث عن شيئا ما قائلا بصعوبه
_ نور أنت فين أنت فين يا نور !
أزدردت نور لعابها بصعوبه و ألتفتت ناحية أدهم بقلق ثم نظرت إلى الطبيب و حركت رأسها پخوف حرك الطبيب رأسه إلى أعلى و أسفل ثم أقترب من جاسر متسائلا
_ قولى يا جاسر أنت شايف أيه !
صاح جاسر پغضب و بدأ بتحريك يديه بهيسريا
_ أنا مش شايف أي حاجه الدن الدنيا ضلمه خالص أيه اللى حصل و أنا مش شايف حاجه ليه !
شهقت صفاء بقوه و وضعت كفها على فمها بينما فغرت نور فمها فى ذهول تام و كادت عيناها أن تخرج من مقلتيهما و ظلت تتراجع للخلف و هى تحرك رأسها ب أستنكار و أزدادت سرعة دقات قلبها بينما حاول الطبيب و الممرضين السيطره على حالة الهيجان التى أصابت جاسر قائلا
_ أهدي يا جاسر ماينفعش كده
_ أهدي أيه بقولك مش شايف مش شايف أبعدوا عنى أبعدوا
حاول الممرضين تثبيت جاسر و بدأ الطبيب في ملئ أبره مهدئه و ألتفت للخلف هاتفا
_ أطلعوا بره لو سمحتوا
و ألتف ناحية جاسر مره أخرى ليعطيه المهدئ بينما خرج أدهم و صفاء و نور من الغرفه لأنتظار الطبيب بالخارج و الحزن و الخۏف و القلق يكاد يقتلهم بينما أنفجرت صفاء فى البكاء و النحيب
بعد لحظات خرج الطبيب ف أتجه أدهم ناحيته متسائلا بقلق
_ هو في أيه يا دكتور و أيه اللي بيقوله جاسر ده !
هز الطبيب رأسه ب آسي قائلا
_ ده اللى أنا كنت خاېف منه للأسف الخبطه كانت جامده على راسه ف أدت إنه فقد البصر
بمجرد أن سمعت صفاء هذا حتى لطمت بقوه على وجهها بينما شهفت نور و العبرات تملأ وجهها
تحدث أدهم ب خوف و حزن شديد قائلا
_ طيب طيب يا دكتور هو ممكن يعمل عمليه و يفتح تانى !
رفع الطبيب كفه ليضعه على كتف أدهم قائلا ب هدوء
_ ممكن بس أكيد مش دلوقت عن أذنك
منذ ما صار لجاسر و الحزن خيم عليهم تماما
ظل جاسر حبيس غرفته بعد أن خرج من غرفته يأبى التحدث إلى أحد فقط يجلس بغرفته بالقصر
جلس كعادته ب الشرفه و أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه رغم إنه يعلم أنه لا يوجد فارق أذا أغلقها أم لا كان شاردا يفكر بما حدث كيف له أن يتخيل أن والده و أخته قد توفيا و الإنسانه التى كان سيتزوجها تكون أخته كيف لعقله أن يتحمل كل هذه الحقائق
أخرجه من شروده صوت طرقات على باب الغرفه و لكنه لم يهتم حتى سمع صوت الباب يفتح و بعدها شعر ب يد رقيقه توضع على كتفه حتى جاءه صوتها الرقيق المبتسم تقول
_ ينفع كده أخويا حبيبي يفضل حابس نفسه فى أوضته و سايبنى أجهز لحفلة خطوبتى لوحدي !
لوى فمه في سخريه معلقا ب
_ قال يعنى لو نزلت هفيدكوا بحاجه بالعكس أنا هعطلكوا لأنى هحتاج حد ياخد باله منى !
شعرت نور بالحزن فجلست على المقعد المجاور و وضعت كفها على يده قائله حزن
_ جاسر أنا عارفه إن اللى حصل كان صعب أوي كل اللى مرينا بيه يقتلنا مش يزعلنا و بس قولي يا جاسر هو باب عاصم بيه كان أزاي طريقته كان بيتعامل معاكوا أزاي أنت و نهله يعنى
سقطت عبره على وجنة جاسر قائلا بسخريه
_ أنا بحسدك لأنك اتربيتى بعيد عنه عمره ما عمل حاجه تسعدنا كل كلامه بالصړاخ و الضړب
عقدت نور حاجبيها معلقه بقلق
_ ض ضړب !
_ اه ضړب كان بيضربنى و بيضرب أدهم و نهله كمان لم يضايق مننا أسرع حل عنده مد الأيد كلنا كنا بنتجنبه على طول أنا و أدهم سهر بره
_ و نهله !
زاد أنسياب العبرات على وجنتي جاسر متابعا ب حزن
_ نه نهله كان كانت سكرة البيت الدلوعه بتاعتنا كانت بتعرف تتعامل معاه كويس و تكسبه لكلمتين و تخرج من وراه برضو و للأسف نهايتها كانت على أيده زي ما قولتولى اااه يا نهله اااه ربنا يرحمك يا حبيبتى
أحتضنته نور بقوه و هى تبكى حتى شعر هو بعبراتها الساخنه تبلل عنقه فرفع يده ب تردد ثم أنزلها مره أخرى و لكنه شعر ب تشبثها به بقوه فرفع كفه و مسح على ظهرها و شعرها و قبل رأسها قائلا
_ ماتعيطيش يا نور خلاص
أبتعدت نور عنه و مسحت عبراتها بكفيها قائله ب حزن
_ ربنا يرحمها كان نفسي أقعد معاها و أشوفها و نعيش سوا بس
ثم تابعت بمراره