روابة خيوط العنكبوت بقلم فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز

عملت معاها الانترفيو والمفروض أنها تكون استلمت الشغل في الشركة بس بردو أنا ما فهمتش هي هنا بصفتها أيه 
دي تبق بنت خالتك دلال
رفع حاجبيه بدهشة وقال
هو أنا ليه خالة اسمها دلال ده من أمته فجأة كدة بقى عندي خالة يا سبحان الله
يا بني سبني أكمل كلامي بتقاطعني ليه أصبر على رزقك
قصت عليه القرابه التي تجمع بينها وبين والدة حياة وأنها ابنة شقيقها الراحل إذا حياة مثابة حفيدتها كما أن والدتها ووالدته مثابة الاشقاء
فهم سراج صلة القرابة وقصت عليه سناء ما تعاني به حياة منذ أن خطت بقدميها ذلك المنزل وهي الآن تحت رعايتها ريثما تأتي عائلتها وتمكث بالقاهرة من أجل عمل حياة 
لم ينكر بأنه أشفق على حالتها فكل ما تعاني به يوميا مرهق حقا لاعصابها 
هتف سراج بجدية مقترحا 
جدته
البنت دي شكلها أعصابها تعبانه وعشان كدة بتحلم بكوابيس كل يوم أية رأيك يا سنسن تعرضي عليها نوديها لدكتور نفسي تتابع معاه ونفهم منه حالتها ايه بالظبط
تنهدت بعمق وقالت 
والله يا سراج أنا ما عارفة أعمل ليها ايه يا بني حتى دلال مش هاين عليا أعرفها اللي بيحصل لبنتها 
مافيش داعي تعرف مدام قربوا ينزلوا القاهرة مافيش داعي يقلقوا بكرة يشوفوا بنفسهم ويمكن حياة حالتها النفسية تتظبط في وسط أهلها
ثم أردف قائلا
أنا دلوقتي وضعي ايه في البيت ده أنا محتاج أنام وارتاح مش قادر 
م سدت على ظهرة برفق وقالت
معلش يا حبيبي ريح جسمك هنا على سريري وأنا هقوم اشوف حياة واطمن عليها وهسيبك تنام وتصحى براحتك 
تركت له الغرفة وذهبت إلى غرفة سراج لكي تطمئن على حياة 
كان شاردا داخل غرفته وفجأة لمعة فكرة برأسه أراد تنفيذها 
لذلك هاتف شخصا متخصص بتلك الأعمال
لم يكترث للوقت ووضع الهاتف على أذنه ليهاتف ذلك الشخص 
الذي اجابه على الفور
قال سليم بكلمات مقتضبة
تقابلني بعد ساعة محتاجك في مهمة خاصة
ثم أغلق الهاتف ومدد بج سده أعلى الفراش وهو يحدق في سقف الغرفة بجمود 
الفصل الرابع عشر
لم يغمض لها جفن بعد وصول سراج شاردة الذهن وتحدث نفسها وهي تحدق بالفراغ
أعمل ايه دلوقتي طيب سراج يعرف باللي سليم بيعمله ولا سليم مغفل الكل أنا زي المتكتفه ومش عارفة أتصرف يارب ساعدني يارب 
ظلت على تلك الحالة إلى أن أشرقت شمس الصباح أفكار كثيرة تعصف بها تقلبها هنا وهناك كانت داخل صراع قوي مع النفس 
غادرت المنزل دون أن يشعر بها أحد ولا تعلم
أين تخطى بقدميها وقفت تطلع للمارة كأنها مغيبة بعالم اخر
سارت بخطوات واسعة أشبه للركض وكأنها تهرب من شئ ما يحاول الامساك بها
وجدت نفسها بشارع مظلم رغم أنها بوضح النهار ولكن الشارع ذلك لم تدخله الشمس دب الړعب باوصالها وخطت بقدمها داخله ولكن غرزت قدميها بسائل لازج أسفلها شعرت به ولم تراه أنحت بجذعها تلام س بكفيها ذلك السائل لتتلخط يديها بالډماء 
صړخت بهلع وظلت تردد
ډم ډم 
ربتت سناء على كتفها برفق وهي تحاول ايقاظها
حياة قومي يا حبيبتي عشان ماتتأخريش على شغلك 
فتحت عيناها بفذع ولسانها كان مازال يردد ډم
لم تستمع سناء لما قالته حياة نهضت من جانبها وهي تقول
يلا يا حبيبتي عشان تفطري قبل ما تروحي الشغل ومن بكرة سراج هيوصلك معاه بس انهاردة مش هيقدر يروح راجع من السفر تعبان 
كانت حياة بعالم اخر وقتها لم تنصت
لحديث سناء دلفت المرحاض وتطلعت للمرآة تحدق بوج هها جحظت عيناها عندما رأت أفعى سوداء تخرج لسانها وكأنها تريد أن تنقض عليها وتبخ سمها بوجهها ابتعدت برهبة عن المرآة ولم تقدر على الصړاخ لم تعد لديها طاقة الصړاخ
رفعت كفيها تغطي بهم وجهها وهي لا تعلم بماذا يحدث لها 
توضت لتصلي فرضها قبل أن تذهب للعمل وهي عازمة على اتخاذ قرار ما يخلصها من تلك الكاوبيس 
انشغلت بارتداء ملابسها وظلت تدور داخل الغرفة

________________________________________
حول نفسها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل كأن عقلها مغيب 
انتفض جسدها عندما طرقت ثريا باب غرفتها ودنت منها
صباح الخير يا بنتي يلا عشان تفطري مع الحجة سناء هي مستنياكي
التقطت حقيبتها وسارت خلف ثريا وكأن لسانها معقود يرفض الحديث 
جلست بجانب سناء وهي تحاول رسم ابتسامة على محياها لتلك السيدة البشوشة ليس لديها شهية للطعام نهضت من جانبها تاة 
عندما غادرت حياة المنزل هتفت سريا بأسي
ووربنا يا حجة البت حياة دي معمولها سحر البت يا حبة عيني كانت زي البدر وفجأة انطفت واتبدل حالها 
نظرت لها سناء بصمت فحديث ثريا صحيح الفتاة تتبدل حالتها كل دقيقة هتفت قائلة
هاتي التليفون يا ثريا عاوزة اتصل بدلال اتكلم معاها شويا 
أسرعت ثريا تلتقط الهاتف الأرضي وقربته من سناء وضعته أمامها لتجرى الأخيرة اتصالا بابنة شقيقها 
أما عن حياة فاستقلت
سيارة أجرة تقلها إلى الشركة وخرج صوتها خاڤت وهي تملي على السائق عنوان الشركة 
قبل أن يذهب سليم
تم نسخ الرابط