روابة خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

وقرر أن يغمض عيناه ويرتاح قليلا من الأفكار العالقة بذهنه التي ستقضي عليه لعله ينام وينسى كل شيء يورقه 
عادت حياة المنزل ورفضت تناول الطعام وتوجهت إلي غرفتها أوصدتها على نفسها بالمفتاح وكأنها خائڤة من شبح يطاردها 
جال بتفكيرها أن تهاتف والدها ولكن تراجعت عن ذلك فماذا ستخبره 
ولم تجد أحد يشاركها ما عرفته عن رب عملها فجأة تذكرت طارق التي كانت تشاركه دائما قراراتها وكانت تشعر بأنه شقيقها الأكبر يقف دائما جانبها ولم تتردد لحظة بالاتصال به 
كان مازال حبيس لغرفته لم يفكر إلا بمحبوبته وفجأة صدح رنين هاتفه نظر له بدهشة ليتفاجئ باسم محبوبتة ينير شاشة هاتفه
أجابها بلهفة
ألو حياة 
هتف حياة برزانة
أزيك يا طارق عامل ايه 
أنا بخير يا حياة مدام سمعت صوتك طمنيني عنك أنتي وعن الشغل الجديد
قالت بتردد
طارق أنا متصلة بيك عشان محتجالك أوي
في مصېبة واقعة فيها في الشغل
هتف بحزن 
أنتي متصلة بيه عشان عندك مشاكل في الشغل هو ده بس اللي فكرك بيه يا حياة 
ثم استرسل حديثه قائلا
وأنا اللي كنت فاكر راجعتي نفسك ووافقتي على جوازك مني وعشان كدة متصلة تفرحيني أنك موافقة على الجواز
طارق أنت أبن عمي مهما حصل ومش عاوزة ازعلك بحكاية الارتباط ممكن تنسى يا طارق 
همس بحزن
انسى يا حياة أنسى حبي ليكي أنسى أن عشت عمري كله اتمناكي ومستني اللحظة اللي تجمعني بيكي في بيت واحد دلوقتي محتاجة ليه عشان واقعة في مصېبة بخصوص الشغل لا يا حياة شوفيلك حد تاني يقف جنبك وانسى انتي خالص أن ليكي ابن عم واسمه طارق
هتفت بحزن بسبب كلماته الصاډمة
خلاص يا طارق أنا اسفة أن لجأت ليك وفكرتك أخ كبير هيقف جنبي أوعدك يا ابن عمي لو بمۏت مش هألجا ليك وبكرر أسفي مرة تانية
أغلقت الهاتف بحزن وظلت تبكي بمرارة لم تشعر بها من قبل فاقرب الناس إليها خذلها وجرحها وكل ذلك من أجل إصراره على الزواج منها 
أسدل الليل ستائره على الجميع 
الحزن مخيم على محياها وهي واقفة بشموخ وسط حشدا من الرجال يتقدمون إليها يصافحونها بود ويواسوها حزنها في فقدان جدها يمطرونها بوابل من مشاعرهم اتجاه مصابها 
ات سليم بتلك اللحظة رمقتة بنظرة تحدي ودنت منه تهمس بجانب أذنه
ټقتل القتيل وتمشي في جنازته أنت اللي قتل جدو يا سليم وأنا لا يمكن أسامحك ولا أغفرلك
ابتعد عنها ولم يهتم بحديثها ودلف لداخل قاعة الرجال يجلس معهم ويستمع للشيخ المقرئ وهو يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم 
ولكن باله مشغول بشئ آخر 
بعد مرور ساعتين انتهت مراسم العزاء وغادروا الجميع إلى منازلهم ولم يبقى سوا سليم فقط 
حرك مقعدة المتحرك ليتجه إلى نور زفر أنفاسه بضيق ثم قال بجدية
تقدري تفضلي في ڤيلة جدك أنا ما قبلتش يتحجز عليها ضمن ديوانه وأن كان على ديون جدك أنا سددتها بس مش عشانك عشان أسر طلب مني كده
جحظت عيناها پصدمة وقالت
أسر على علم أن جدو ماټ ومانزلش يقف جنبي
ابتسم بسخرية وقال
والله أنتي بتجني نتيجة أفعالك واعتقد إللي بنكم انتهى ولم ينزل بالسلامة هيتم الطلاق رسمي
ثم تركها دون أن يتطلع لها
وتوجه الي سيارته ساعده السائق على الجلوس بالمقعد الخلفي وطوي المقعد المتحرك ووضعه بحقيبة السيارة ثم استقل مجدي خلف مقعد المقود 
هتف سليم قائلا
مجدي أطلع بينا على الڤيلا القديمة
أوامرك يا باشا
في غضون دقائق كان يدلف من باب الفيلا بمقعدة المتحرك وطلب من مجدي انتظاره بالسيارة ريثما ينتهى من عمله داخل الڤيلا لب له مجدي أوامره وهو يتسأل داخله بقلق ماذا يفعل هنا في ذلك الوقت

________________________________________
المتأخر من الليل ولماذا يتردد على تلك الڤيلا من حين لآخر 
أغلق سليم الباب الحديدي خلفه بجهاز التحكم ثم أقترب بثبات يدلف لداخل الڤيلا أخرج المفتاح من جيب سترته ثم دسة بالفتحة المخصصه له وفتح الباب ودلف بهدوء 
كان المكان مظلما ضغط زر الإضاءة ليشعل إلاضاءة بالمكان ثم نهض عن مقعده واستقام واقفا وسار بخطوات واثقة يدلف بها داخل غرفة بأخر الممر المؤدي إلى غرفة مغلقة بإحكام فتح
الاقفال ودلف داخلها ثم أغلقها خلفه ثم تقدم من حائط خشبي ضخم أزاح الحائط جانبا ليظهر من وراءه باب صغير موصد بالاقفال قام بفتحه ثم انحنى بجذعه لكي يدلف لداخل وهبط دراجتين الدرج ثم استقام ظهره وتطلع للغرفة التي تحتوي على مئات الصناديق الخشبية العتيقة سار اتجاه الحائط المعلق عليه
مجموعة من الأسلحة والذخائر سحب منهما مسډسا صغير ثم فتح خزانته ووضع داخلها الطلاقات الڼارية من العيار الخاص به ثم دسه بجيب بنطاله من الخلف
هتف بفحيح وهو يتوعد لحياة قائلا
ما حدش يقدر ېهدد أمني وأمن أخويا كده هي إللي قضت على حياتها 
ثم عاد يهندم من هيئته لكي يغادر الغرفة والڤيلا بأكملها وكأن شيء لم يكن 
لم يذق طعم النوم ولا الراحة وظل يتقلب على فراشه وكأنه
تم نسخ الرابط