روابة خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

وهل للروح سكن سواه
تبسمت في حياء عندما وجدته مستيقظا ويطالعها بنظرات عاشق متلهف
أحب الأمان الذي بيننا أحب الفكرة التي تطرأ علي دائما بأن كل الذي عشته معك لن يتكرر و أن كل هذا الحب الذي أشعر به إتجاهك لن يحبك أحد بقدره أحب أنني الشخص الوحيد الذي وصل إلى أعماقك
بينما فاروق الذي جافه النوم قلقا وحزنا على فراق ابنته أتاه إتصالا من طارق ابن شقيقه باكيا يخبره بأن والدته فارقت الحياة وصعدت روحها إلى بارئها وستتم مراسم الډفن عصر اليوم واساه ببعض الكلمات التي تقال في تلك اللحظة الحزينة ثم أخبره بأنه سوف ياتي ليشاطر شقيقه أحزانه على فقدانه زوجته.
أبلغ زوجته دلال وأصر تلك المرة على ان ترافقه وتقدم واجب العزاء وأن لم تكن قادرة على المسامحة والصفح فلابد
وأن تقدم المواساة وأن تدعو لها بالرحمة والمغفرة وأن يسامحها الله سبحانه وتعالى ويتقبلها يعلم بأن الأمر ليس بهين ولكنه لن يترك زوجته تتمتع بصفة غلظة القلب وقسوته.
فويل للقاسېة قلوبهم من ذكر الله 
انسابت دموعها حزنا ورفعت يديها تناجي ربها بأن يغفر لها ويرحمها وهي متسامحة على كل ما اقترفتهقدرية في حقها وحق ابنتها. 
يقول رب العزة جل وعلا وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين
لذلك اصفحت دلال عن قدرية وابدل ثيابها بأخرى سوداء وتركت ابنتيها فريدة وأمل من أجل دراستهم وذهبت مع زوجها إلى المنصورة لتقديم واجب العزاء والمواساة في الأحزان فمهما حدث فهم عائلة واحدة والاشقاء لا ذنب لهم بما فعلته وهي الآن بين أيادي الله لا يحق الا ذكرها بالخير والدعاء لها بالرحمة والمغفرة والعتق من الڼار..
يرحل الانسان عن الحياة الدنيا ولم يترك خلفه إلا الأثر فاجعل أثرك طيب في نفوس الآخرين
ذهب سراج لمنزل فاروق لكي يصطحب خطيبته إلى جامعتها ويلتقي بها فمنذ الوعكة التي تعرضت لها حياة وهو لم يلتقي بها. 
ارتدا ثيابه المكونة من بنطال جنيز وقميص أبيض يترك أول ازراره مفتوحه لتظهر من خلفه تقاسيم ص دره العريضة ونثر عطره المفضل ثم التقط متعلقاته وترك منزل جدته بعد أن ودعها بق بلة حانية على ظاهر كفها وأخرى عند جبينها وغادر المنزل متلهفا لرؤية محبوبته. 
استقل سراج سيارته متوجها لمنزل حبيبته التي يشتاق لرؤيتها وأشباع رغبته في التأمل بها. 
في غضون دقائق كان يصف سيارته أمام البناية ثم أخرج هاتفه ليهاتفها ويخبرها بأنه ينتظرها أمام العقار استعدت فريدة لمغادرة المنزل وهي في أبهة صورة فقد كانت ترتدي ثوب فيروزي به سلاسل رفيعة باللون الأسود وحزام فيروزي وترتدي حقيبتها الخاصة السوداء وتنتعل صندلا أبيض به سيور عريضة ذا كعب عال وضعت القليل من مساحيق التجميل ووقفت أمام المرآة تهندم ملابسها وتلقى نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر الشقة وتذهب إلى حيث ينتظرها سراج بالأسفل..
ظل يتطلع لمدخل البناية ينتظر قدومها على أحر من الجمر فقد بلغه الشوق ويتمنى لو كانت زوجته الان وفي منزله لظل جانبها ولن يتركها أبدا. 
عندئذ أقبلت عليه وهي تتهادى في مشيتها نزع نظارته الشمسيه وترجل من سيارته يسير بخطوات واسعة يقلص المسافة بينهما إلى أن وقف أمامها مباشرة يطالعها بعيون تود عناقها ملتهبة بجمر الحب التقط كفيها يطبع على ظاهرهم ق بلة شغوفة وعينيه تجوب على ج سدها من رأسها إلى اخمص قدميها في أعجاب بمظهرها الذي يسرق لب قلبه كلما تطلع إليها هذه الفتاة بدلته تبديلا بعدما كان يتسكع في شوارع القاهرة ليلا ويتنقل من ملهى لآخر بصحبة الفتيات أصبح الآن شابا ملتزما عاشق مهوس بمحبوبتة الفريدة فقط لا يريد غيرها ولا يتمنى من الدنيا سواها. 
هتف ببسمة هادئة وهو يرسل لها غمزة مشاكسة
إيه الجمال والحلاوة دي يا ديدا 
تأفأفت بضجر وقالت بحنق
حلاوة طحنية 
كركر ضاحكا وقال بمراوغة فهو عاشق لاستفذاذها 
يخربيت خفة دمك 
لوت ثغرها بضجر وشبكت ذراعيها أمام ص درها قائلة باقتضاب
شكرا 
كتم ضحكته وقال
عفوا 
ثم جذبها من يدها ورفعها إلى فاه يطبع ق بلة رقيقة وعيناه تعانق عينيها بحب وهو يهمس بحنو قائلا
بحبك يا فريدة القلب ونبضه يا مهجة الروح 
تبسمت برقة وقالت بمرح
ما كان من الأول لازم ترسم عليا الدور 
سحبها معه إلى حيث سيارته وقال وهو يفتح لها باب السيارة لكي تستقل بالمقعد الأمامي 
يلا بينا مش هنقضي يوما واقفين كده في الشارع ثواني كمان ومش هكون مسئول عن اللي هعمله 
ثم دار حول السيارة وأستقل بمكانه خلف عجلة القيادة وأنطلق في طريقه إلى حيث وجهته المنشودة فقد قرر أنتشالها من ازدحام القاهرة والاختلاء بها على متن اتوبيس نهري يبحر بهما داخل نهر النيل وجمال الطبيعة الخلابة ومنظرها البديع في هذا الجو النهاري ونسمات الهواء التي تداعب الوجوه مثل الفراشات الصغيرة وأصوات العصافير تحلق فوق رؤسهم في سرب

________________________________________
جميل يغردون
تم نسخ الرابط