الجزء الثاني والاخير بقلم اسراء عبداللطيف

موقع أيام نيوز

 

أدهم أن يتوجه ناحية المطبخ ليعود من حيث أتي لكن أوقفه أحمد سريعا قائلا 

_ أستني !

أستني  أنت جيت من باب الخدم  بس أطلع من باب الشقه و أعتبر دي أول خطوه ليك و أوعي ترجع أي خطوه لورا مهما حدث أمشي في الطريق الصح و ماتخفش من حد  اللي كاتبه ربنا هيكون و حارب  حاربهم معايا  بس بدأنسانيتك 

أبتسم أدهم و حرك رأسه ب الموافقه و أتجه ناحية باب الشقه و فتحه و نزل 

بعد أن غادر أدهم شعر أحمد براحه كبيره بداخله لمقابلة هذا الشخص رغم ما حدث و دعي الله كثيرا أن يكون حديثه معه ب فائده و أبتسم أبتسامة رضا و جلس علي أقرب مقعد ف بالرغم من الراحه التي يشعر بها لأن حديثه أثر كثيرا علي هذا المچرم من وجهة نظره إلا إنه كان مړعوپا ف منذ لحظات قليله كانت علي وشك المۏت علي أيدي مچرم 

خرجت سناء من الغرفه هي و ابنتها متسائله

_ هو راح فين !

أبتسم أحمد قائلا ب هدوء 

_ مشي !

صدمت سناء ف صاحت ب ڠضب قائله 

_ أنت مچنون  ده مچرم و كان ھيموتنا أزاي تسيبه يمشي كان لازم نبلغ الشرطه 

وقف أحمد و نظر إلي زوجته طويلا قبل أن يتحدث ب 

_ أنا أتكلمت معاه  و طلع إنسان بجد و ندمان  ليه ما نصلحش منه و هيقف جنبنا هو هيجيلي تاني أنا متأكد  بس هييجي يشكرني  

و لم ينتظر ردها و توجه ناحية غرفته 

ظلت سناء واقفه مكانها مذهوله من تصرف زوجها و ضړبت كفا ب كف قائله 

_ ده أتجنن رسمي  يعدل من مين ده  ده كان هيوتنا 

 

ظل أدهم يتجول بالسياره حتي توقف قبالة النيل فكم يعشق هو مشهد النيل ب الليل ب هدوءه و سكونه و أنعكاس الأضواء به ثم نزل من سيارته و أستند ب ظهره علي السياره و هو يشعر براحه كبيره ب داخه و أبتسامه تزين ثغره محدثا نفسه ب 

_ مش مهم أيه هيبقي عقاپي المهم الراحه اللي أنا حاسس بيها دي كلام الراجل أثر فيا جدا و أداني دفعه أيجابيه 

ثم تابع ب حزن 

_ لو أنت معايا يا نور كانت فرحتي هتكمل  بس للأسف أنت الوحيده اللي ماينفعش تكوني معايا أنت أنضف ب كتير إنك تكوني مع واحد زيي أحسن حاجه إني عملتها إني بعدت عنك بالطريقه دي علشان تكرهيني لأن أنت أصلا ماينفعش حتي تفكري فيا ربنا يصبرني علي بعدك !

ثم أتجه إلي سيارته و قادها عائدا إلي القصر

 

في اليوم التالي 

علم عاصم ممن ب القصر أن أدهم قد عاد متأخرا جدا ب الأمس ف قرر أن يصعد بنفسه ل أيقاظه و الأطمئنان منه علي تنفيذ الخطه 

فتح عاصم باب غرفة أدهم دون أن يطرقه و توجه ناية الفراش و سحب الغطاء من علي جسده ب قوه قائلا ب صرامه 

_ قوم يا أدهم  كفاية نوم  قوم يلا !

فتح أدهم عينيه ب صعوبه و نظر ناحية عاصم قائلا ب نعاس 

_ أيه يا عاصم بيه  في أيه 

رفع عاصم كفه و هو يضرب علي كتف أدهم العاړي قائلا ب شده 

_ قوم طمني عملت أيه 

نفخ أدهم ب ضيق و جاهد ليقف حتي أستطاع الوقوف قبالة عمه قائلا ب ضيق بلا أهتمام 

_ ما حصلش حاجه 

رفع عاصم أحد حاجبيه معلقا 

_ ماحصلش أيه يا بابا  يعني أيه بقي !

توجه أدهم ناحية خزانة ملابسه و أخرج منشفه و وضعها علي عنقه قائلا ب لا أكتراث 

_ يعني زي ما فهمت ماحصلش حاجه  و أنا مش هعمل حاجه عايز تبلغ عنى بلغ مش فارقه كتير هنا سجن و هناك سجن  بس الفرق إن هناك هخلص ذنوب من اللي عليا !

أبتسم عاصم ب سخريه و هز رأسه عدة مرات قبل أن يقول 

_ دا أنت فررت بقي و مشيت في القرار ده من نفسك كده و مصمم كمان !

عقد أدهم ذراعيه أمام صدره قائلا ب أشمئزاز

_ أعتبره زي ما تعتبره  أنا خلاص مش هعمل الحاجات دي تاني  

بدأ عاصم في فك حزام بنطاله الجلدي و هو ينظر إلي أدهم قائلا ب ڠضب 

_ باين عليك عايز تتربي من جديد و تفتكرني كبرت و مش هعرف أعمل كده 

فك أدهم أنعقاد ذراعيه ثم نظر إلي عمه في توجس و هو يعقد حاجبيه و بدأ في التراجع للخلف 

لف عاصم حزامه الجلدي علي قبضة يده و أقترب من أدهم و هو ينوي شړا 

لم يكن هذا بالغريب علي كلا من أدهم و جاسر فعاصم بالنسبة لهم الجلاد القاسې الذي لا يعرف رحمه و لا رأفه بالقلوب و لا يوجد شخص عزيز عليه بالكون  فهو من نوعية البشر التي من الممكن لها أن تفعل أي شئ في مقابل المال  حتي إن وصل الوضع إلي الأذي ب عائلته !

أدرك أدهم ما سوف يفعله عمه و لا مجال للفرار منه ف لم يقاومه لأنها ليست المره الأولي و نزل سوط عاصم بلا شفقه علي جسد أدهم حتي يترك له ذكري بائسه في حياته لا ينساها ابدا و يتذكرها بمجرد أن تأتي في مخيلته فكرة عصيانه !

 

بعد مرور ساعه تقريبا  خرج عاصم من غرفة أدهم و صفع الباب خلفه و ظل يعدل من أكمام قميصه و يمسح حبات العرق التي تملأ جبينه 

 

داخل الغرفه 

جلس أدهم علي الأريكه و ملامحه جامده تماما ف ها هو اليوم أصبح فاقد الأحساس فقط العبرات تسقط علي وجنتيه و بداخله أمنية واحده هي التخلص من هذه الحياه البائسه 

 

نزل عاصم درجات السلم و الڠضب واضح جليا علي تقاسيم وجهه و ظل يزفر في ضيق و يتمتم ب 

_ قال صعب عليك قال  واحد جبان و فاشل 

و لكنه وجد جاسر قبالته متسائلا 

_ في حاجه  مال شكلك متضاي

_ غور من وشي أنت كمان هو أنا ناقصك 

قالها عاصم ب ضيق و هو يزيح جاسر من طريقه و توجه ناحية مكتبه 

عقد جاسر حاجبيه متسائلا 

_ هي العيله دي مالها من ساعة ما رجعت !

 

ب الفيوم 

في فيلا الحاج علي 

أستعدت زينا و وقفت قبالة المرآه محاولة أدعاء القوه رغم الحزن البادي عليها محدثه نفسها ب 

_ أنا هعمل أي حاجه علشانك يا نور أنت اللي باقيه ليا و ملناش غير بعض  لازم ترجعي و تكوني مبسوطه حت حتي لو هيكون علي حساب سعادتي أنا !

و أمسكت ب حقيبتها و توجهت للخارج و ركبت سيارتها و أنطلقت بها 

 

في شقة عمر 

أستيقظ عمر و

 

تم نسخ الرابط