روابة خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

المقعد
الموجود خلف باب المنزل فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزنا 
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت
قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
بابا أنا أسفه ممكن ماتزعلش نفسك أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفا كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا
هتفت دلال قائلة 
وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل 
بره القاهرة يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا كلها 
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك خلاص 
مابقاش لينا حد هنا 
هتف فاروق بهدوء
لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا 
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال
هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك 
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك 
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله 
أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته 
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة 
كانت الساعة السادسة مساء عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه 
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم رحبت بهم وطلبت منهم الدخول 
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها 
يا الف مرحب نورتونا يا دلال 
وبعد
لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة 
شهقت سناء بحزن
معقول يا ابو حياة مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه لا أنا كده هزعل 
ابتسم لها بود وقال
مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش

________________________________________
عاوزين نتأخر عليهم ومعانا سواق منتظرنا كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق
دي في عنية الغالية بنت الغالية وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه 
هتفت دلال بحب 
ڠصب عننا والله يا عمتو مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك 
خسارة يا ريت البنات كانو معاكم عشان خاطرهم بس مسمحاكم بس ده مايمنعش أن كلامي لازم يتسمع تعالو نتغدا ونكمل كلامنا بعدين 
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل 
رقية عاملة أيه يا عمتو هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده 
تنهدت بحزن ثم قالت
تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت پصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت
بعد الشړ عنك يا قلبي معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها 
هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله 
بعد مرور ساعتين قرر العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال 
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحاړقة 
بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى
بناتها منذ ولادتهم تركتها بقلب 
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها 
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني 
عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا 
جحظت عيناه پصدمة عندما وجد شاكر البدرواي في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته 
هتفت خديجة بجدية 
تعالى يا سليم عمك شاكر منتظرك من بدري 
زفر بضيق بعد
أن فاق من صډمته وهتف مرحبا به بفتور
أهلا وسهلا يا شاكر بيه ثم استرسل حديثه قائلا
لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك 
هتف شاكر ببرود 
محتاج اتكلم معاك على إنفراد ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا
افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا 
أبتسم بمكر وقال
مين قال إن
جاي اتكلم في طلاق لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق طمئنها بنظرة عيناه الحانية 
هتفت بتوجس
خير أسر فيه
تم نسخ الرابط